٩

149 5 0
                                    

ظلا على هذه العلاقة حتى عاد العروسان للبلاد . و في اليوم نفسه أصر الخبيث أن يراها و إلا سيتركها ، لم تظن بأنه سيضرها يوماً!!!
-أبوي ربيعتي بتمرني بسير أخذلي كم شغله ما بطول.
تدخل الأخ و كنت أجلس بجانبه و قال:
-منو ربيعتج هاي بعد؟
-إنتِ شلك أنا أطلب إذن من أبوي.
رد الأب بثقةٍ تامةٍ:
-سيري يا بنتي حافظنج الرب بس لا تتأخرين.
فقال زوجي معارضاً:
-أبوي أنت الحين شعرفك بأهالينا منو هي و منو أهلها!!
-خلها يا ولدي بترد بسرعة ما عليك .
ظل زوجي صامتاً و الشك يبدو في عينيه.

ذهبت صديقتي مع هذا الخبيث و في الطريق أخرج منديلاً و وضعه على فمها و أنفها فإستنشقت الرائحة و غابت عن الوعي!!

عندما أفاقت رأت نفسها ممددة على أرضية الغرفة ، و رأته ينظر إليها و الخبث يكمن وراء إبتسامته ، إنتابتها رجفة خوفٍ فحاولت الهرب و لكن لم تستطع ! وقعت ضحيةٌ بين يديه و لم تستطع الإفلات ، و حدث ما لم تتوقع حدوثه !

خسرت شرفها و ثقة أهلها بها و إحترام الناس لها ، أحست بأنها شيءٌ صغيرٌ بأعيُنهم ، تخيلت نظراتهم لها بعدما يعرفون بأمر فقدانها عذريتها.

سينظرون لها بنظرةِ اشمئزازٍ فقررت أن تخفي السر.

رماها في منصف الشارع رمية الكلاب ، قامت من مكانها و الدموع انسكب كشلالٍ من عينيها ، مشت بتثاقلٍ ، دخلت المنزل و ركضت إلى غرفتها ، إرتمت في أحضان سريرها و ظلت تبكي حتى نامت.

أتت والدتها لتتفقدها فطمأنت الأب بأنها عادت و هي نائمة ، إرتاح أبيها و لكنه أحس بأن هناك أمرٌ ما تخفيه.

أحبته ووقعت بشباك حبّه
و لكن لم تنتبه للخطأ الذي ترتكبه!!
سحرها حسن و حلاوة كلماته
و لم تعرف ما الذي ينتظرها بعد لقائه!!
و أتى يوم اللقاء...
ذهبت معه و أنزلت رأسها خجلاً ..
رمَقها بنظرةٍ يملأها الخبث و الكراهية!!
أخذها لشقة و إنتزع شرفها..
ظلت مصدومةً و لم تستوعب الأمر برمته!!
أهيَ حقاً فقدت شرفها؟
فقدت ثقة أهلها و أنزلت رأسهم خيبةً
تمنت أن تنشق الأرض و تبتلعها
أخفت السر حتى بان بطنها
و بدت لكل من رآها أنها تحمل جنيناً في أحشائها!!
تعرضت لضربٍ مبرحٍ من أخيها،
و أصيبت والدتها بجلطةٍ تسببت بموتها.
كما أصيب أبوها بشللٍ...

كرهها أخوها و لم يتكلم معها مرةً أخرى ، بعد أن صرخ بوجهها قائلاً:
"لقد تسببت بموت أمي و شلل أبي و ماذا بعد؟"

لم تخرج من غرفتها ، و بدأ بطنها يكبر تارةً تارة ، لم تستطع الخروج من المنزلِ بتاتاً خشيةً من كلام الناس!

دخلتُ غرفتها يوماً و سألتها:
-نايمة؟

نهضت من سريرها و ركضت نحوي و رمت نفسها بأحلامي و ظلت تبكي حتى نامت .

رتلت بعض آيات القرآن على رأسها على أمل أن تعود كما كانت ، و لكن لم تتحسن حالتها قط ، ظللت معها ممسكة بيدها و كأني أقول لها أنا معكِ مهما حدث.

أنجبت طفلاً و لم تستطع كرهه قط ، كانت تحاول أن تكرهه لأنها تعتقد بأنه السبب بما حدث لها ، و لكن ما ذنب نطفةٍ خُلقت من فاحشة فعلتها؟

و كيف لأمٍ أن تكره إبنها المخلوق من دمها و جسدها!!!
و كيف لأمٍ أن ترمي إبنها و هو روحٌ طاهرة بعثها الله لاجلها!!!
و كيف لإمٍ أن تعاتب إبنها و هو لا يفهم شيئاً من هذه الحياة!!!
لا تلقي لَوْمَ ما حدث معكِ على ابنكِ ، غلطةٌ ارتكبتها عَلَيْكِ تحمل عواقبها .

تقدم لخطبتها شابٌ و علم بطفلها فسأل:
أهيَ مطلقة أم أرملة؟
طأطأ أخوها رأسه و قال:
ليش هذا أو ذاك..
رفض الزواج منها و ظلت على هذا الحال .

كثيرٌ من الفتيات أصبن ضحايا الشباب هذه الأيام ، حافظي على ثقة أهلكِ بكِ ، و لا تخذليهم.

لا تضيعي تعب السنين التي قضوها بتربيتكِ يذهب هباءاً منثوراً ، ولا تجعلي أحداً يلوث سمعتكِ و يسيء إليكِ.

إن كنتِ تظنينه يحبكِ فسيدخل من الباب و يطلب يدكِ من والديكِ ، لا تجعلن من أنفسكن لعبةً بين أيدي ذكورٍ لا يُطلق عليهم مسمى الرجال.

رحلوا و تركونا خلفهمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن