( 12 )

620 17 0
                                    


وصل يوسف عليا ومي للمطار وعليا راجعة مصر ومقرره إنها هتنهي موضوع مصطفي ، رجعت على البيت غيرت ملابسها واتجهت للشركة أنجزت بعض الأعمال ورجعت ع البيت، مصطفي كان ينتظرها على العشاء :
_ واضح ان اليوم كان مرهق ,من المطار لشركة واجتماعات
_ هو ايوه اليوم مرهق بس الحمدلله أنجزت إنهاردة
_ بكرة مفيش شغل خالص انتى أجازة
_ ليه فى حاجة ؟
_ عيد جوازنا بكرة
أتفاجئت عليا : بجد ؟
_ وكلمت مي وهتكون معاكي من بدري تجهزي وهيكون عندك 7 موديلات فساتين جديدة والميكب ارتست وكل حاجة متقلقيش انا رتبت كل حاجة .
_ أنت مرتب كل حاجة المرادي بزيادة ولا انا متهيالي ؟
_ كل لحظة وانتى معايا هدية يا عليا وانا عارف انك هتنسيبه زى العادة والضغط اللى عليكي قولت كفاية، فتوليت مسئولية اليوم دا لأنه مهم بالنسبالي اليوم إللى وافقتي فيه تكوني معايا الباقي من عمري ، هو رغم جوازنا مش الجواز المعروف واحترمت جدًا طلبك ورغبتك لأن كان كفاية عندي انك تكوني جنبي ومعايا ، انا فعلًا مش عاوز حاجة غير كده يا عليا ، لما بتسافري بحس بوحدة مميتة لكن بصبر نفسي انك راجعة ، راجعة هنا تاني معايا وجنبي .
كلمات مصطفي ألمت عليا ، تعلق مصطفي ب عليا بيزيد مع الوقت لدرجة عليا مكنتش تتخيلها ، حست بظلم لمصطفي .. مسك ايدها وقبلها :
_ واعملي حسابك فى يومين من غير شغل انا وانتى وبس هنسافر اسبانيا هدية عيد جوازنا ..
سحبت يدها بهدوء:
_ مصطفي انا كنت عاوزاه اتكلم معاك فى موضوع
_ اى مواضيع تتأجل دلواقتي ، لأن مفيش أهم من حاجتين حاليًا حفلة عيد جوازنا بكرة و تعاقد المشروع الجديد، يخلصوا وهبقي كلي أذان صاغية ليكي بعد كده .
- أحمد قالي ان كل حاجة خلصت
_ يعني شويا مشاكل بسيطة هتخلص متقلقيش انا مصطفي طاهر
_ انا واثقة من كده , لو محتاجني فى حاجة عرفني
_ انا محتاجك جنبي ودا كفاية عندي ( قبل يدها مره أخري)
إبتسمت عليا وعادت لتناول طعامها، عادت لغرفتها وفكرت ان تنتظر أسبوعين مش مشكلة يكون تم تعاقد المشروع الجديد وتكون أستعدت أكتر نفسيًا .

اليوم التالي مي كانت عند عليا من بدري, وبدا التحضيرات والتجهيز للحفلة، كانت فى سيارة فى انتظارهم ، واتجهوا الى الحفلة، وقفت عليا مع مصطفي يستقبلوا الضيوف وأستغربت عليا من تجهيزات الحفلة اكبر مما تخيلت وتوقعت ، وهى واقفة قرب منها مصطفي برفقة شخص :
_ عليا ، أعرفك على شريكنا الجديد مستر عادل صاحب مجموعة عادل لاستثمار فى أوروبا وبوجوده المشاكل اللى فى التعاقد الجديد ساعدنا كتير فيها
_ اهلا وسهلا
_ أهلا بك يا مدام عليا
كمل مصطفي كلامه :
_مستر عادل مقيم فى أوروبا وأول مره ينزل مصر زيارة ومشكور قبل دعوتي لحفلة
_ مستر مصطفي دا شرف لأي حد يكون هنا
ابتسمت عليا واتكلم مصطفي:
_ مستر عادل يا عليا هيكون المساعد لينا من برا لكن الممثل لشركتهم إبنه ، هو صحيح فين يا مستر عادل نتعرف عليه ويتعرف علينا .
_ فى الطريق ، بقاله كتير منزلش مصر ف الطرق بالنسباله غريبة
ردت عليا : يجي بالسلامة
أحمد سحب مي من ايدها ع جنب :
_ فى ايه يا أحمد هو انا قولت حاجة ولا عملت حاجة انا واقفة هادية
_ ياريتها ع كده
_ فى ايه مالك متوتر كده ليه ؟!
_ انتى ليه محكتليش عن التطورات اللى حصلت لعليا
_ تطورات ايه ؟
_ يوسف
_ ماهو انا قولتلك يوسف صديق
_ يوسف مش صديق يا مي
_ أنت تقصد ايه مش فاهمة؟
احمد بنبره متوترة: مصطفي عارف كل حاجة ، عارف يوسف وعلاقته بعليا
_ انت مكبر الموضوع ليه علاقتهم
قاطعها : مش وقت انك تخبي وتداري عليها ، مصطفي عارف الحوار من بداية الانسيال اللى ضاع
سكتت مي من الصدمة : بتقول ايه ، هو عرف منين .. هو كان بيراقبنا ؟
_ الهدف من المراقبة سلامتكم ومكنش قايل لعليا علشان ميضايقهاش وتبقوا ع راحتكم
_ انا الحراسة مشيتها بنفسي
_ غير الحراسة يوميًا كان فى تقرير مفصل لتحركتكم يا مي
من الصدمة مي مش قادره تتكلم وكمل أحمد كلامه:
_ مش وقته صدمة ، الصدمة فى اللى جاي
_ ايه ؟
_انتى عارفه اللى واقف مع عليا ومصطفي دا مين ؟
_ ايوه عادل صاحب مجموعة عادل لأستثمار الشريك فى المشروع الجديد
_ وابو يوسف ، يوسف اللى هيكون المسئول عن حصتهم فى المشروع
_ ابنه اللى جاي فى الطريق
_ ايوه
مي حست بدوخه وكانت هتقه مسكها أحمد ووقفها :
_ مش وقته يا مي ، روحي عرفي عليا من غير مصطفي ما يحس بحاجة

فى اللحظة دى وهى بتحاول تستجمع اتزانها ومتجهه لعليا لمحت دخول يوسف الحفله ، اشار له والده وقرب اتجاههم وعليا كان ضهرها ليهم بتتكلم مع واحده من ضيوف الحفل، قرب لمصطفي وسلم عليه :
_ اتاخرت يا جو مش بيقولولك كده
ابتسم: الطرق جديدة عليا والزحمة فظيعة
_ لا اتعود بقي لانك هتقعد هنا حبه حلويين
_ اكيد .
مسك مصطفي ايد عليا ولفت اتجاههم وهو بيقول :
_ تعالي يا عليا أعرفك على يوسف
التفتت عليا ولما شافت يوسف امامها تجمدت من الصدمة عكس يوسف اللى كان مبتسم ،
كان يوسف تصالح مع والده ،ووالده طلب منه يرجع يشتغل معاه ، فقرريوسف يبدء حياته بمشروع وقدمه لوالده وعلاقته بمصطفي طاهر تواصل معاه ووصلوا لاتفاق يكونوا شركاء و بالتعاقد شركة والده مع شركة مصطفي طاهر حس انها فرصة ممتازة لتقرب من والد عليا زى ما كان يعتقد وحب يفاجئها ، ب ابتسامته المعهوده باصص ل عليا كمل مصطفي التعارف وقال :
_ اعرفك يا يوسف ب عليا .. مراتي

الكلمة مقدرش يستوعبها يوسف، هو كان عارف من والده ان مصطفي طاهر متزوج لكن مكنش يعتقد إنها عليا لأنه سالها انه والدها وهى لا انكرت ولا وافقت سكتت ، عليا كانت هتفقد الوعي وتماسكت قربت منها مي ومسكت ايديها وسندتها :
_ ان شاء الله يا جو يكون تعامل بينا بداية كويسة لعلاقة مستقبلية فى عالم البيزنس
_ ها .. اه ان شاء الله
مسك يوسف ايد عليا وقبلها :
_ انهارده عيد جوازنا السادس وحقيقي انا محظوظ بوجود عليا فى حياتي .
تصرفات مصطفي الغير متوقعة جمدت عليا فى مكانها ومش قادرة تتكلم , ف سحبت ايدها من ايد مصطفي وأستأذنت ومشيت كانت بتنتفض ومش قادرة تمشي للسيارة، بسرعة ساعدتها مي واتجهوا للبيت ، بعدها ع طول أستاذن يوسف ومشي من الحفلة.
فى البيت عليا جسمها بيتنفض ومي بتحاول تهديها وبعد شوية:
_ انتى أحسن
_ هو ايه اللى حصل دا يا مي ، أزاى يحصل كده ، أزاي ؟
_ كل دا كان مترتب يا عليا
_ ازاي ؟
مي متوترة : مصطفي ، كان عارف كل حاجة
_ عارف ايه ؟
_ علاقتك بيوسف من أول بداية الانسيال .. كان بيراقبك .
اتصدمت عليا : لا مستحيل ، مصطفي يعمل كده
_ دا بقي انتى تعرفيه وتتأكدي منه شخصيًا، يوسف بقي مش عارفة بجد، اهو دا اللى كنت بكلمك عليه إنه لازم يعرف ويعرف منك .

وصل مصطفي البيت وخبط ع غرفة عليا ودخل كانت مي موجودة ، ف استأذنت ومشيت ، قعد مصطفي على كرسي امام عليا واستمرا نظراتهم المتبادلة فى صمت لمدة 10 دقائق .
_ الحفلة خلصت زى ما أنت عاوز
_ جدًا، خلصت وانا الكسبان ، مشروعي ومراتي
عليا بتحاول تتحكم فى انفعالها :
_انا مش مراتك يا مصطفي ، انا لا كنت ولا هكون وأنت عارف كده كويس
_ لا مراتي يا عليا ، والكل عارف .. الكل عارف الا شخص واحد مكنش يعرف وعرف
_ انت ليه بتعمل كده ؟
_ علشانك، الحقك يا عليا .. فاكره لما اتجوزنا قولتيلي ايه، قولتيلي انا معاك فى اى قرار وإختيار وطول ماانا معاك مش خايفة لاني واثقة انك هتحميني ، التخطيط والترتيب والحفاظ عليكي وحمايتك مسئوليتي انا .
_ انا لما قولتلك كده كنت فى وضع مختلف وامنتك ع نفسي .
_ وانا حافظت ع الامانة .. حافظت عليكي ، علاقتك بيوسف انا بالنسبالي ولا حاجة ،هعتبرها غلطة ، سوء فهم ، احنا بشر وبيجلنا أوقات لحظات ضعف بتهئ لينا حاجات مش حقيقية ، كنت منتظر منك تعرفيه لكن شلت عنك الحرج واتعاملت انا معاه .
_ علاقتي ب يوسف
قاطعها : هو دا الموضوع اللى كنتي عاوزة تتكلمي معايا فيه ، كنت هتقوليلي اسفة يا مصطفي انا هسيبك وهسيب حياتي ومستقبلي اللى بنيته علشان وهم ، سراب
سكتت عليا وقف مصطفي :
_ انا هسيبك ترتاحي وتهدي وهتشوفي بنفسك وهتتأكدي ان مفيش حد فى الدنيا بيحبك ويخاف عليكي زي ( قرب منها وقبل راسها ) تصبحي ع خير .


تاني يوم عليا مخرجتش من غرفتها ، اتصلت مي كذا مرة مردتش عليها ف اتجهت للبيت ، كانت قاعدة ع نفس الكرسي بنفس الهدوم مغيرتش ، قربت عليها مي شافتها ماسكه الموبيل فى ايديها :
_ عليا فى ايه بكلمك مبترديش ليه
بصت ليها عليا ودموعها بتنزل :
_ يوسف سافر يا مي
_ امتي دا ، داانا كنت هقولك هكلمه انهارده و ..
_ يوسف سافر من غير ما يسمعني
_ هيسمع ايه يا عليا ، الموقف صعب عليه اوي ، طيب طمنيني اتكلمتي مع مصطفي أو هو قالك حاجة زعق اتخانق عمل ايه ؟
_ ولا اى حاجة
_ ازاي ولا اى حاجة ،، مزعقش حتي ؟
_ اتكلم بهدوء زى ما بيتكلم فى طبيعته وسابني وخرج
_ ليكون من النوع اللى مبيتكلمش كتير لكن أفعاله هي اللى بتتكلم
_ هيعمل ايه أكتر من كده
_ مش عارفة.. انتى عايشة معاه وعارفاه اكتر من اى حد
اتنهدت عليا وبصت لموابيلها :
_ انا عاوزة اتكلم مع يوسف يا مي
_ بصي أهدي كده وان شاء الله فى حل لكل العك دا

مي عملت شويا اتصالات وعرفت إن يوسف رجع لندن وبلغت عليا ، كان مصطفي مسافر وعليا كانت فى انتظاره :
_ حمدلله ع السلامة
_ الله يسلمك
_ كله تمام
_ تمام .. انتى محتاجه حاجة ؟
_ بصراحة انا استنيتك علشان ابلغك بحاجة أحسن كتير ما تعرفها من برا
_ ايه ؟
_ انا هسافر لندن
_ تمام ما انتى بتسافري دايما ايه الجديد ؟
_ انا مش مسافره شغل ، انا مسافره ل يوسف
حاول مصطفي يتمالك هدوءه وبنبرته الهادئة المعتادة :
_ ممكن أعرف السبب ؟
_ من حقه يفهم ويعرف ومن حقي اتكلم وهو يسمع
_ هترجعي ؟
_ أكيد هرجع هروح فين .
_ اللى انتى عاوزاه اعمليه انا واثق فيكي اكتر من نفسي يا عليا .

رغم كلام مصطفي الغير مباشر لعليا لكن دايما كان بيعرف يستغل نقطة ضعف عليا كويس وبيخليها لصالحه ، خرجت عليا واتجهت لغرفتها بتتجهز لسفر ، سافرت هي ومي الى لندن
، نزلت المطار ووصلوا الفندق غيرت ملابسها وطلبت سيارة لمنزل يوسف ، تواصلوا مع أدم صديقه عرفوا انهم فى الاستوديو واتجهوا الى هناك ..

أول ما وصلوا رحب بيهم أدم ولكن يوسف أستاذن ودخل فى غرفة داخل الاستوديو بعذر انه هيعمل حاجة ، شعرت عليا بالاحراج واتحركت اتجاه الغرفة خبطت ع الباب ودخلت :
_ يوسف ممكن 5 دقائق ومش هطول
بنبرة غضب : خير يا مدام عليا
_ انت رجعت بسرعة ليه ؟
_ كان عندي شغل هنا اهملته كتير فى حاجات مش مهمة وكان لازم اعوضه
_ يوسف انا عاوزاك تسمعني ممكن
_ لا مش ممكن
تفاجئت عليا : انا ليا حق اتكلم وابرر موقفي
_ انتى ملكيش اى حقوق هنا ، حقوقك هناك عند مصطفي طاهر جوزك
_ لا لازم تسمعني
بنبرة غضب عالية: وانا مش هسمع حاجة ، انسي ووفري كلامك خلاص ، كل واحد عرف مكانه الصح فين .. من بعد الخيانة مفيش كلام يتقال يا مدام عليا .
خرج يوسف من الغرفة ومن الاستوديو بحاله من الغضب لاحظها ادم ومي .. اتجهت مي مسرعة الى الغرفة ورأت عليا واقفة فى حالة من الجمود والصدمة .. اتحركوا وخرجوا ورجعوا ع الفندق ..

مي طلبت من أدم لما يعرف مكان يوسف يعرفها ، وبالفعل أرسل أدم رسالة ل مي بالمكان وطلبت سيارة واتجهت للكافيه ، اتفاجئ يوسف بوجودها :
_ هتسيبني وتمشي انا كمان ولا ايه ؟
_ ازيك يا مي
_ انت خليت فيها أزيك ، ايه المقابلة اللى قابلتها لينا دى الصبح ؟
_ مي
_ ادم قالي انك رجعت للفرقة والاستوديو بعد ما قررت تسيبهم .
_كنت غلطان وصلحت غلطتي
_ طيب يعني فى غلطات بتتصلح اهو بس نديها فرصة
_ مش كل الغلطات يا مي
_ هو احنا بنغلط ليه يا يوسف ، علشان نتعلم ونصلح غلطنا احنا بشر يا يوسف مش ملايكة
_ مي انا قاعد معاكي لان ليكي مكانه مختلفه عندي رغم انك كنتي شريكة فى الكدبه واللعبه اللى زى المغفل كنت مصدق .
_ احنا مكدبناش عليك يا يوسف ، انت مسألتش أصلًا من الأساس
- انتى بتقولي ايه، وهى دي حاجة تستناني أسال ، دا انا لما سألتكم عليه فى الفندق وكنت فاكره باباها محدش فيكم صلح المعلومة ليا ، هي كانت عاوزة تتسلي شويا وانا كنت قدامها
_ يوسف افتكر ان عليا كانت بتبعد وكانت عاملة حدود معاك
بنبره غضب :
_ ما دا اللى مجنني ، مدام في حد فى حياتها ليه تسيبني متعلق بيها اكتر وأكتر ، ليه تسبني احبها بكل مشاعري من غير ما توقفي ، كانت قالت كنت منعت نفسي ، مي انا خططت وبنيت أحلام عليا دمرتها فى ثانية ، عليا خانت مشاعري ، الا الخيانة يا مي الا الخيانة
_ يوسف بهدوء كده عليا مش خاينه زى ماانت شايف وفاهم، اساسًا انت فاهم غلط أو بمعني أصح مش فاهم حاجة من الاساس ، عليا ظروفها تختلف عن اى حد
وقف يوسف : ظروفها تخصها لوحدها انا مليش علاقة بيها ، كل حاجة أنتهت من الحفلة فى مصر ، وانا لا عاوز اسمع ولا افهم
مسك موبيله ومفاتيح عربية ومتجه للخارج وقفت مي وبصوت عالي :
_ عليا متجوزه ع الورق بس يا يوسف
وقف مكانه وبصلها وبتكمل مي :
_ الحكاية مش زى ما أنت فاهم أرجوك أسمعني للاخر
رجع يوسف وقعد :
_ من أول يوم وعليا متجوزة ع ورق بس ، مصطفي ملمسش عليا ولا لحظة لان عليا كانت رافضه كده وهو أحترم رغبتها ، عليا دفنت نفسها بنفسها بلقب مدام وهى بنت بعقد جواز ، اتحطت فى ظروف وكان مصطفي طوق نجاة بالنسبالها الا كانت موتت نفسها ، ومصطفي كتب عقد وعهد ما بينهم ان الجواز ع الورق لغاية ما عليا نفسها تطمن وتوافق غير كده يكفيه انها موجوده معاه وجنبه ، مصطفي تعامل مع عليا انها أمانة عندة وهو بيحافظ عليها ، هما أيوه عايشين فى بيت واحد لكن فى غرف مختلفة ، وفى العقد اللى بينهم ان وقت ما عليا تطلب الانفصال هو مش هيعترض وهيطلقها بدون تفكير ولا تردد ، 6 سنين دى علاقتهم بينزنس وونس ، نص أملام مصطفي كاتبها بأسم عليا ودخلها معاه فى عالم البيزنس زى ما أنت شوفت كده ، دى حياة عليا ، صدفة جمعتها بمصطفي وحولت حياتها وصدفة جمعت بيها ، عليا محبتش غيرك يا يوسف فاهم واحده مرت بكل دا وحبت ، كانت هتقولك قبل ما نرجع اخر مره لو تفتكر وانت اللى منعتها ، عليا كانت ناوية تقولك لما تشوفك تاني .. مش فى نيتها تخبي وتكذب عليك يا يوسف لانها مش كده .
يوسف فى حالة عدم استيعاب كلام مي :
_ مش من حقي اقولك السر دا لكن كان لازم تعرف ، لان عليا متستحقش تعيش كده ، عليا تستحق تعيش بجد يا يوسف مع شخص بتحبه ويحبها وتطمن .
يوسف فى حالة صمت :
_ انا قولتلك كل اللى عندي والقرار يرجعلك يا يوسف، بس اتمني متسيبهاش ، متسيبش عليا ترجع تاني للحياة اللى بتاخد منها اكتر ما بتديها ، احنا هنا يومين وتليفوني معاك والقرار يرجعلك .

مشيت مي وفضل يوسف قاعد فى مكانه متحركش فى حالة من الشرود ، موبيله يرن مش حاسس به، بيراجع لحظاته مع عليا وطريقة تعامل عليا فى أول تعارفهم، وأحساسه بحبها وانه فعلًا بيحبها ، فكر فى اللى عاشته وتخيل حياتها الصعبه اللى عاشتها لوحدها ، للحظة مسك الموبيل وارسل رسالة ل مي (انا عاوز أقابل عليا من غير ما تعرف ، بكره الساعة 2 فى نفس الكافيه اللى قابلتك فيه ) ردت مي عليه ( اوكيه ) .

فى اليوم التالي كانت عليا نايمة ع السرير صاحيه وسرحانه، دخلت مي بطريقتها المرحة واجبرتها تخرج من السرير وبصعوبة أقنعتها تنزل واتجهوا للكافيه وكان يوسف لسه موصلش ، مر نص ساعة وعليا عاوزة تمشي :
_ يلا يا مي
_ استني يا لولي هو احنا لحقنا
بتبص اتجاه الباب ولاحظت عليا :
_ انتى مستنية حد ، لو مستنيه حد انا مليش مزاج اقعد مع حد ، همشي وانتى خليكي
قامت وقفت عليا شدتها مي وقعدتها :
_ هتسبيني لوحدي مينفعش ، احمد لو عرف انى لوحدي فيها رقاب هتطير ، يرضيكي اتساب بعد كل اللى عيشته معاه ، مش طالبه خناق
_ انا مش هقوله متخافيش
_ انا بقوله عادي وهو دا الخوف ذات نفسه ، استني بقي
رن موابيلها برسالة من يوسف :
_ انا خارجه اعمل مكالمة وراجعه متتحركيش
_ مش هتحرك بس اما هتيجي همشي
_ تمام .
خرجت مي ويوسف كان منتظرها ومسكت ايده :
_ عليا أمانه عندك

أخد نفس قبل ما يدخل الكافيه، دخل بص شاف عليا قاعدة مربعه ايديها وباصه قدامها وسرحانه ، قرب منها وشد الكرسي لفت أنتباه عليا وافتكرت مي :
_ كل دا
بتبص شافت يوسف بصتله وسكتت :
_ ممكن أقعد
عينيها مليانه دموع : لا
لف الكرسي وقعد امامها مباشرة وهى ساكته :
_ هتفضلي ساكته كتير
تذكرت كلامه ليها وطريقته اللى وجعتها واستمرت فى سكوتها :
_ طيب اتكلم انا
_ خير
_ ايه رايك ننسي اللى فات ونفكر فى اللى جاي مع بعض
_ يعني ؟
_ انا عارف ان طريقتي مكنتش احسن حاجة أخر مرة، بس دا رد فعل طبيعي حطي نفسك مكاني .
_ لو مكانك هسمع الاول وبعدين احكم
_ خلاص انا مستعد أسمع عاوزة تقولي ايه ؟
_ ايه التغيير دا سببه ايه ؟
_ مي حكتلي كل حاجة
دموعها نزلت قرب منها يوسف وبأطراف صوابعه مسح دموعها :
_ أنا أسف بجد غضبي عماني ( مسك ايديها وقبلها ) انا بحبك يا عليا بحبك أكتر ما تتخيلي، أوعدك مفيش لحظة هبعد عنك فيها ولا هسيبك، هيبقي لينا بيتنا وحياتنا الخاصة بينا إحنا ، هبقي عندنا اولاد وبنات كلهم شبهك ، هتبقي أحلي ماما تشوفها عنيا
استمرت دموع عليا فى النزول :
_ كفاية دموع بقي هتغرقي المكان وهتغرقينا ومجبتش عوامة البطه بتاعتي
ضحكت عليا :
_ ايوه كده ، دا اللى عاوز اشوفها دايما ضحكتك اتفقنا
هزت راسها عليا : طيب يلا ناكل انا جعان اوي وبخصوص موضوع مصطفي
قاطعته عليا : انا مسئوله عنه .
_ انا ممكن انزل وابقي معاكي
_ لا الموضوع بسيط ، مصطفي شخص طيب ومحترم وفى وعد بينا وهو اد كلمته
_ يعني ناكل بنفس مفتوحة
_ يلا بينا
دخلت مى عليهم ويوسف قاعد جنب عليا وماسك ايديها وشايفه عليا بتضحك :
_ امسك الخشب انا قلت هاجى القيكم مكسرين المكان وقاتلين بعض
يوسف وماسك ايد عليا : مستحيل
مى: الله الله فينك يااحمد يتعلم شويا يوسف ابقى اديله كورسات لانه عملى اوى
عليا: بس بتحبيه
مى بتنهيده : بمووووت فيه
ضحكوا كلهم وطلبوا الاكل وقضوا اليوم فى ضحك وهزار .

رجعت عليا مصر ومقرره تتكلم مع مصطفي وتنهي العقد اللى بينهم وتبدء حياتها مع يوسف زى ماهي كانت بتحلم ، رجعت كان مصطفي مسافر أسبوعين ، رجع من السفر وعليا كانت فى الشركة ، رجعت البيت أتفأجئت بوجوده اتغدوا وقعدوا مع بعض والصمت كان سيد الموقف ، عليا مش عارفة تبدء كلام أزاي ، مصطفي اتكلم :
_ تحبي نتكلم دلواقتي ولا يوم تاني ؟
_ ها .. مش فاهمة
- فى موضوع عاوزة تتكلمي فيه ومش عارفه تبدأي أزاي ، ف اتكلمي وقولي اللى انتي عاوزاه وانا هسمعك زى ما بسمعك دايما
عليا مش عارفه تبتدى كلام ازاى مع اسلوب مصطفى الهادى : انا احم انا
مصطفى: عليا اتكلمى عادى انا عارف انك قابلتى يوسف مرتين، وعارف انتى عاوزة تقولي ايه بس عاوز اسمعه منك .
عليا استجمعت شجاعتها :
_ انا طول ال6 سنين كنت معاك وجنبك ومقصرتش فى اى حاجة ولا خالفت عهدي معاك
مصطفي مبتسم : عارف
_ وأنت مقصرتش معايا فى أي حاجة ، من أول ظروفي اللى حصلت كنت أنت أول حد أفكر فيه وساعدتني ويكفي انك مأجبرتنيش ع اى حاجة وأحتوتني وحافظت عليا وكنت ليا الحماية اللى كنت مفتقداها، ساعدتني اقف ع رجلي ودخلتني عالم البيزنس، مش هقدر انكر انك عيشتني حياة مكنتش احلم بيها فعلًا
مصطفى قاطعها : علشان بحبك ، عملت كل دا علشان بحبك يا عليا
عليا استغربت من نبرته الغير معتاده وكملت كلامها :وانا كمان بحبك لانك عوضتني عن غياب بابا ومحمد ، انا بحترمك جداا وبقدرك جداا وبعزك لدرجه كبيره
مصطفى باابتسامه : بس محبتنيش زى ما حبيتك
عليا مع مقاطعه مصطفى ليها اتشتت : انا ...
مصطفى والابتسامه ع وشه : عاوزه تنفصلي
_ أنت قولتلي وقت ما أقرر انفصل مش هتتردد
مصطفى ودموع ظاهره فى عنيه : عاوزه تسبينى ياعليا
_ انا ..
_ دا حقك وانا فعلًا لما وعدتك اد وعدي ، بس عاوزة أقولك ان ال6 سنين كانوا بالنسبالي حياة ، بوجودك عرفت اعيش وأحس بكل حاجة حواليا ، انا عايش بيكي يا عليا
_ انا ..
_ متقوليش حاجة ، انا هحترم قرارك وأختيارك وحقيقي يوسف محظوظ انك هتكوني معاه وانا رغم كل حاجة فشلت انك تفضلي معايا ، هفضل أحبك حتى لو أنفصلنا
ملامح مصطفي اتغيرت ولاحظتها عليا واخد نفس وكمل كلامه :
_ وحقوقك كلها محفوظة وأسهمك فى الشركات هتفضل زى ماهي اتمني متخلطيش بين حياتك الخاصة وشغلك ، دا مجهوك وتعبك وأجتهادك
_ لكن فى الاصل يخصك أنت
_ وانا هديتهم ليكي يعني حقك انتي
قام وقف واهتز ورجع ثبت ونظر اليها ب ابتسامته المعتاده:
_ بكرة كل حاجة هتكون خلصت متقلقيش ، انا داخل المكتب شويا
اتحرك للمكتب ودخل وقفل الباب ، عليا مكنتش مرتاحة اتجهت لغرفة المكتب خبطت ع الباب ودخلت :
_ عاوزة حاجة يا عليا
_ انت كويس
ابتسم: كويس ، انتي كويسة
_ الحمدلله
_ بس كده دا المهم ، هخلص شويا شغل وهطلع انام
فى غرفتها عليا كلمت يوسف وبلغته الخبر السعيد وأخبرها بنزوله مصر قريب ، قفلت معاه لكن حست بنغزه فى صدرها وخنقه لما افتكرت كلمات ونظرات مصطفي ليها حاولت تصفي تفكيرها لكن معرفتش وحبت تطمن عليه ، اتجهت لغرفته خبطت ع الباب مسمعتش رد ، فتحت الباب الغرفة فاضية والسرير زى ماهو بوضعه ، خبطت ع باب الحمام مسمعتش رد فتحته كان فاضي ، بصت ع الساعة كانت 3 بعد منتصف الليل ودا موعد نوم مصطفي ، نزلت تدور عليه واتجهت لغرفة المكتب وخبطت ع الباب مسمعتش رد فتحت الباب وكان مصطفي قاعد ع الكرسي لكن فى ححالة اغماء ، بسرعة اتجهت اليه بتحركه كان ماسك صورتها وقعت ع الارض ، متحركش معاها واتملكها الرعب والخوف واتصلت بالاسعاف وتم نقله الى المستشفي ودخل الطواري فى وضع غير مستقر وضروري يدخل عمليات لوجود مشكلة فى عضلة القلب ، وقعت على الموافقة وجلست فى حالة من الرعب والخوف ، اتصلت ب مي وأحمد وكانوا معاها ، عرفت انه اتعرضت لازمة قلبية ، اللحظة دى شعرت عليا إنها السبب فى إنهياره جلست تبكي ومنهاره ومي وأحمد بيحاولوا يطمنوها .

اقامت عليا مع مصطفي فى المشفي وبجواره حتي تمام العملية وما بعد العملية ، كانت مرافقة له وتراعيه وتتابع مع الاطباء وضعه الصحي وتحسنه ، أبتدا يفوق وكانت عليا بجانبه ونده ع اسمها :
_ عليا
انتبهت وقربت منه : ايوة ، حمدالله ع السلامة
_ ليه عملتي كده، ليه لحقتيني
_ ايه اللى بتقوله دا
نظر للسما ودموع تساقطت من عينيه :
_ مش هقدر يا عليا ، مش هقدر
دخل الدكتور وشافه واتكلمت معاه عليا :
_ هو وضعه ايه يا دكتور
_ العامل النفسي هو المتحكم الرئيسي فى حالته ، واضح انه اتعرض لصدمه افتقدته رغبته فى الحياه .
_ والحل ايه ؟
_ لازم يتوجد سبب يرغب بسببه الحياه ، انتي عارفه ان وضعه الصحي مكنش مستقر ولكن فى خلال 6 سنوات محصلش اى انتكاسه بالشكل دا ، لازم يكون فى حافز يتمسك به علشان يعيش غير كده للاسف فى اى لحظة انهياره اكيده .

اتجمدت عليا مكانها من الكلام اللى سمعته من الطبيب وشعرت بضيقه وانها السبب فى وضعه الحالي ، اتجهت لغرفته ونظرت من خلف الزجاج كانت ملامحه حزينة ، تساقطت دموعها وهى مش عارفه تتصرف تعمل ايه والحل .

استمرت اقامة عليا مع مصطفي فى المستشفي ومكنتش بتسيبه لحظة، ودا ساعد مصطفي شويا ع التحسن ، نزل يوسف مصر واتجهه ع المستشفي يقابل عليا ويطمن عليها وع مصطفي :
_ ايه الاخبار :
_ فى تحسن بس بسيط
_ ودا حصل ازاي ، انتى اتكلمتي معاه فى موضوعنا ؟
نظرت اليه للحظات : لا
_ يبقي اكيد مشكله فى الشغل مسألتيش أحمد
_ اكيد يعني ، المهم هو دلواقتي أطمن عليه
مسك ايديها : هيبقي بخير اطمني انا عارف انه غالي عندك
سحبت ايديها من ايده : ان شاء الله هيبقي كويس
_ انت راجع امتي ؟
_ انا موجود لغايه ما تطمني ع مصطفي وتخلصي موضوعك معاه واطمن عليكي
_ اها ..
رن موابيلها وكانت الممرضة تبلغها ان مصطفي بيسأل عليها ، قامت بسرعة واتجهت لداخل ، كانت ، عدى الاسبوع ومصطفى وضعه أتحسن ورجع البيت و لطبيعته وعليا مش بتفارقه ومش بتشوف يوسف ومكالمتها معاه قصيرة جدًا ، اصر يوسف يقابل عليا وبصعوبه وافقت تقابله فى كافيه :
_ مش عاوزة اتاخر يا يوسف ع مصطفي لو صحي ومش موجوده مش هياخد علاجه
_ فى ايه يا عليا ، مش عارف اطولك ولا اتكلم معاكي طول الوقت معاه
_ اكيد يعني انت عارف وضعه ايه ومحتاجني معاه
_ وانا كمان محتاجك معايا ياعليا
_ يوسف مفيش مجال مقارنه
شهرين من بعد العملية وانتى معاه يا عليا
- يوسف انت مش هينفع اسيب مصطفي
_ مش هتسيبه دلواقتي ولا نهائي ؟
سكتت عليا ومردتش ع سؤاله مما أغصب يوسف :
_ عليا انا مش هتكلم كتير، انا حجزت تذكره كمان يومين هستني منك رسالة تقوليلي انك معايا ، ف اختاري يا تفضلي هنا يا تكوني معايا هناك ، مفيش إختيار تالت ، قرري وأختاري .

تركها يوسف ومشي وهى قاعدة حست بشلل فى التفكير ، مش عارفة تاخد قرار .

يتبع ...

صدفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن