Part 2

1.1K 58 4
                                    

فاق حمزه من شردوه في الماضي علي صوت السائق وهو يقول له : وصلنا يا حمزه باشا
نزل حمزه من السيارة الي فيلاته التي يرأها لأول مره فهو قد اوصی العاملين معه لكي يبنوا له منزلا لكي يقيم به اثناء تواجده بمصر دخل الي الفيلا ليرحب به طاقم الحرس والخدم العاملين لديه
ثم صعد الي غرفته لكي ياخد قسطا من الراحه
اخد حماما دافئ وغير ملابسه وذهب الي سريره لكي ينام وضع رأسه علي مخدته ليذهب في ثبات عميق غير معتاد عليه فهو دائما ما ينام نوم متقطع بسبب تلك الكوابيس التي تطارده ولكن الكوابيس لم تأبي ان تتركه ولكن هذه المرة مختلفه فهو يحلم بها دائما تأتي اليه وتضع يدها حوله راقبته وتقوم بخنقه لقوم هو مفزوعا من نومه ولكن هذه المره يراها تنظر إليه وعلي شفتيها ابتسامه عذبه وتلوح له
تمنی حمزه الا يستيقظ من هذا الحلم ابدا لكي يظل يراها دائما ولكن رنين هاتفه آبی ان يتركه قام حمزه من نومه وهو يسب هذا المتصل الذي قطع عليه حلمه وفتح ليرد علي المتصل دون ان يقرأ الاسم
حمزه : الو
محمد : ايوا يا حمزه باشا حضرتك جاي الشركه النهارده
حمزه : انت مين وشركه اي هي الساعه كام اساسا
محمد : حمزه باشا انت معايا انا محمد مدير شركه حضرتك والساعه دلوقتي 8 الصبح
حمزه في نفسه 8 ياه انا نمت دا كله من امبارح المغرب ل 8 الصبح يا تري هفضل لامتي متعذب بسبب الكوابيس دي يا تري هفضل متعذب عمري كله بسبب الذنب دا وهخلص منه امتي لما اموت ولا في حاجه هتحصل تغير حياتي
محمد : حمزه باشا حمزه باشا حضرتك معايا هو قفل ولا اي
حمزه : معاك يا محمد نص ساعه واكون عندك
محمد : ماشي يا حمزه باشا توصل بالسلامه
بعد نص ساعه بالظبط حمزه وصل شركته
ودخل الشركه وكل اللي في الشركه مستغربين ان دا صاحب الشركه معروف عنه ان هو معدي الأربعين بس مش باين عليه نهائي اقصي سن تدهوله 30 سنه كلهم مبهورين من هيئته وشكله محمد لما عرف ان حمزه وصل نزل رحب بيه وعرفه علي الشركه والعاملين بها ووصله لمكتبه وتركه وغادر
حمزه قعد في مكتبه واعجب بتصميمه وديكوراته
فجاءه دخلت چنا زي العاصفه الهوجاء
لوسمحت يا فندم عاوزه اتكلم مع حضرتك شويه عشان عاوزه اعرف ازاي محمد الزفت دا يرفض مشروعي انا
حمزه استغرب جدا من طريقه دخولها المكتب وحدتها في الكلام ورفع عينه يتأمل في شكلها واول لما شاف عيونها حس ان قلبه هيخرج من مكانه العيون دي فكرته بعيون تانيه لطفله صغيرة وشعرها الأصفر الطويل النازل علي عنيها ومخبي جزء من وجهها وعنيها فكره بشعر اصفر قصير محاوط وجه ملائكي بري محفور في قلبه قبل ما يكون محفور في ذاكرته هو مش شايف چنا هو شايف طفلته الصغيرة ملكة احلامه چنا اتكلمت كتير بس هو مش سامع حاجه هو تايه في ملكوت تاني مش موجود فيه حد غيره هو وصغيرته
حاول حمزه الخروج من هذه الدوامه حتي لا يقفد هيبته امام هذه التي لا يعرف عنها شئ حتي اسمها ليقول حمزه بهدوء : ممكن تهدي وتتكلمي براحه المفروض الاول تقول صباح الخير حمدلله ع السلامه وتعرفيني عن نفسك وبعدين نتكلم في الشغل مش تدخلي كدا ع طول
چنا شعرت بالخجل من كلامه وانها غلطت وإن هو باين عليه شخص متحضر وراقي حطت وشها في الارض ورفعت عنيها ليه وكانت أول مرة تاخد بالها من ملامحه
چنا في نفسها : اي المز دا يخربيتك اي الحلوة دي انا هتعامل مع دا ازاي دا شبه الممثلين الاتراك اللي انا بموت فيهم دا انا مش هعرف اشتغل و هفضل اسبله كل لما اشوفه داهيه في حظك يا چنا دا اللي داخله تضاربي معاه حد يضارب مع دا طول عمرك هبله
چنا حاولت تهدي نفسها وتتكلم : احم احم صباح الخير يا فندم حمدلله ع السلامه كدا تمام ندخل في المهم بقا
حمزه ابتسم علي كلامها وأردف : ماشي ندخل في المهم بس عرفيني بنفسك الاول
چنا : اوكي انا البشهندسه چنا محمود مهندسه هنا في الشركه بتاع حضرتك
حمزه : اهلا يا چنا تشرفت بمعرفتك وانا حمزه السيوفي اكيد عرفاني
چنا : الشرف ليا حضرتك اكيد طبعا حضرتك معروف حمزه : ماشي يا چنا كنتي عاوزه تتكلمي معايا في اي بقا
چنا : بص حضرتك شركتنا كانت داخله مناقصه مهمه جدا وطالبو من كل المهندسين في الشركه يقدموا المشاريع بتاعهم وهيختاروا افضل مشروع وطبعا انا قدمت معهم ومشروعي اترفض مع ان مشروعي افضل مشروع اتقدم مش عارفه ليه بقا اترفض
حمزه : اكيد يا چنا المشروع اللي اتقبل افضل من مشروعك
چنا : لا طبعا يا فندم انا شوفت المشاريع كلها ومشروعي افضل واحد فيهم وحضرتك تقدر تحكم بنفسك
وبدأت چنا تعرض عليه مشروعها وافكارها ودراسه الجدوي وكل حاجه بدقه عاليه جدا
حمزه اعجب جدا بمشروعها وفكرتها وطريقه عرضها للفكره اد ايه هي شاطرة جدا وبتتكلم بثبات ودقه عاليه
حمزه : برافو عليكي يا چنا حقيقي مشروعك مينفعش يترفض انا هدرس الأمور واتكلم مع محمد وان شاء الله مشروعك هو اللي هيتنفذ
چنا : بجد يا فندم انا مش عارفه اشكر حضرتك ازاي ميرسي جدا ليك
حمزه : ميرسي ليكي انتي يا چنا علي تقديمك لمشروع زي دا
چنا ابتسمت واستأذنت ومشيت وهي فرحانه جدا
اما حمزه حاسس بشعور غريب اول مرة يحسه ومش عارف يحدده هو مبسوط ولا ندمان ولا اي بالظبط بس الشعور المسيطر عليه بعد ما شاف چنا وطفولتها وحماسها في الشغل هو الاحساس بالذنب والندم الرهيب هي لو كانت لسه موجوده اكيد كانت هتبقی في سن چنا وكانت هتبقی حلوة اوي هي كانت ملاك وهو كان شيطان شيطان سيطر عليه وافقده انسانيته
حمزه حس ان هو مخنوق ومقدرش يستنا في الشركه اكتر من كدا مش عارف يروح فين ولا يشتكي لمين فكر اكتر من مره في الانتحار عشان يرتاح من العذاب اللي هو فيه بس هو كان اضعف من انو يموت نفسه مشي وهو تايه في افكاره لحد ما وصل فيلاته ودخل بسرعه وطلع علي اوضته وقعد علي أقرب كرسي وسند دماغه عليه وشرد في الماضي
فلاش باك
وقف حمزه بعد ما تركه العجوز غير قادر علي فعل شئ من صدمته غير قادر علي استيعاب ما حدث يشعر انه تائه ولكن كلام العجوز يتردد في أذنه ترك حمزه المكان وغادر وهو يفكر في كلام هذا العجوز هل ما قاله صحيح هل لو ذهب الي تلك المكان سوف يری هذه الصغيرة لا بالتأكيد هذا العجوز يكذب عليه
قرر حمزه عدم التفكير في شئ فكل شئ يحدث بأمر الله وقدره ولكن لم تأبي الأفكار والكوابيس ان تتركه فكل يوم يحلم بكلام العجوز كأنه حقيقه فيقوم مفزوع من نومه
مر حوالي اسبوع وتلك الكوابيس والأفكار تلاحقه تشعره بالإختناق الشديد اصبح غير قادر علي مواصلة حياته بشكل طبيعي ليقرر الذهاب الي المكان الذي وصفه له العجوز ليعرف ما اذا كان كلام هذا العجوز صحيح ام لا
ذهب الي ذلك المكان ليتفاجئ و تجحظ عيناه ويشعر ان أطرافه قد شلت من الصدمه
فهو رأي تلك الطفله ذات الثلاث أعوام تجلس الي جانب تلك بائعه الخضار كما وصفها العجوز بعيونها الخضراء وشعرها الأصفر القصير والوجه الملائكي رائع التكوين ليشعر بالاختناق ويثقل تنفسه عند تذكر كلام العجوز وربطه بما يراه امامه
ليقرر الهرب سريعا من هذا المكان وهو يتلفت ورائه كأن شبحا ما يطارده
يتبع
رايكو 😍
# نوفيلا فوبيا الحب
# بقلمي امنيه اشرف

نوفيلا فوبيا الحب بقلم امنيه أشرفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن