الفصل الأول

131 2 0
                                    


📌 قضية اغتصاب 📌

" محكمة " دوى صوت الحاجب في القاعة وانتبه الجميع في صمت
القاضي " بعد جلسة الاستماع و استنادا للدستور الجزائري حكمت المحكمة اليوم على المتهم 'علي شريف الدين' المتهم بالخطف و الاعتداء على المدعية ' منى محمود ' . بحكم البراءة ، وذلك لعدم وجود أي دليل أو شاهد يثبت حدوث ذلك . وسيتم تنفيذ الحكم ابتداءا من تاريخ يوم الخميس على الساعة العاشرة والنصف صباحا وكما تحكم المح ...."
عَلا صوت الاعتراض والبكاء في جزء من القاعة معترضين على القرار بينما في الجزء الاخر ارتفع صوت الفرح والتهليل
ضرب القاضي بمطرقته و ملامحه تطلق الشرر للجميع  " الصمت من فضلكم الصمت "
صمت الجميع وجلسوا في أماكنهم ليكمل القاضي قراره
" وكما حكمت المحكمة على المدعية ' منى محمود' بغرامة مالية قدرها مائة ألف دينار جزائري غرامة على ادعائها  على المتهم " علي شريف الدين "
وقفت منى وصرخت بصوت مبحوح وعيون متورمة من كثرة البكاء
منى "  حرام عليكم والله غير مظلومة ..والله غير مظلومة .. حسبي الله ونعم الوكيل ... حسبي الله ونعم الوكيل "
انهارت منى على الأرض تبكي وتضرب نفسها بكفوف يداها ، تحاول استعاب ما يحدث حولها غير مصدقة بالقرار ، أقترب منها والديها يحاولان يحثوها على الوقوف اقتربت اختها الكبرى " شمس " تحتضنها وتبكي معها . بينما انصرف علي مع عائلته لخارج القاعة يضحك ويتبختر في مشيته ، فرحً بما انجزت يداه .
علي ( شاب في 25 من عمره ينتمي لعائلة غنية . لا يعمل وكل ما يفعله هو التسكع مع أصدقائه واللهو مع النساء  . يتم الاب ولكن يملك والده وعمه شركات نصف البلد .. شاب متوسط الطول ، بشرة بيضاء وشعر اسود وعيون خضراء وسيم الملامح لكن خبيث وزير نساء )
وقفت شمس من جانب اختها  ( شمس شابة جميلة ومتهورة ، ذات 23 ربيعا ، تملك عيون عسلية وشعر عسلي ، ذات بشرة قمحية و طول متوسط وجسم نحيل . أنهت دراستها في مجال الصحافة ، ذكية ، جميلة وبسيطة ، و لكن حادة الطباع وعنيدة جدا ، اخت منى من طرف الأم فقط وتسكن مع والدها في بريطانيا حيث يعمل  ) .

اتجهت " " نحو الفتى " علي " وصفعته بكل ما تملك من قوة غاضبة
"

راح تخلصها غالية يا واحد الرخيص .. الايام بيناتنا وراح ندفعك ثمن واش درت غالي يا ياعلي  "
ابتسم " علي " ابتسامته السمجة ووضع يده في مكان الصفعة وضحك ضحكة رقيعة ثم اقترب منها بخطوات بطيئة ، اخذت خطوات  مثلها للخلف
" لو كان جا في بالي بللي منى تعرف وحدة كيفك ... "
ثم نظر لجسدها يتشربها من أعلى رأسها العسلي الى فستانها الازرق القصير  الذي يبرز جسمها المتانسق مع سيقانها المنحوتة حتى كعب حذائها الطويل واكمل بخبث وعيون تشمئز منها النفوس .
" كنت خيرتك أنتي في بلاصتها ... يا خسارة وقتي اللي ضعيتو عليها الظاهر أنها ما تستاهلش ولكن انتي " ورفع يده يحاول لمسها وكانها حبة حلوة مغرية بالنسبة له وكيف لا وهي تقف على مقربة منه لايفصل بينهما سوى بعض السنتيمترات " انتي غير انتي تستاهلي كل دقيقة وثانية من وقتي وحياتي  "
ابتعدت شمس خطوات سريعة للخلف نادمة على هذا القرب المخيف منه تشعر بالغثيان والتقزز من صوته ونظراته المنحرفة التي تدفعها للتقيوءٍ . استدارت بسرعة وهي تحارب الدموع و غصة البكاء في حلقها وقالت
" ما تحلمش بيا حتى في احلامك وانسى أنك تقرب ليا ولا لمنى مرة ثانية وصدقني راح نندمك على النهار اللي نولدت فيه لان العد التنازلي تاعك بدا من اليوم  " .
انصرفت يقين والغضب يتصاعد بجسدها.. لقد أتت اليوم فقط من بريطانيا .  فمنذ انفصال والديها عاشت مع والدها وتربت على يداه . درست هناك وكانت تأتي لتزور والدتها واخواتها ( " منى " أصغر منها بأربع سنوات " رائد " في الخامسة عشر و " سندس " ثلاث سنوات وهي الصغرى )
عاشت شمس طفولة صعبة لم تذق يوما طعم حنان الأم فوالدتها تكرهها كثيرا وتلومها على أنها السبب في تعاستها وكلما تأتي لزيارتهم توبخها على طريقة لبسها ، حتى اختها منى تكرهها لا تعلم هل غيرة ام حقد منها فهي تراها بأنها حرة تلبس ما تريد وتفعل ما تريد بينما هي ترتدي الحجاب دون ارادتها و ترى نفسها بأنها مقيدة من الجامعة للمنزل والعكس . ولكن رغم كل ما يفعلانه لها إلا أنها تحب امها وتتمنى لو يأتي يوم وتحتضنها وتخبرها بأنها تحبها . فلا بديل عن حضن الأم ، أليس كذلك ....

بين قلبي والأنتقام #باللهجة الجزائرية#حيث تعيش القصص. اكتشف الآن