في غرفه مقفولة خافتة الضوء .. يتخللها بصيص من خيوط الشمس ويمكن تكون بصيص امل ينقذهم من البعملو فيه .. كل واحد فيهم اوسم من التاني .. جواهم طيبه وعفوية بدت تتمحي بسبب المخدرات .. ناسين طموحاتهم واهلهم .. حبهم وحياتهم لمجرد ممنوعات حتاخد من اعمارهم سنه ورا سنه ..
ياسر كان بيساوي في الكوكاين ويشمو .. بيرجف للحظات وبيعدها تاني .. علي كان بياخد ترامدول وماسك راسو ومبتسم بشكل غريب .. اما مقداد كان بطعن نفسو بحقنه مفتكرها بتريحو وبتعدل مزاجو .. محمد كان بشرب بنقو وبعاين ليهم مرة ويسرح مرة ..
عدت ساعات وهم مع محمد .. بدو يوعو من الهم فيه .. الانبساط كان واضح عليهم
علي: هي ي شباب انا اتأخرت
مقداد: ابوك حيشغلا ليك ولا شنو
علي: اي ياخ
ياسر شال تلفونو: انا برضو شكلي حطلع جدي من قبيل بتصل
محمد: ماشي لجدك؟
ياسر: اي حبيت عندو الليله
محمد: انت زاتك ي قودة قوم معاهم
مقداد:لالا انا قاعد
محمد: ي زول اتوكل اهلك قوم
مقداد: قايم ي ظاالم
علي:لالا ظاابطه عيدااا
مقداد: قايم ي ظالم
ياسر وقف ضحك فيهم وشال مفاتحيو ومرق .. وراه علي ومقداد .. اما محمد قام يرتب غرفتو .. ورشا عطر قوي ودخل ياخد حمام ..
__________
الساعه 10:00 مساءا
سراء كانت مشاه ببطئ في ممر طويل .. بتعاين وراها بحذر .. الصحيفه كانت شبه فاضيه لانو الدوام انتهى .. وقف وفتحت باب مكتب قبل م تدخل عاينت للوحه التوليب الكانت قصاد المكتب داك .. تاغت باب المكتب براحه وبدت تفتش كأنها كايشه لشي مهم .. تشيل دة وتزح دة بس شكلو بدون فايدة .. وقفت تفتيش بمن سمع صوت اقدام جنب المكتب .. صلحت نفسها وعملت فيها برتب .. طلعت من المكتب بسرعه ..شافت عثمان قدامها ..
عثمان: اسراء
سراء: اسمي سراء
عثمان:فرقت يعني!
سراء: انت .. انت بتعمل شنو هنا
عثمان: انا المفروض اسألك
سراء: لا انت م عندك حق تسألني ..
عثمان: لا م سألتني م كنت حسألك
سراء: انجرر
عثمان: انا حطلع م تزعلي
سراء: اللهم طولك ي روح ..
عثمان مرق بظون م يرد عليها .. ركب عجلتو بعد دوام اول يوم في الصحيفه مع انو بيتو كان بعيد بس م كان بركب مواصلات مكتفي بعجلتو بس ..
ياسر كان ساايق بسسرعه وبتخطى في العربات .. مشغل الاغاني بأعلى صوت ومنطرب .. دااس فرامل بسرررعه في لحظظة كان حينهي حياة عثمان الوقع بعيد من عجلتو بعد م انضرب بعربيه ياسر .. ياسر اتوتر ونزل من عربيتو بسررعه .. مشا على جهه عثمان وسندو
ياسر: انت كويس
عثمان:كويس كويس
ياسر: قوم خليني اوديك المستشفى
عثمان: لالا مستشفى شنو م ف شي
ياسر: طيب بيتكم بي وين اركب اوصلك ..
عثمان وقف ورفع عجلتو عاين لياسر وقال ليهو انا كويس انت سوق براحه واعمل حسابك .. ياسر اعتزر ليهو عدة مرات وركب عربيتو .. عثمان وقف للحظات وياسر اتحرك ووقف قصاد نفس الفلة الكان عثمان بعاين ليها دايما.. ودة خلا عثما يعقد حواجبو ويستغرب .. ياسر م كان متعود يعتزر لزول حتى لو كان هو الغلطان .. بس يمكن اعتزارو دة ينجيهو من مشاكل كتير ويمكن يعمل ليهو مشاكل اكتر .. عثمان نفض هدومو ورجع لشارع بيتهم
اما ياسر دخل فلة جدو "سيف الهاشمي" .. اكبر مسؤول في جمارك ميناء بوتسودان البحري .. م كان كبير شديد ستيناتي تقريباً بملامح حادة .. فلة كان عبارة عن خدم وحشم .. وبودقارد وموظفين وموظفات شايلين اوراق مهمه .. ياسر دخل وبصفر .. عاين لجدو الكان قاعد كأنو ملك ..
ياسر: اقسم بالله ملك
سيف بضحك: وين انت يا ولد
ياسر: الدقن دي كلها ي جدو وابقا ولد
سيف: راجل وسيد الرجاله طبعا
ياسر: خليني انا انت بقيت كيف امي قالت انك تعبان
سيف: لالا انا كويس
ياسر:حمدالله
سيف: كنت وين ومترب كدة ليه
ياسر: ضربت واحد بالعربيه في نهاية الشارع لكن الحمدلله جان سليمه
سيف: طيب ادخل ارتاح شكلك تعبان بعدين نتكلم
ياسر: حدخل اغير وارجعلك في فلم نازل جديد حنحضرو سوا
سيف: داير تساهر بي شكلك هههههه طيب امشي وتعال
ياسر: هواااء
م سأل دة منو الضربتو ولا حصل عليهو شنو! في ناس عند ناس شوية غلابه م ليهم لازم بينداس عليهم حبه وعلى كرامتهم حبه تانيه!
_____________
مريم كانت بتعمل في عصير ليمون .. شالتو وطلعت لمنذر الكان قاعد وبصلح في بطارية الامجاد بتاعتو .. هو م مكنيكي لكن في السودان بتشتغل مليون شغله عشان شغلة واحد .. وبتقرأ مجال وبتمشب لمجال تاني ..
مدت ليهو العصير: هاك
منذر: جا في وقتو
قعدت جنبو في الارض واتناست انها حامل
منذر: قومي من الارض
مريم:مرتاحه هنا
منذر: مريم قومي كدة خطر على الولد
منذر: م حيحصل شي كمل انت
منذر سكتت خلاها لم شاف العناد الفيها ..
مريم: كان ممكن توديها لمكنيكي
منذر: م متعبه .. شفتي! اتصحلت يعني م محتاجه
اثناء م بيتكلمو الكهرباء قطعت .. مريم مسكت في يد منذر ..
منذر بضحكه: خوفك من الضلام دة حيجننك
مريم: م خايفه
منذر:حتشقي القميص وم خايفه
مريم:خلينا نجيب ضوء
منذر: قومي اقعدي في السرير وانا حجيبو
مريم:لا حمشي معاك
منذر كاتم ضحكتو: طيب تعالي
دخلو عشان يجيبو ضوء وم لقو غير بطاريه وكانت نازلة ..
منذر: في شمع في درج المطبخ حجيبو
مريم: لا ي منذر شمع لا
منذر: طيب خلاص ..
طلعو برا وقعد جنبها في سرير
منذر: م تخافي انا هنا
مريم فكت يدو: انت عارف المواقف الحصلت معاي بسبب الشمع والضلام صاح!!
عيونها دمعو ونبرة صوتها اتغيرت شديد لما اتزكرت الحصل مع امها الماتت محروقه بسبب الشمع .. في يوم يشبه اليوم دة قبل سنه بس ..
مريم:اشتقت ليها ي منذر
منذر ضمها عليهو: عارف .. عارفك اشتقتي لأمك ! وانا برضو والله اشتقت لامي وابوي ، كل العارفو انو احنا عايشين عشان بعض يا مريم
ضمتو اكتر وبكت بصمت في كتفو ..
يومها منذر نام بعمق وهو حاضن مريم الكانت شايلة روحو جواها .. كانو عيلة بسيطه وسط عتمه الكهرباء وعتمة الايام ..
يتبع ..
م راجعت الاخطاء
_________
14/5/2019
#مجزره8رمضان
لن ننسى ولن نغفر
" اللهم اغفر لشهدائنا وتغمدهم بواسع رحمتك "
#تصعيد_ثوري_للأبد_للحرية
🇸🇩🇸🇩🇸🇩🇸🇩🇸🇩🇸🇩🇸🇩
