الفصل الثامن || Chapter Eight

36 9 2
                                    

ضمّد أدريان بشرته الملدوعة بينما يمشي نحو الباب الذي قرع منذ بضعة ثوان, أمسك قبضة الباب سامحاً لمن وراءه بأن يظهر, بان  وجه إيليو المحبط و السجّان لهذا الإحبا خلف عينيه, لكن إيليو ما لبث تحوّل اهتمامه بقضيته المنسية إلى يد أدريان المصابة و المضمدة على طول شاسع مفزع.

التقط معصم أدريان بقلب شاغل بحمم من الخوف, خاطياً داخل المنزل, مريداً الامئنان على سلامة أدريان في المقام الأول, و عن استفسار تداول هو و عقله به عن بقاء أحد وشوم أدريان أو اختفائه.

ما الذي حدث ؟ " استولى شعور الجزع على خامة صوت إيليو, فابتسم أدريان, لا لخوف صديقه فقط, بل لرضاه الغريب عن الحادثة الناجمة عن ولعه المفاجئ بكلام لورينا كسبب أقوى.

 تحمل وراء هذه الابتسامة كلام غير مرغوب للاستماع. " اقترح إيليو قناعة لنفسه, فالتمس للحظة تغير حال صديقه و غيابه الواعد بنتائج حتمية عن اختراق حساب لورينا التي عدها خائنة للصدق, متهربة و متمنعة عن قراراتها المحسومة لإيليو.

"لا لا شيء مثير للاهتمام أو للخوف المبالغ, لقد صببت بعض القهوة المغلية بمحض الخطأ, لا شيء جدي, لم يختفِ أحد وشومي" 

أجاب عن كل ما أراد إيليو الاستشراف به, فتفرد للحديث عن حقه الذي شعر للحظة أنه مسلوب و خائر الرجوع إليه, شعر بمكوث خطب ما يجول في أعماق أفكار أدريان, خطب لن يرضيه .. فالثقة العمياء ب أدريان تتلاشى كلما مضى يوم و لم يلتفظ أدربان به عن أي تفصيل مستجد في قائمة احترافيته في مجال القرصنة.

إن الأمر غير طبيعي, نفّاذ للصبر المتجدد, فوّاق للاحتمال و برودة الأعصاب.

أرهق الانتظار إيليو, خاصمه الحظ, و تعثر بين مصبات الحياة الغدّارة, جاء ليفتح ستارة العتاب, يفرغ ضغوط المشاعر بالكلام جميله أم قبيحه فلم يعد يعني التفكير بالتراكيب قبل سردها له شيئاً, أصبح متحدثاً منافساً للسكوت, قاهراً له في احتلال الأوساط التي لا حلذا تحضر في نقاش كل اثنين.

" هل تمكنت أخيراً من اختراق جساب لورينا؟ هل كان الأمر سهلاً. لمَ تخبرني بالانتظار بينما تقوم أنت بالمحاولة دون إنبائي بأمور توصلت إليها؟ ألهذا الحد أعني لك؟ ألهذه الدرجة تكرم مأساتي حين أستعين بك؟" و هذي الكلمات تعبر على مسمع أدريان المحدق في وجه الجاسوب المحمول, كان مشتت السمع و مدرك للمصيبة ووقعها غير المتوقع.

لم يبالِ بالكلام الصادر عن إيليو, حين أوضح حاسوبه أمام عينيه تغييراً في محط اسم حساب لورينا على محادثاته الخاصة, " مستخدم انستاغرام" 

لم يبالِ بألم حرقه حين رأى ذلك, فرّ يبحث عن اسمها في قائمة بينت كل ما تضمنه بحثه.

و كل ما تضمنه بحثه كان يحمل عنواناً واحداً لحساب انضم حديثاً إلى هذا التطبيق, بذات اسم لورينا, بذات صورتها, ولكن بغير منطقتها الجغرافية.

The War Of Existence || حربُ الوجودWhere stories live. Discover now