الأحد:
لم تكن ساشا ممتنة لجولييت لاصطحابها إياها إلى الحفل الموسيقي لموسيقار على نهج الشهرة، فيكتور ستان.
إن سعي جولييت المبذول لنسيان هذا البعد الناشيء بينها و بين رينيه لا حبذا ينفع فقررت الانشغال عن هذه الفكرة بمرافقة ساشا الغير مسرورة بحفل كهذا، لأنها لا تحب الهدوء، و هيجان العواطف، خاصة حين أيقنت أن إيجي معدوم احتمال اللقاء بها مجدداً.تجمع الناس خارج القاعة على الرغم من تبقي ساعة بعد على الاحتفال، أخرجوا بطاقاتهم استعداداً جمّاً على الدخول و الاستمتاع بأفضل أغاني العصر الجديد، و أجمل خليط ألحان في الآلات.
لم تكن ساشا مغمورة السعادة للحضور، أو لسبب الحضور العائد إلى جولييت الكادّة للنجاة مما فرضه العالم عليها، ولا لحقيقة الأمر القائلة أن إيجي عبر طريقاً آخراً.
"ساشا، يا للعجب الذي تصنعه الأقدار!" لمحت اليد الفاتنة تتسجى على كتفها، و لمحت وجه جولييت المدهوش أمام الحادثة، و المعاتب أيضاً لخطب لم تخبرها ساشا به.
رفعت بصرها لتوجهه نحو الوجه الملائكي، الذي لم يطل عليها مكوث تلك الفكرة، الذي أعطاها تفاؤل جديد ..إنه إيجي يحمل بطاقة دخول.
أصبحت ساشا بامتنان تام لجولييت حالياً.
"إيجي، من المذهل أن أقابل المغني هنا." ابتسمت ترحب به، فضحك هو عالياً.
"لست بأمر هام، صدقيني." تحول قوله في نفسه إلى أهكومة موجعة.
"إذاً، أنا جولييت." عرّفت جولييت عن نفسها، مع التلويح بيدها ذات الوشم الوحيد، فبدا إيجي عاقد الحاجبين، متردداً حيال معرفتها بمعناه.
"أتتمعن في الوشم هذا أنت أيضاً؟ ربّاه! لا أحد يخبرني بمعناه!" تذمرت جولييت فوطئت ساشا قدم إيجي باعثة له تحذيراً بألا يقدم على إخبارها عن وهن هذا الوشم."دعونا لا نمانع ما نحن فيه، دعونا ننسى أمر تواجدنا الحقيقي." ولوهلة حين نقش إيجي تلك الابتسامة على وجهه، وقعت ساشا ضحية بسمته تلك الآسرة.
"لنذهب لاحتساء شيء" اقترح إيجي فمشى الثلاث على استقامة واحدة نحو المتجر، و أثقلت المشاعر هذا الممشى، و أثقلت بهجة إيجي هذه المشاعر."أتحمل صحيفة؟" استدلت جولييت على الصحيفة المتعدية لحجم الحقيبة المحمولة على كتف إيجي، نظر متذكراً أمر تسليمه للوظيفة المطلوبة و ترك الصحيفة دون انتباه في الحقيبة.
"بالفعل، أنا صحفي، لازلت في طور التعليم لكني أعمل عمل المتخرج، أكتب كثيراً." ظنت ساشا أن المهنة مطابقة لشخصيته العفوية الغريبة، و لربما الكئيبة بجمال غير مألوففحتى الكآبة ترسم منحى غريب التفاصيل فيه هو.
"مدهش!" أظهرت جولييت انبهارها باختياره التعليمي، حتى شعر إيجي بالتماسه لبعض الثقة و الاعتزاز بنفسه، و تسديده الصائب لما يحب.
"إذاً، كيف تعارفتما؟" سأل إيجي مُلّماً بالحماسة.
"حقيقة، في مركز الإطفاء، قبل أن تُطرد جولييت." أجابت ساشا و هي تتلقى ثلاث مشروبات غازية من البائع و توزعها على زميليها.
"تُطرد؟ لا يبدو أنك تفتعلين المشاكل" مازحها إيجي فضحكت محييةً في ذاكرتها يوم أخطأت شيئاً لا يدخل قناعتها بأنه خطأ.
وقفت تشرح الموقف لإيجي، سامحةً لشريط الذكرى بأن يتملك ذاكرتها.
YOU ARE READING
The War Of Existence || حربُ الوجود
Actionلو افترضنا واقعَ عالمَ المُثل الأفلاطونيّ فحينها يستمسكُ الإنسان بحبالِ حياته الكماليّة من غيرِ كفاح مبذول.. ولو عادَ التماسُنا للعالمِ المحسوس, فإنَ أقسى مشقّات الإنسان هيَ الانتصار بحربِ الوجود.... تنويه: جميع ما كُتب في هذه الرواية هو من...