{5}

578 75 64
                                    

الولايات المتحدة الأمريكية.
نيويورك.

بالنسبة لتايلر حدوث مثل هذا الأمر بهذا التوقيت لم يكن متوقعًا.

عالقًا تحت سيلٍ من الرصاص وجد نفسه يختبئ في أحد الأزقة العطنة، تساقط رجاله الواحد تلو الآخر حتى لم يبقى سواه، ولولا الذخيرة التي يبقيها في حزامٍ ملتفٍ حول صدره للقي مصرعه منذ وقتٍ طويل. جال بنظره يمينًا ويسارًا وحين وجد المكان خالٍ إستعجل خطواته ناحية الشارع في الجهة الشمالية، من المفترض أن توماس سيأتي ليقله من هناك. كان يتمنى أن يكون قد حضر بالفعل فقد سقط منه هاتفه سابقًا ولم يتمكن من إسترجاعه، من الجيد أنه يستطيع محو جميع محتوياته عن بعد، وهذا ما سيفعله بمجرد أن تقع يداه على جهاز حاسوب...ولكن الأولوية الآن لنجاته.

أطلق نفسًا مرتاحًا حين لمح سيارة الرولز رويس بأرقامها المميزة مركونةً في طرف الشارع، ركب في المقعد المجاور للسائق وهتف بحزم:

ـ إنطلق يا توماس سريعًا. اللعنة! لقد نصبوا لي فخًا.

وحين لم يسمع جوابًا إلتفت ليلمح رأس توماس وهو متكئ على المقود بلا حراك، مد يده ولمسه ليهوي جسده بالناحية الأخرى، هامدًا كجثة خاليةً من الحياة.

لعن بغضبٍ مستعر، فحتى سائقه لم ينجُ من بطشهم.

ترجل من المقعد وإتجه ناحية السائق، سحب جثة توماس وسجاها على الأرض، أغمض له عينيه المفتوحتين - ولوهلة خاطفة- بدا عليه الآسى لكنه نفض هذا الشعور وركب خلف المقود، وما إن هم بتحريك السيارة إخترق زجاجها الأمامي وابلٌ من الرصاص جعله يلعن بكل الألفاظ الملونة، أخفض رأسه، وضغط على دواسة الوقود بأقصى سرعة، إرتجت السيارة بعنفٍ وسمع صوت إحتكاك، علم يقينًا أن أحد الإطارات قد ثقب...إنها النهاية!

كانت المرة الأولى في حياته التي يشعر بأنه هالكٌ لا محالة...

قاد السيارة التي تلفظ في أنفاسها الأخيرة بتهورٍ وكاد يصطدم بشاحنةٍ مسرعة من الإتجاه الثاني، دارت السيارة حول نفسها وأوشكت أن تنقلب إلا أنها توقفت في اللحظة الأخيرة، كان يقف فوق جسرٍ معلق، سربٌ من السيارات تلاحقه بكلا الإتجاهين والرصاص يخترق جميع النوافذ، بحركةٍ مفاجأة، حرك مكابح اليد وأدار المقود في الإتجاه العكسي وهو يصرخ مع إنطلاق السيارة عبر السور الحديدي:

(لن تربح يا ناثينيال، سيكون موتك على يدي!)

طارت سيارة الرولز رويس في السماء وسط دهشة الجميع لتغرق في أعماق المياه، وقف ثلاثة رجال يلعنون بذهول وهم يرونها تتلاشى دون أثر بينما بدأ بعض المارة في الإتصال بالطوارئ.

Two Graves. Too Late For Hope.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن