الفصل الرابع عشر....

16.7K 421 15
                                    

قاطع ضحكاتهم دق عنيف على باب الغرفة....
نظرت ورد لبيبرس بنظرات رعب و فزع و هو يشير لها لتهدء....
ذهب عند الباب وقام بفتحه واختبأت ورد خلف الباب....
بيبرس بهدوء ما يسبق العاصفة: في حد يخبط علي حد بالطريجة الزفت دي ....
سمية : مين معاك في الاوضة....
بيبرس : اولا دي حاچة متخصكيش لكن هچاويك... نحدش معاي وانا كت بضحك في التلفون... ثانيا تيچي تسألي عن حاچة ملكيش فيها بعد اكده هندمك....
سمية بعصبية شديدة : كيف ده... اني امك....
يعني من حجي اعرف كل حاچة عنيك....
تصاعدت ضحكات بيبرس المتهكمة بشدة : طب يا امي بجا... حلي عن سمايا لاني مزاچي مش رايج....ف مش عايز اعمل حاچة تعكنن عليكي....
عشق : بيبرس... متنساش نفسك.... دي امي... وكمان احنا سمعنا صوت ضحك ست عنديك....
بيبرس : امشي الساعادي يا عشج عشان معدش تربيتك من چديد....
امسك ورد زراع بيبرس تضغط عليه برفق بدون ان يراها عشق وسمية لكي يهدء قليلاً.....
عشق بصوت عالي جداً: تعيد تربيتي... هو انت مفكر ان عشان ابوي يات فأنت هتتحكم فيا تبجي غلطان... انت..
قاطعها التفاف وجهها للجهة الاخري اثر صفعة بيبرس لها....
بيبرس : علي اوضتك... معيزش اشوف وشك تاني....
عشق بدموع : اسمعني بس يااا...
بيبرس بغضب هادر  صوت رج في ارجاء المنزل جعل ورد وعشق و سمية يجفلوا خوفاً : جولت علي اوضتك عااااد...
اسرعت عشق تسابق الرياح لتختفي من وجهه وسمية ايضا اختفت في لمح البصر دلف بيبرس و هو غاضب بشدة... ذهب وجلس بهدوء علي السرير دون ان ينبس ببنت شفة.... ذهبت له ورد وركعت امامه علي الارض و امسكت يديه بين كفيها....
ورد : خرچ يا بيبرس ةل الي چواك... مش انت بيبرس الي حبيته... انت كدا ضعيف يا بيبرس... خرچ كل الحزن الي چواك... ابكي يا بيبرس... ابكي هترتاح .... امي هفضل معاك للابد... مش هسيبك حتي لو مت هفضل امعاك... في جلبك...
....اسند بيبرس رأسه علي كتفها يشتم عبيبرها...
اكملت ورد : ابكي يا حبيبي ابكي...
صمتت عندما شعرت بدموعه تبلل حجابها... ظل يبكي و. شهقاته تتعالي... رفعت ورد يديها تمسد علي وأسه و ظهره... جلست ورد علي الفراش وجذبت رأسه لاحضانها.... فظل يبكي الي ان غفا و هي ايضاً ذهبت في سبات عميق ...و لم يشعروا بمن فتح بابهم و ينظر لهم بخبث و حقد....

***************************
بعد مرور اربع ساعات استيقطت ورد علي صوت اذان العصر... ظلت تتأمل بيبرس وهو نائم....
قاطع تأملها صوت بيبرس ذو البحة بسبب النوم وهو مازال مغمض عينيه : مكنتش اعرف اني حلو اكده...
خجلت ورد بشدة وتدفق الدماء لوجنتيها بغزارة : احمم.. هههو.. هههو انت صاحي من ميتي...
بيبرس بضحكة خفيفة : اني صاحي من جبلك حوالي نص ساعة اكده وجاعد برضو اتأمل فيكي ولما شوفتك بتتحركي عملت نفسي نايم لچل اشوف هتسوي اي....
واكمل بخبث : بس مكتش اعرف اني حلو جوي اكده وانا صاحي من النوم....
خجلت ورد بشدة فقهقه عليها بيبرس ثم قال بهيام : بحبك يا ورد بكل حالاتك ....
ثم صمت قليل من الوقت وقال : اني قررت انزل بكرا واچمع كبارات البلد و اهل البلد كلاهتهم و اعلن اني مسكت العمدية....
ابتسمت ورد بحماس وقالت : ايوه اكده يا بطلي....
واكمل بيبرس قائلاً : وكمان هعلن چوازنا يا بت العطار وهتكوني مرتي جدام ربنا والناس كلاهتهم.....
ثم اضاف بإحراج : اخم... بس يعني... لر عايزة فرح وليلة يعني.. ممكن تستني بعد الاربعين بس... عش...
قاطعته ورد قائلة بغضب : ليلة اي وزفت اي... الي مات ده ابوي... هفضل حزينة عليه طول عمري... وحتي لو بعد سنين معوزاش هيصة و ظمبليطة... اني مبحبش الغاغة دي... موال فاضي ملوش لازمة...
ظل بيبرس ينظر لها بفخر... نعم يفتخر ان الله رزقه زوجة مثلها... في اعظم احلامه لم يتخيلها هكذا... يحمد الله كل ثانية عليها....
...اما رأسه وطبع قبلة طويلة بين عينيها يبث بها عشقه وهيامه بها....
بيبرس : ربنا يديمك عليا نعمة....
ابتسمت ورد في خفة و رقة...
قال بيبرس : هنزل اجول لحد يچيب لينا الوكل علي اهنه....
وغمز لها ففهمت وتوترت وقالت : بلاش دولجت يا بيبرس... هتزعل مني....
بيبرس بإطمئنان : متخافيش اني معاكي ....
اومأت له ورد بهدوء....
ذهب بيبرس الي الحمام و اخذ حماماً وارتدي ملابسه لوجود ورد ويعلم انه اذا خرج هكذا ستموت ورد من الخجل....
خرج من الحمام و قام بالتوجه الي خزانة الملابس واخرج ترنج رياضي اسود و اعطاه لورد قائلاً : خشي يا ورد خدي حمام والبسي الترنچ ده علي ما انزل اچيب الوكل و اچي ماشي.... وماتتكسفيش وتخزي لانك مرتي... ماشي...
اومأت ورد بإبتسامة لطيفة وقالت : حاضر....
خرج بيبرس وتوجه الي المطبخ فرأي صالحة واقفه تعد الطعام فقال لها : معلش يا امي هاتي الوكل ليا فوج واعملي حساب نفر كومان معاي في الاوضة....
صالحة بإستغراب : ماشي يا ولدي... بس عدم اللامواخذه هو مين الي معاك في الاوضة.....
ابتسم لها بيبرس وقال : هتعرفي لما تيچي بالوكل...
اومأت له بإستعجاب وقلبها يقول ان هناك شئ ما....
خرج بيبرس و توجه الي الحجرة مرة اخري فوجد ورد تخرج من باب الحمام وهي ترتدي ملابسه و تقوم بتجفيف شعرها بالمنشفة... شرد بخصلات شعرها التي تتعدي خصرها بكثير و عيونها التي تلمع... وانتقل الي ملابسه التي ترتديها ولكن.....
لم يتمالك نفسه من الضحك.... فضحك كما لم يضحك من قبل...
بيبرس بضحك وصوت متقطع : ههههههههه... ش شش شكلك ههههههههههههه يااااابوووي هههههههههههههههه... هههههههههههههههههههه...
زمت ورد شفتيها مثل الطفال وهي علي وشك البكاء : بتضحك علي يا بيبرس.... اني همشي من اهنه واروح اچعد عمد اخوي...لا يچولي ترنچ ولا عباية....
...هدأ بيبرس بصعوبة من نوبة ضحكه واتجه لها حيث تجلس علي اريكة امام السرير و تضم ركبتيها الي صدرها و تعقد حاجبيها وتزم شفتيها بحزن كالاطفال.... ذهب لها و جلس بجانبها و جذبها لاحضانه و طبع قبل عديدة علي فروة رأسها... وهو يقول : متزعليش يا جلب بيبرس... معنتش هضحك عليكي تاني واصل...
ورد : انتي وحش ومش بحبك....
بيبرس : بس انا بحبك جوي جوي جوي....
ابتسمت له ورد بسعادة : بچد بيبرس بتحبني...
نظر بيبرس في عمق عيونها وقال : اني عندي اضحي بعمري و حياتي و روحي لچل تكوني سعيدة يا ورد... هفضل احبك لاخر يوم في حياتي... وبطلب من ربنا اني اموت في حضنك وبين اديكي....
ادخلت ورد نفسها بأحضان بيبرس وظلوا علي هذا الوضع الي ان دق الباب ودففت صالحة وهي تحمل صنية الطعام و توقفت فجأه وشهقت بصدمة....

وردة اسد الصعيد ......حيث تعيش القصص. اكتشف الآن