{10}

456 73 19
                                    

•••

السويد.
العاصمة ستوكهولم.

كان إيلاي يراجع بعض الأوراق بسلام حين دلف ضيفين غير مرغوب فيهما مكتبه بإنفعال.

- إيلاي، أخبره أن هذه البذلات الإيطالية لا تليق به، إنه يبدو كرجل أربعيني عجوز!

هتف كريس دون مقدمات وليس كأن إيلاي إحتاج واحدة بينما تكتف جاكس ليسمع إيلاي يقول له ببساطة:

" لكنه بالفعل رجل أربعيني عجوز."

جاء دور كريس ليتكتف وهو يحتج:

- كونه كذلك لا يعني أن يبدو كواحد. إن غفلنا عنه للحظة سيتم عرضه في أحد مزادات التحف الأثرية!

طرق جاكس حذاءه الأسود الأنيق بالرخام ليسأل بنفاد صبر:
" هل فرغتما من إهانتي بعد؟"
وقف كريس بفارع قامته:
- أنا لم أكن أهينك، فقط أوضح الحقائق.

دور جاكس عينيه وهشه ليلتفت ناحية إيلاي ويقول:
- هل راجعت الميزانية بعد؟

نظر نحوه إيلاي ليجمع بعض الأوراق ويطرقها بسطح المكتب.
" كنتُ أقوم بذلك حتى قاطعني اثنان لسببٍ تافهٍ كالعادة."
حك جاكس شعره بحرج بينما قال كريس:
- موضوع بيعه في المزاد ليس بتافه، سيكون الرئيس الثالث الذي نفقده في غضون أقل من شهر ونصف!

نهض إيلاي من مكانه، فتح ضلفة الباب ووقف خلفها ثم أشار لهما بيده:
خرج جاكس أولًا وهو يعتذر أما كريس فعقد يديه بعناد وهو يهز رأسه.
تنهد إيلاي بغضب وإتجه عائدٍ لمكتبه، فتح الدرج وتناول قطعة حلوى مدها له بابتسامة قاتلٍ يكبح في نفسه، أخذها كريس بسعادة ليقول:
- الآن أنت تتحدث لغتي.
ثم خرج، ليصفع إيلاي الباب وراءه بقوة كفيلة لهدم المبنى بأكمله، كان جاكس يقف بعيدًا حين علق بخوف:
" إن إيلاي مجتهد ويعتمد عليه...لكنه مخيف في بعض الأحيان."
كان كريس منهمكًا بفتح غلاف الحلوى التي رماها في فمه قبل أن يجيب:
- مخيف؟ إنه ألطف مخلوق قابلني على وجه الأرض.
رمقه حينها جاكس بنظرة دونية، فقد أحس أن تقييم كريس للآخرين ينبع من إطعامهم له على ما يبدو، أمر ذكره بأخيه الأكبر الشره ليهز رأسه في حسرة.
" الآن فهمت."
- فهمت ماذا؟
قال كريس وهو يمشي وراءه نحو مكتبه.
" فهمت لماذا تتصرف بتلك الطريقة مع أخي."
عقد كريس يديه.
- سبب تصرفاتي واضح.
وقف جاكس أمام باب مكتبه: " هذا ما تظنه، لكن ليس هذا هو السبب الحقيقي."
وما إن أراد كريس أن يفتح فمه مستفسرًا حتى صفع جاكس الباب في وجهه بقوة.
فغر كريس فمه ليقول بغيظ:
- صاحب القلب الأسود! هذا إنتقامه على ما فعلته له بالأمس. إنه لا يصدق!

ثم إستدار على عقبيه والدخان يكاد يخرج من أذنيه ليرتطم بغوستاف الذي رمقه بنظرات حانقة إلا أنا كريس قال بلا خوف: أتريد قطعة مني؟ ها؟
دور غوستاف عينيه وتابع طريقه ليشمر كريس عن ساعديه بينما يحدث ذاته وهو يمشي في الرواق: عندما أكون في مزاجٍ غير طيب أصبح إنتحاريًا.
.
.
.

Two Graves. Too Late For Hope.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن