ألقيت نظرة من النافذة فشعرت بأنه حقاً ملك قلبي هذه المرة عند رؤيتي علامات الوسامة تتضح على ملامحه الحادة.
قلت لها:
-هذا اخوج؟
قالت و الفضول و الشك يملآن عينيها:
-هيه ليش؟
فقلت بتوتر:
-لا بس أسأل.تبادلنا الأحاديث و شعرت بأن هناك أمراً يدعوني لإطلاعها على ما حدث معي. فأخبرتها عن كل ما حدث معي ليلة البارحة.
فظلت صامته لبرهة و قطعت هذا الصمت مستفسرةً عن ما يجول بذهنها و أجابتني بأنها كانت مع أخيها ليلة أمس عندما أجرى مكالمةً و قد أخطأ بالرقم و كانت فتاةٌ ما على الخط.
قالت و علامات الدهشة تعلو وجهها:
"هاي انتي!!!!!!!!!"صمت و الابتسامة لا تفارق شفتاي و ذهب عقلي لمكانٍ آخر محدثة نفسي قائلة:
" يا لها من صدفة و ما أجملها ، أيعقل أن يكون أخ صديقتي الحميمة ".استيقظت من سوداني المفاجئ عَلى صوتها:
"اللي ماخذن عقلج يتهنى به"
ضحكنا سوياً ثم أكملت حديثها قائلة:
- تعرفين عقب ما سكوتي تم يشوف الفون و هو مبتسم و عقب حطه ع قلبه و سكر عيونه و انا تميت أضحك ع شكله هههههههههه.ظلت تحدثني عنه و لا تُعلَّم أنها تزيد إنجذابي له بكل صفة تقولها . إتصلت به حتى يأتي ليأخذها ، و عندما همت بالرحيل ذهبت لأوصلها و كنت أقف وراء الباب و نسيت أنه يمكنه أن يراني من النافذة المجاورة.
أتتني رغبة بأن يعرف إنني انا من إتصل بها ، فقلت بصوتٍ مرتفع:
"أول ما توصلين دقيلي"إلتفت بإتجاه مصدر الصوت و طل محدقاً عبر النافذة ، و عندما أغلقت الباب رغبت بأن أراه قبل ذهابه فرأيته ينظر إلي و أنا بشعري المفتوح مرتديةً بجامة النوم.
فأغلقت الستار بسرعة و إحمرت وجنتاي من الخجل. عرفت أنه تعرف على صوتي فسأل أخته متلعثماً:
-هذي ؟ كيف؟ متى؟ ووين؟!!!!!
-هيه هيه هاي هي "وهي تضحك"ذهبت لغرفتي و طالت أفكر بصمتٍ قائلة محدثةً نفسي:
لمحت عيناك لأول مرةٍ اليوم ، و بالها من عينين...
عند رؤيتي لكلامهم و سماعي لصوتك؟ أحسست بنشوةٍ تغمرني.
و كأنني إحتسيتُ كأساً من الخمرِ سكرت ذوباناً لصوتك و ملمحك.
رأيت بعينيك راحة و طمأنينة و كأنك تقول لي إطمئني فأنا لن أخيب طنكِ يوماً .
لا أعلم لما أنت بالتحديد ، و لكن قلبي انجذب إليك...عندما وصلت لمنزلها ذهبت لغرفتها و تبعها أخوها يقول لها و هو يقف خلفها:
-يلا
-شو يلا؟
-إتصليبها بعد شو و أنا بيلس أسمع -بخجل-كاد فمها على وشك الوصول للأرض من شدة الضحك على حال أخيها. اتصلت بي و شغلت مكبر الصوت الخاص بهاتفها :
-أهلاً
-أهلين، ها وصلتي؟
-هيه
-إنزين ما صار شي يديد؟
رفعت السماعة لأذنها فأخذ يهمس بتحريك شفتيه:
-ليش أبا أسمع!!أحست إني أريد التحدث عنه فقامت بطرد أخيها من الغرفة فرفض أن يذهب و ظل يتنصت من وراء الباب يسمع ما يدور بيننا:
-عرف انها انتي ، كنت حاطتنه عالسبيكر و سمع لما قلتي صار شي يديد .لم أستوعب ما قالته، أصابني الذهول و شعرت بالإحراج تجاه ما قلته. ظللنا نتحدث ساعتين حتى غفى أخوها بجانب الباب ، و رأته أمه على هذه الحال فأوقظته سائلة إياه:
-إنتِ شو ميلسنك عند باب اختك؟
قفز من مكانه و ظل يتمتم و التوتر ظاهرٌ عليه و قال:
-لا بس كنت أتريا اختي تيبلي شي.خرجت الأخت لتعرف ما يجري عند باب غرفتها، فسألتها الأم قائلة:
-ليش تأخرتي على اخوج و خليتيه ينام عند الباب؟
-ليش شو كان يبا أصلا؟
غمز لها حتى تفهم فقالت لأمها متفهمة:
-هيه صح كنت أسويله ورقة للجامعة و الحين بطبعها.
ذهبت الام و هي غير مقتنعة بكلامها.للمرة الأولى نمت و السعادة تملأ قلبي. فقد ضربت عصفورين بحجرٍ واحد ، العصفور الأول عودة صديقتي ، و العصفور الثاني الإعجاب المتبادل بيني و بين أخيها.
كل شخص منا لديه جانبٌ سيّء فلا أحد كامل ، فالمكتب لله وحده. لا نعرف هذه الجوانب إلا عندما يُكشف عن الوجه الحقيقي ، لكلٍ منا أسلوب فلا تلم أحداً على طريقة حديثه أو مزاجه.
فأنت لا تعلم ما يخفيه في قلبه و لا تعرف حتى ظروفه التي أجبرته أن يكون قاسياً ، إذا تضايقت من كلام أحدهم؟ تفوه ولو بكلمة، أخبره عن شعورك فلا تضمن العيش للغد.
تسامحوا إن الله يغفر و يسامح ، فمن أنتم حتى لا تسامحوا ؟ أريحوا قلوبكم من الهموم ولا تسمحوا لشيء أن يسلب منكم سعادتكم.
امحوا جميع النقاط السلبية التي تحاول إختراق قلوبكم و تحطيمها و استبدلوها بالإيجابية. أنت لست وحدك فالله معك.

أنت تقرأ
رحلوا و تركونا خلفهم
Romanceكانت صديقتي و ستظل صديقتي.. أحببته!! و وقفت بجانبي.. دعمتني و لم تخيب لي ظناً.. ساندتني و كانت معي؟ في كل حالاتي.. و لكن؟ لم أكن بقدر هذه المسؤولية، فخيبت لها ظنها بالتخلي عنها.. أنا أسفه صديقتي.