{9}

441 76 26
                                    

•••

الولايات المتحدة الأمريكية.
العاصمة نيويورك.

بعد تلك الليلة الغريبة عادا إلى الشقة ليتجه موران نحو المطبخ ويحضر زجاجتي عصير فتح أغطيتهما بطريقته المميزة ثم ناول تايلر إحداهما.
أخذها تايلر ليخرج هاتفه من جيبه ويبحث في قائمة المكالمات لديه ويضغط على أحد الأرقام.
- بمن تتصل؟
سأل موران بفضول ليردف:

- أنت تُدرك أن الساعة الحادية عشر ليلًا أليس كذلك؟

وحين لم يعبأ تايلر به دور عيناه وإتجه إلى غرفته في نهاية الرواق ليغير ملابسه.

" مكالمتين منك في يومٍ واحد. هذا رقم قياسي جديد."
صدح صوتها بتهكم لينظر هو نحو الحائط بضجر.
- لدي خدمة أود طلبها منك.
" إلهي ويود طلب خدمة مني أيضًا!"
- هل ستكررين كل شيء أقوله وأفعله؟
" أجل؟ "
- سيدة أيرلين هل لي أن أذكرك بعمرك؟ أحيانًا بخيل لي أنك تنسينه.
" واو ولقد صار ثرثارًا أيضًا! "
لعن تايلر بداخله ووعد نفسه على أن لا يسمح لموران بالتأثير عليه مجددًا قبل أن يضيف:
- أنه أمر جاد.
تغيرت نبرتها لأخرى حين قالت:
" ما الأمر؟ "
حك تايلر شعره ليتنهد وهو يصرح:
- لقد حدثتُك من قبل عن آكسل أليس كذلك؟
" أجل."
- حسنًا، أنا أعتقد أنه حيّ، ولا لست مجنونًا ولا أهلوس، سأرسل إليك كافة المعلومات عنه وأريدك أن تبحثي في هذا الأمر لأجليّ، كنتُ سأفعل ذلك بنفسي ولكن هنالك بعض الظروف التي تمنعني عن ذلك.
" حسنًا لا بأس، يمكنني القيام بذلك."
- أريدك أن تتحري عن كل شيء، يمكنك أن تعيني أناسًا مختصين لا يهمني التكلفة، وأيضًا إبحثي في خلفيته...قد لا يكون آكسل الرجل الذي ظننت أنه كانه.
قال جملته الأخيرة بشيء من آسى استشفته من صوته لتجيب:
" سأفعل ما بوسعي فقط إمنحني بعض الوقت."
- شكرًا لك.
" رباه لقد صار يشكر الآخرين الآن ما هذه المع-- تيت تيت تيت.
رمى الهاتف على سطح الأريكة بغيظ ثم أتجه إلى الزاوية حيث يوجد حاسوبه المحمول موصلًا بقابس الكهرباء.
خرج موران من غرفته بعدأن إرتدى تي شيرت أزرق اللون كتب عليه: لا تُزعجني.
مما دفع تايلر لهز رأسه بحسرة.

" ألست جائعًا؟ دعنا نطلب بعض البيتزا."
تناول الهاتف وشرع بإدخال الرقم كما لو أنه يحفظه عن ظهر قلب.
" أتأكل نكهة البيبروني؟"
هز تايلر راسه نفيًا ليستطرد موران باستغراب:
" أوه أنت نباتي حسنًا سأطلب نكهة الخضار المنوعة إذًا."
.
.
.

كان موران مستلقٍ على بطنه وهو يقرأ في الكتاب الرابع من سلسلة صراع العروش ويقضم في قطعة بيتزا...ليقول ضاحكًا:

" أتعلم عندما كنتُ صغيرًا كنتُ طفلًا شقيًا للغاية وأحب السهر حتى وقت متأخر ولآن والدي كان يعمل في الليل حاول دائما دفعي للنوم باكرًا، إعتاد أن يجلس بجواري ويروي لي قصصًا...ذاكرته كانت أسوأ ذاكرة على وجه البسيطة لذا لم يكن يعرف أي قصص وهكذا لجأ للتأليف، إختلق لي شتى العوالم والأبطال لكن المفضلة لديّ كانت عن شاب يشبهك في الطباع يُقتل ذات يوم في حادثٍ مروع وبدلًا عن الانتقال بسلاسة للجانب الآخر يجد نفسه يلج عالمًا غريبًا ليستوعب لاحقًا أنه المستقبل...وهناك يلتقي بحفيده الذي لم يكن يعلم بوجوده أصلًا بالتأكيد لأنه لم يكن يعلم أن لديه ابن وذلك لأنه لم يتسنى لزوجته إخباره بأنها حامل قبل موته المفاجأ...المهم تتعقد القصة ويزداد عدد الشخصيات الرئيسية والدراما المرافقة لذلك وأعتقد...

Two Graves. Too Late For Hope.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن