6- الكره باسم المحبة

90 6 1
                                    

السابعة و عشرون دقيقة:
إستيقضت وكلي نشاط وحيوية، وكأنني سأعيش اليوم أجمل يوم في حياتي. حييت أمي بابتسامة صغيرة.
-صباح الخير صغيرتي، تبدين سعيدة هذا الصباح، ألست غاضبة مني؟ أعني ظننت أن ما حدث البارحة سيؤثر على فرحك.
- ما من مشكلة، احاول التفكير إيجابيا كما علمتني، في الأخير قررت ارتداء الفستان الذي اخترته لي.
- إنك فتاة مطيعة. سأعود بعد الدوال لإيصالك إلى القاعة قبل نصف ساعة من بداية الحفل.
- حسنا، سأكون في انتظارك، وداعا.
مر الوقت كسرعة البرق، وها أنا الآن أسمع جرس المنزل يرن، لا بد من أنها أمي، ارتديت الحذاء العالي وخرجت متجهة نحو السيارة، لتنطلق بعد قليل من ركوبي.
وصلنا بعد وقت وجيز، أخبرت أمي أن علي الذهاب الى المرحاض، ساعدتني في العثور عليه، وذهبت لتحتسي كأس قهوة، دخلت فخلعت الفستان بسرعة ثم استدرت لآخذ المحفظة فتذكرت أنني تركتها خارجا، لم يكن لدي الوقت لأرتدي ملابسي لذا خرجت بملابس داخلية.
- عذرا هذا مرحاض الفتيات، ماذا تفعل هنا يا هذا؟ (سألته محرجة، لم يجبني ولم يلتفت حتى للنظر إلي، يغسل يديه، ثم يخرج بصمت.)
إستغربت لتصرفات ذلك الغريب، وبدأت أفكر في من يكون، فأيقظني اتصال هاتفي من أمي من سباتي، فأيقنت بعد النظر إلى الساعة أنه بقيت دقيقتان فقط على بداية الحفل!
خرجت مهرولة وكدت أسقط، فوصلت في الوقت المناسب، ولولا أمي لما زلت أحلم بفارس أحلامي الغريب (أمزح).
وما إن دخلت الغرفة العامة، حتى أحسست بأنني محط الأنظار، وعنوان حديث الجميع. لكن الفرقة الموسيقية أنقذتني وجعلت البعض ينسى أمري، قدمت التحية للجميع، وكل منهم جلب لي هدية، أو باقة ورود مع رسالة حب، لكنني لم أكن أهتم لذلك الهراء، أول من يأخذ قلبي سيكون شخصا مميزا، "الغريب"، ذلك الصوت المزعج داخل عقلي، لا يستطيع قول شيء غير الهراء.
- أوسفي، أتسمعينني؟ ألم تعجبك الفكرة، وجهك يبدو طماطم. (تقولها ميريام مستهزئة)
- أعتذر، أمي تتصل بي، يمكننا إنهاء حديثنا آجلا، وداعا!
إبتعدت قليلا، ووضعت سماعة الهاتف على أذني:
-مرحبا عزيزتي، كيف تمر الحفلة؟
-جيد، الكل على ما يرام. لا تقلقي، ابنتك أصبحت ناضجة
-حسنا، ... بعد نصف ساعة ... الحفلة ... مؤنسا
-ماذا؟ لم أسمع جيدا هناك عطل في الإتصال
والتزمت الصمت بعد أن علمت أنها أقفلت الخط، وضعت الهاتف في الحقيبة، وعدت للإستمتاع بعيد ميلادي.
كنت أرقص وصط حشد من المدعوين حتى سمعت صوت انكسار الزجاج وبدأت بالبحث عن مصدره، أمرت الدي جي بخفض صوت الموسيقى، حتى أحسست بيد أحد تمسك شعري وتجرني وكأنه يحاول أصطحابي معه دون إرادتي، فسقطت أرضا، لكن الشخص لم يتركني ومازال يحاول جدبي خارجا والكل ينظر إلي ومنهم من يسجل فيديو، لم أفكر في مدى الألام التي أشعر بها، بل في من وراء هذا، ولم يريد أن يفعل بي سوءا كهذا وفي أسعد أيامي. وفجأة توقف، لأرفع نظري فكانت الصدمة إنها أمي، لم أتعرف عليها في البداية، فنظراتها كانت توحي إلى مزيج من الكره، الحقد والألم، وعلى خذودها أنهار تجري. جلست كالصخرة دون حركة، أنظر إليها وكأنني أنتظر تفسيرا لأفعالها، أخذت بالحديث دون توقف ولم أقاطعها لأن الصدمات المتتالية عقدت خيوط صوتي.
" كنا زوجين سعيدين، رغم بعض الخلافات، كنا نحب بعضنا، حتى أتى اليوم الذي أردت فيه طفلا، لكنه أخبرني أنه إن كانت فتاة فسيتركني، وعلمت أن الجنين ليس ذكرا لذا اضررت لإخفاء الأمر، وأقول أن الطبيب لم يتعرف على الجنس بعد. وفي إحدى الليالي دخل سكرانا وبيده الصورة الإشعاعية، حين رأيتها تمنيت أن تنحل الأرض وتدفنني داخلها" تستريح لتمسح دموعها غير المحدودة لتكمل ما بدأته: " دار بيننا حديث حطم قلبي، بعدها أخذ بضربي دون رحمة ثم رحل، حاولت نسيان الماضي وبداية حياة جديدة، لكنني كنت أبكي كل ليلة وأتظاهر بالسعادة في الصباح كنت ومازلت ألومك وألوم نفسي كان علي قتلك منذ البداية أنت ولدت ومعك نحس ليس له حدود جلبت معك شرا لا يمكن التصدي له، ثم ماذا؟ ترتدين الفستان الذي ارتديته يوم لقائي بأبيك، لا أستطيع أن أواصل عيش حياتي هكذا فالنار تذيب قلبي شيئا فشيئا والكره يصبح أكبر يوما على يوم، اللعنة عليك!" كانت كلماتها حادة كالسيف، إخترقت كل أجزاء قلبي، إذن كل حياتي كذبة؟ ونفاقا؟ هل سيحبني الناس بعد معرفة حقيقتي؟ " هل ظننت أن هذه الطريقة الأمثل لإخباري بالحقيقة؟ عار عليك وعلى كذبك المتواصل لست ولم تكوني أما لي على الإطلاق، والآن يمكنك الموت بعدما تخلصت من سرك المدفون، أكرهك!"
وما إن إستدارت لتتركني وتذهب علقت رجلها بإحدى الأسلاك لتسقط بعدها وتفقد وعيها.

عجبا، كان تذوق الدموع شيئا لم أفكر في تجريبه قط، ربما كنت قوية كفاية لأن لا تؤثر علي أشياء بسيطة، لكن لهذه المرة طعم آخر، إحساس مر إمتلك قلبي، وكأن أحد سكب الأسمنت عليه، أحس به ساخنا وثقيلا، وكأنه يذيبني شيئا فشيئا، مؤلم للغاية يدفع للبكاء رغم عدم الرغبة بذلك.

عجبا، كان تذوق الدموع شيئا لم أفكر في تجريبه قط، ربما كنت قوية كفاية لأن لا تؤثر علي أشياء بسيطة، لكن لهذه المرة طعم آخر، إحساس مر إمتلك قلبي، وكأن أحد سكب الأسمنت عليه، أحس به ساخنا وثقيلا، وكأنه يذيبني شيئا فشيئا، مؤلم للغاية يدفع للبكاء رغم عدم...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ولدت انتقاما - أوسفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن