الفصل الثلاثون....

10.7K 296 65
                                    

عادوا الي بيتهم وقد واروا هذه المرأة الصالحة في التراب....
كان الصوان قد نصب بالخارج....
دلفوا داخلاً وكلا منهم متذكر.... كانت تجلس هنا... كانت تقف هنا.... كنا نضحك معاً هنا.... حدث هنا هذا الموقف....
ظل الاثاث ولكن صاحبة الاثاث رحلت.... ظل المال ولكن صاحبة المال رحلت .... ظلت المحبة ولكن صاحبة القلب الصافي المحب رحلت....
خرج الرجال لتلقي التعازي من الاقارب و الاحباء.. وظلت النساء بالداخل....
************************
بعد مرور ثلاث ايام و لياليهم .....
لم يذق فيهم احدا طعم النوم....
لم يروا فيهم اطفالهم الذين كان الخادمات من تعتني بهم.....
كانوا جالسين في غرفة المعيشة.... ودخل عليهم صغارهم...
كان جابر و عشق يجلسون بجوار بعضهم فتوجهت اليهم بيسان و جلست علي قدم جابر و قبلت وجنته....
اما جوادو جياد توجهوا لوالدهم ووالدتهم و مسدوا اكتافهم في حركة لمواساتهم....
اما بيبرس و ورد كان كل منهم يجلس في وادي.... اتجهت رسل لوالدتها وقالت لها : مامي....
رفعت ورد عيونها الزابلة لها وقالت : ايوا يا قلبي..
رسل : احنا هنلوح امتي ؟؟
هنا انتبه بيبرس بكل حواسه الي ما ستقوله ورد...
ورد نظرت الي كل الحاضرين و استقرت عيناها بداخل عيني بيبرس...
مرت ثواني الي ان ازاحت عينيها ونظرت لجابر وقالت : لو سمحت يا جابر عايزة اتكلم معاك...
وقف جابر و تقدم منها بدون حديث ثم تناول يدها و اتجه حيث المكتب لكي يكونوا علي راحتهم....
كان قلب بيبرس يدق بشدة لما ستقرره ورد...
ولكنه يعلم اذا تكلم واعترض علي قرارها ستكون هذه القشة التي قسمت ظهر البعير.... علاقتهم ليست تحتمل فإنها شبه محطمة....
..بعد مرور نصف ساعة خرج كلا من ورد و جابر من غرفة المكتب و توجهوا الي حيث كان يجلس البقية....
بعد ان جلسوا مرت دقائق و ثم تحدثت ورد قائلة : انا قررت ان انا هقعد هنا معاكوا بس في شروط لازم تتنفذ وحاجات كتير لازم تتغير... " نظرت الي بيبرس وكأنها تحدثه " انا هيكون ليا اوضة لوحدي بعيد عن الاوضة الي كنت متجوزة فيها _تجنبت ذكر اسمه لكي تشعره ببعض الالم _ و رُسل طبعا هتكون معايا... مفيش تحكم... وهكمل شغلي... وكل الي انا هعمله محدش هيعترض ولو في اعتراض من اي حد ف دا انا هعتبره بمثابة طرد برا البيت دا و ساعتها هكون خدت تصريح ان اخرج من البيت بلا رجعة انا بنفذ بس وصية امي مش اكتر... انا كدا خلصت كلامي....
...كاد بيبرس ان ينفجر من الغضب.... كم عليه ان يعاني... كم عليه ان يتذوق طعم الفراق... ولكن صبرا... هتعود لاحضانه عاجلا ليس اجلا...
....تنفس بيبرس عميقا لكي يهدء قليلا و تكلم بنبرة هادئة مصتنعة : ماشي كلامك... ثم رافع صوته المجلجل عاليا : يا خديچة.... خدييييچة...
هرولت فتاة في السادسة عشر من عمرها نحوه قائلة بلهاث اثر جريها : روحي نضفي الاوضة اللي في الچهة الشرجية و بسرعة نص ساعة و تكون چاهزة... يلاااا....
نظرت له ورد نظرة لا مبالاة اما هو رد لها بنظرة حزن ....
هرولت رُسل الي بيبرس : بابي....
التقطها بيبرس و اجلسها علي قدمه وقال : عيونه و قلبه وروحه كومان....
رُسل : هو احنا هنفضل انا ومامي معاك هنا...
بيبرس : طبعا يا جلبي
رُسل : يعني من هنلجع تاني القاهلة....
بيببرس وهو يقبل اعلي رأسها : لا هتفضلوا انتوا التنين ويااي...
رُسل : هتجبلي لعب و ايس كليم و نوتيلا و مصاصة و مالسيميلو و لبان و سيبسي...
بيبرس : يااه كل دا....
رُسل : اه يا بابي... هو انت بخيل ولا اي
قهقه بيبرس عليها وقال : لا يا حته من جلب ابوكي مش بخيل... هچيب ليكي كل الي انتي رايداه بس بشرط....
نظرت له ووضعت يديها علي خصرها وقالت : طلباتك يا بابتي....
قهقه عليها بخفة وقال : اني رايد بوسة كبييييييرة جوي...
فور انهائه لكلمته انقضت رُسل عليه بالتقبيل فتعالت ضحكاته و ضحكات الجميع بينما نمت ابتسامه علي شفتي ورد حاولت اخفائها سريعا و لكن لمحها بيبرس
........................
بعد مرور سته اشهر ..
كان الكل قد عاد لحياته القديمة مع وجود جرح نازف في قلبوبهم علي رحيل صالحة ولكنهم بدأوا بإستعادة حياتهم....

وردة اسد الصعيد ......حيث تعيش القصص. اكتشف الآن