3- الحقيقة المخفية ستظهر يوما ما

112 7 2
                                    

أوسفي، يبدو لي إسما لا بأس به، رغم أنه يحمل معنى حادا، قد اختارته لي أمي لأنها أرادت مني أن أكون انعكاسها، كالنار والماء، أدفئها وتطفي ناري، لنخلق توازنا بيننا.
كان يوم ولادتي شيئا تتحدث عنه أمي مرار وتكرارا، وها أنا طفلة ذات خمس سنوات مقبلة على دخول المدرسة.
أيقظتني أمي بقبلة على جبيني، غسلت وجهي وأسناني، لبست وأكلت فطوري، ثم اتجهنا إلى المدرسة، كنت مثوترة قليلا، لكن بتشجيع مِن مَن ألقبها بتوأم روحي تجاوزت كل الأحاسيس السلبية. دخلت القسم وجلست، مرت الأربع ساعات بسلام، وتعرفت على زميلة لي اسمها ميريام، أخبرتني أنها من المغرب، وتعيش مع أبيها وأمها.
13:00، بينما كنت أتذوق طعم غذائي (بيتزا، الوجبة المفضل لدي)، أجبت عن كل أسئلة أمي التي تجعل منها فضولية أكثر من اللازم، والآن حان دوري "أمي هل يمكن أن أسألك سؤالا؟" أجابت بنعم مستغربة، وكأنها تعلم ما يدور في بالي، "أين أبي؟ أخبرتني صديقتي أنها تعيش مع أبيها وأمها، فقلت لم ليس لدي أب. هل ذهب بعيدا؟ هل تركني؟"
رغم صغر سني، كنت أتصرف بنضج أطرح الأسئلة وأبحث عن إجابات مقنعة، وليس تفاهات أحاول بها سد تساؤلاتي. إنتظرت وهلة، وأنا أنظر الى عيونها وهي تحاول كسر التواصل، فتنظر للأسف، فكرت في صعوبة السؤال أو الجواب عنه لكنني لم أستطع نسيان الموضوع، وضعت يداي على يديها فأحست بالدفء، كانت عيونها ممتلئة فقلت: "لا عليك، سنتغلب على هذا معا يا أمي، لا داعي لإذراف دموع لأجل ساذج، نحن نعيش لبعضنا، ولا نحتاج لرجل يفسد علينا عيشنا. والأن عليك الذهاب الى العمل ستتأخرين. أحبك." قبلتها، ليتحرك بعدها قوس فمها فيشكل ابتسامة فخر وكأنها وجدت ما تحتاجه، ابنة قوية وربما أقوى مما تتخيل.
إتجهت نحو غرفتي، وفي عقلي آلاف التساؤلات، حاولت الاسترخاء، والتفكير في شيء آخر، ككيف مر أول يوم في المدرسة، ربما ليس الوقت المناسب لمعرفة الحقيقة.
.
.
.
.
.
.

صور للحظات قضيناها مع بعضنا:

سنة ونصف

سنة ونصف

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

سنتان

سنتان

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ثلاث سنوات

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ثلاث سنوات

ثلاث سنوات

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

5 سنوات

5 سنوات

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ولدت انتقاما - أوسفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن