14- استراحة قصيرة

41 1 2
                                    

كل ما مر من أحداث، وفي وقت وجيز، جعلني أحس بضغط كبير، وكأنني سأنفجر في أي لحظة ما...
وضعت السماعات، وأكملت طريقي نحو المنزل. خطوة بعد خطوة، إلى أن وجدت نفسي فوق سريري أنظر وبتمعن إلى سقف الغرفة، مع صوت قطرات المطر التي تصطدم بزجاجة النافذة، تحدت لحنا نافعا، وكأنها تحاول إخباري بشيء لم أستطع فهمه.
قررت نسيان الماضي والرجوع إلى حياتي الطبيعية، رغم ما حدث، فلا يعلن نهاية المطاف، ابتسمت واتجهت إلى الحمام، لأن بداية حياة جديدة بالنسبة لي تتطلب بعض التغيرات. فلطالما أحببت اللون الأسود والشعر القصير،إلا أن أمي السابقة لم تترك لي مجالا للقيام بهذه الحماقة.
مر أسبوعان بسرعة، حاولت فيه التعايش وحدي وأخذ استراحة قصيرة بعيدة عن العالم الخارجي. غيرت قفل باب المنزل، ولم أستقبل أحدا، حتى وأنني أترك الجرس والهاتف يرنان دون توقف، فلا أحد يهمني بعد الآن، كان روتين يومي عادي: أستيقظ، أتوجه إلى المرحاض، ثم المطبخ وبعدها أعود لغرفتي، أقوم ببعض الحركات الرياضية للحفاظ على رشاقتي ومن ثم أشاهد سلسلتي المفضلة 'good girls' .
لم أحس قط بالملل، ربما كنت أفضل إعطاء وقت لنفسي، بعيدا عن ضجيج البشر، الذي يختفي فور احتياجك لهم. بعد تفكير أخذ مني نصف ساعة، قررت الخروج للمشي والتسوق فقد نفذ الطعام، وكنت احتاج أيضا لاقتناء ملابس جديدة، فالعطلة الصيفية كادت على الانتهاء.
جهزت نفسي، أخذت هاتفي وقصدت المتجر المجاور لنا، لكن للأسف كان مغلقا، فاضطررت إلى استعمال تطبيق 'google maps' لأبحث عن واحد آخر. شغلت شاشة الهاتف، وأخذت في البحث عن التطبيق، لكن الفضول شغل بالي لذا تفقدت الرسائل، لأرى من قلق بشأني... "حسنا، حسنا! لنرى من لدينا هنا، ميريام، خالتي، آلفا؟ أما زالت لديه الجرأة ليراسلني؟ (قلتها وأنا أفتح الرسالة) مرحبا أوسفي، أتمانعين إن التقينا؟ يجب أن أحدثك بشيء مهم! (قرأتها مستهزئة وبعثت له رسالة نصية، أخبره عن مدى اشمئزازي و عن مدى حقارته ومن ثم حظرت حسابه.)"
والآن ماذا؟ آه نسيت، قبل قليل كنت أبحث عن التطبيق، والآن أنا في متجر الملابس أقوم بتجربة إحدى السراويل إلى أن وجهت إلي الحديث فتاة بعمري قائلة:
- تسريحة شعر جميلة. أحببتها!
- (ابتسمت لها) شكرا.
- اسمي صوفيا بالمناسبة (تقولها وتمد يدها نحوي للتحية)
- أسمي أوسفينتك ويمكنك مناداتي بأوسفي، تشرفت بمعرفتك.
- لقد أقمنا هنا منذ وقت وجيز، لذا لا أعرف أحدا، وأنا الآن أقوم باستكشاف المدينة.
- إذا لم تمانعي يمكنني مرافقتك.
- حقا؟ أنا سعيدة بذلك.

ولدت انتقاما - أوسفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن