الولايات المتحدة الأمريكية.
نيويورك." من الغريب أن تتصل بيّ بنفسِك."
باغته صوتها الساخر ليدور عينيه مجيبًا من فوره:
- أردت فقط أن ألغي موعدنا لهذا اليوم ومواعيدنا المتبقية لمدة الأسبوعين القادمين على الأقل.
" لماذا؟ عليكَ أن تأتي."
تكتف ليسأل بصلف:
- لماذا عليّ أن أتي؟
حركت يدها بطريقة -لا تكن سخيفًا- وهي تقول: " بالطبع لأني لم أفرغ من تفكيك طلاسم شخصيتك بعد."
تنهد مجيبًا بنفاد صبر:
- ألن تقولي لي لكي تتحسن مثلما يفعل الأطباء النفسيون في العادة؟
همهمت تقلب الكلام في ذهنها لهنيهة.
" لا. لا أعتقد أنك ستتحسن."
أطلق تايلر صوتًا متهكمًا ليقول:
- صراحتك أثلجت قلبي.
لم يرها لكنه أستطاع تخيلها وهي ترفع في كتفيها مبرئة ذمتها من استيائه.
" إذن أقحمت نفسك في مصيبة جديدة؟"
غير السماعة من أذنه اليمنى لليسرى وهو يجيب بنبرة فاترة:
- إن حياتي بأكملها مصيبة.
" صحيح."
سمعها تعبث في حقيبتها، في الغالب لإخراج مذكرة مواعيدها وشطب اسمه.
" حسنًا لا بأس. فقط لا تُقتل في هذه الأثناء. مستقبل دراسة العقلية الإجرامية يعتمد عليك."
- سأحاول.
قال بإقتضاب ثم أغلق الخط لينظر خلفه نحو موران الذي أشاح بنظره متظاهرًا بأنه لم يكن يسترق السمع.
أخذ حفنة من الفشار ووضعها في فمه وهو يسأل -متصنعًا عدم الإهتمام-:
- مخطوبتك؟
لاحت فوق شفتي تايلر ابتسامة لم ترَ الضوء ليلقي بجسده على الأريكة متجاهلًا سؤال الآخر الذي لوى فمه بإمتعاض...لم يطل فسرعان ما قال:
"بالمناسبة كيف حال يدك؟ أمازلت تؤلمك؟"
نظر تايلر إليها كما لو أنه تذكر أمرها للتو لينفي برأسه.
- يبدو أنه مجرد إلتواء.كان موران يقف أمام الثلاجة ليخرج منها مشروبين غازيين، فتح أغطيتهما مستعملًا إصبعيه الأوسط والسبابة مما دفع تايلر للتحديق به مطولًا.
اتسعت ابتسامة موران الطفولية ليردف فورًا وهو يمد له علبة:" إن كانت يدك على ما يرام أترغب في دورٍ آخر؟ هذه المرة يمكننا أن نلعب فيفا وسأهزمك شر هزيمة بالفريق البرازيلي!"
حين لم يتحرك تايلر من مكانه أو يبدي أي إهتمام أضاف موران بملامح جروٍ ضائع:
" أرجوك؟"
لا إجابة.
" سأعدُ لك القهوة السوداء القاتلة التي تحبها؟"
نظرة.
" لن أتحدث لمدة نصف ساعة كاملة."
نهض تايلر من مكانه وجلس بجواره ممسكًا باليد، ليفتح موران فمه لكن الثاني قاطعه بنظرة جعلته يزم شفتيه ويمرر يده فوقهما متظاهرًا بأنه جر سحابًا وألقى بالمفتاح بعيدًا...أمر دفع تايلر ليومأ برضا.وبعد ساعتين من اللعب المتواصل وثلاثة أكواب من القهوة نهض تايلر وإتجه نحو الحاسب المحمول المتواجد فوق طاولة المطبخ وشرع في الطقطقة على كيبورده بإندماجٍ تام مما جعل موران يواصل اللعب وحيدًا إلا أنه كل تارة وأخرى كان يلقي بنظرة ناحية تايلر الذي يكاد يقتل الحاسب بنظراته الحادة. كانت الدماء تغلي في عروقه حتى تكاد تبرز فوق جلده، حانق، غاضب ومنزعج إلا أنه مصمم على إلقائهم في أسفل دركٍ من الجحيم، ناثنيال وويليامز بدأى الحرب، لكن هو من سينهيها.
كان يعرف أنه لتنفيذ خطته سيحتاج إلى المال والبقاء مختفيًا لبعض الوقت وكلا هذين الشرطين لم يكونا صعبين عليه.
أنت تقرأ
Two Graves. Too Late For Hope.
Short Story{مكتملة} الاِنتقام سيفٌ ذو حديِّن. أمرٌ معروف ولكن بالنسبةِ لي تي. إيفرست فالانتِقام كانَ للشُجعان فقط. لهؤلاءِ الذِين لا يخافُون أن يَخسروا شيئًا والذِين لا يملِكون شيئًا ليخسرُوه. كان يبلغُ ثمان أعوامٍ حِين شرَع في إنتِقامه الأوَّل، حينها كان يُد...