مرّ شهرٌ على آخر حديث دار بيننا ، و تأتين اليوم لتسألي عن حالي . استغربت حقاً كيف خطرت على بالك.
ربما أسعدني سؤالكِ لأنني إشتقت لكِ ، و لكنني حقيقة كنت أحقد عَلَيْكِ من كل قلبي . لا اعلم ما تكنينه لي ، و لكن أشعر بأنه شيءٌ كبير . إنني أجهل ما بداخلك حقاً.
حينما عدتِ لمحادثتي لم تكوني كما كنتِ . لا يهمكِ أي شَيْءٍ بأمري، أحاديثكِ رسميةٌ جداً . كنت أقول في نفسي ربما لم أعد أملكُ حيزاً بقلبها و إنني الآن مجرد فتاةٌ لا تعني لها شيئاً.
إنني أحمل الكثير من الغضب عَلَيْكِ حتى لو حملتهِ أنتِ لشعرتي إن الحمل ثقيلٌ عَلَيْكِ . فأنتِ تركتي جرحاً عميقاً بقلبي ، تركتي فراغاً لا يستطيع أي شخصٍ أن يملأه.
كنت أخبركِ بكل ما يضايقني و ها أنتِ الآن تعايريني بما أخاف منه. كنتِ تعرفين كل نقاط ضعفي و أصبحتِ تستغلينها بدافع التسلية.
أقلبكِ من حجرٍ؟ ألا تشعرين بكمية الألم الذي يعتريني بسبب أفعالكِ . الألم الذي لا يضاهيه عرض السماء و الأرض. تلعبين بمشاعري و كأنكِ طفلةٌ صغيرة تكسر ألعابها ولا تأبه بما يحدث لها.
صُدمتُ مما تخلينه داخلكِ و ما أراه في نظرتكِ لي! قلتِ إنني بائسة، حياتي ملونةً بالأسى و الأبيض ، وإنني حين أيأس أجبر من حولي أن يهتموا بي! أهكذا أنا حقاً ؟ أتريني هكذا؟ فالواقع كل ما قلتيه لا يمت للحقيقة بصلة . حتى الآن أنتِ تقولين أنا معكِ كلما أردتني ، و لكنني لا أراكِ لا في حزني ولا في فرحي.
قاسٍ قلبكِ لا أَعْلَمُ لما؟ أحتاجُ شيئاً يسعدني منكِ ، لا أعلم لما و لكنني أحتاج هذا الأمر.
طال غيابكِ هذه المرة ، لم يكن كأيةِ مرةٍ حتى شعرت بأن هناك شيئاً ما ينقصني . و لكن لم أعترف بالأمر.
أصبحت لا أسمح لأحدٍ بالإقتراب مني خشيةً أن يكرر فعلتكِ معي. أؤمن أن لا أحد يبقى لأحد كما هي الحال في أية علاقة سواء كانت صداقةً أم غيرها.
حين رحلتِ تركتِ قلباً مكسوراً خلفكِ ، روحاً طاهرةً أشعلتِ بها نيران الكره لكِ
أحياناً أشعر بالكره الذي أكنه لكِ في أعماق قلبي و لكن لا أستطيع الإعتراف بالأمر.
حينما تغيبين يغيب جزءٌ من عقلي و يغيب قلبي بأكمله معكِ . أجد نفسي أحدثك مستقبلةً رداً يخيب ظني و يقطع الأمل في عودتكِ.
يبدو الندم بلمعان عيني و أسأل نفسي لمَ حدثتها؟ فهي لا تستحق! لم أعد أعرف ما يريده قلبي حقاً ، يوماً يتمنى عودتكِ .. و يوماً يتمنى لو أنه فقط لم يعرف خيبة الأمل هذه.
في منتصف الليل جاءني إتصال و أجبت من دون تفكير معتقدةٌ أنه منكِ ، و لكن لم تكوني أنتِ كالعادة.
سَمِعْتُ صوتاً ذكورياً فأتتني رجفة خوفٍ لأنني لم أعاد على هذا الأمر. استسمحني عذراً بعد سكوتٍ طال بيني و بينه ٥ دقائق قائلاً إنه أخطأ الرقم و كان ينوي الإتصال بصديقه فأغلقت الخط.
شعرتُ بِشَيْءٍ ما جذبني بصوته ، ولكن عدت لرشدي و أغلقت الخط و ذهبت للنوم.
عندما إستيقظت كانت عقارب الساعة تشير للعاشرة صباحاً . أخذت هاتفي و أنا على أملٍ أن أجد رسالةً أو مكالمةً منكِ و لكن خاب ظني من جديد.
عثرت على رسالةٍ من الرقم الذي اتصل بي مساء أمس قائلاً فيها:
"صباح الخير ، أنا آسف على أي إزعاج سببته لج أمس ، و أتمنى لج يوم سعيد".بالفعل كان يوماً سعيداً تقوست شفتي عند قراءتي للرسالة.
للمرة الأولى منذ شهور أحس بشعور جميل يملأ قلبي المحطم جلَبَتْها مكالمةٌ من شخصٍ لا أعرفه .
أجبت على رسالته قائلة :
"مسموح ماله داعي تتأسف"فأرسل لي قلباً شعرت بأنه سرق قلبي من أول كلمة قالها.
كنت جالسة وحدي في المساء ، وكان يجول بذهني أمر صديقتي محدثةً نفسي قائلة:
"أأخرجتني من حياتها بالفعل ، أم إنني أتوهم الأمر برمته ؟ إذا كان كذلك فأنا أيضاً سأنسى و كأنني لم أعرفها يوماً".سمعت صوت أمي تناديني قائلة:
-ربيعتج عند الباب تبا شي منج.
فوجئت فرددت قائلة:
"أي صديقةٍ تلكَ التي تعرف عنواني؟!"ذهبت لأطلع الأمر فوقفت عند باب المنزل و علامات الدهشة تعلو وجهي. ولم أشعر بنفسي إلا و هي ترمي بنفسها في حضني و تنهمر الدموع على وجنتيها.
لم أشأ بأن أسألها عن السبب و إكتفيت بإحتضانها و تهدئتها.
قال أخوها الذي أوصلها و يعرف سبب مجيئها:
-إتصلي أول ما تخلصينقفز قلبي فرحاً ، فقد شعرت بأنني أعرف هذا الصوت ، أيعقل أن يكون هو؟

أنت تقرأ
رحلوا و تركونا خلفهم
Romanceكانت صديقتي و ستظل صديقتي.. أحببته!! و وقفت بجانبي.. دعمتني و لم تخيب لي ظناً.. ساندتني و كانت معي؟ في كل حالاتي.. و لكن؟ لم أكن بقدر هذه المسؤولية، فخيبت لها ظنها بالتخلي عنها.. أنا أسفه صديقتي.