(٢٥ من كانون الأول/ديسمْبر، شتاء عام ١٩٩٥ ميلاديّاً)
تساقطت نُدف الثلوج فوق الطبقاتٍ المُتكوّمَة في الطُرقاتْ، لتستريِحَ على الأرضْ وتدهسُها أقدام الأطفال الذي يعبثون بإلقَاء كراتِ الثّلج على بعضهِمْ البعض. كانت كُلّ الشوارِعْ مُزيّنة ببهرجةٍ وخصوصًا بالزينة ذات اللّونِين الأحمر والأخضر إستعدادًا لمناسبةِ خاصِّة للغاية، اختَلطْت أصوات الأطفال العابثة بالترانيم والمزامِيرْ المُتسرّبَة من الكنيسة الكاثوليكية النائيّة وكذلك مع نغمات الأغنيّة الشعبيّة المُنبثقة من نافذة أحد المنازل، كانت تلك الأغنيّة دائمًا ما تُشغّل كتقليدٍ والتي تُدّعى بـ' السعادة للعالم، لقد جَاء السيِّد.' ، إنها عشيّة عيد المِيلادْ.
وداخِلْ أحد المنازل الرَاقيّة حيث ثمّة حفل صغيرٌ مُقامْ، دَفعَت الفتاةُ الباب الخشبيّ الذي عُلّق عليه إكليل أخضَرْ لكي تلفّها موجة من الدفء والصَخبْ الشديد. وقفت على عتبةِ البَابْ قليلًا بفستانِها الزيتونيّ الخالي من النقّوش وقد جعلت شعرها البنيّ ذو الأطراف الشقراء مَعقوصًا للخلف كيِلا يسقطْ على وجهها، وثمّة إسوار بلون النَرجْس البريّ يلفّ معصمها الأيِمَن. كانت تلكّ هي الزينة الوحيدة التي ترتديها.
حرّكتْ عينيها بإبتسامةٍ صغيرة لتتفَحص المنزل المُزيّن بعنايّة لإستقبال عيد الميلاد. بمجرّدْ أن يدخل الزوّار سيكون بإمكانِهم رُؤية شجرة الميلاد الصناعيّة الكبيرة موضوعةً في مكانٍ بارزٍ وقد زُيّنت بكرات مختلفة الأحجام بالألوَن الحمْراء والفضيّة والذهبيّة، وأعلاها توجد نجمة تشير إلى نجمْةِ بيت لحم التي دلّت المجوس للطريق، وإلى الجوار من الشجْرة ثمّة تمثال مُلّون لسانْتَا كلوز الجالس على مَتنْ عربة يَجرّها غزلانُه. وعلى اليمين تمتدّ مائدة الطّعام بأطباق من لحمِ الأوّز والدجاجْ المحشيّ، والتي يقف حولها بعض المُحتفليِن بينما يتبادلون الأحاديث بإبتساماتٍ واسعة.
تقدّمَت الفتاة ناحيّة السيّدة بارك التي تجلس بأنفةٍ فوق أحد المقاعد القريبة من مدفأة حطبيّة يتدلى منها عددًا من الجوارب الحمْراء التقليديّة، كانت ترتدي فستانًا كلاسيكيّاً بلون أحمْر العليق ويتخلّله خيوطًا ذهبيّة رقيقة مع قفازات من الدانتيِلْ الأبيض وتمسك كأسًا من الليكُورْ المُنكّه: "عيد ميلاد مجيد لكِ يا سيّدة بارك." قالت الفتاة بينما تصافِحْ يد السيّدة.
"عيد ميلاد مجيد لكِ أيضًا يا إميليا، أنا سعيدة بأنكِ لبيّت الدعوة." أجابَت بينما ترسم إبتسامةً عمليّة صغيرة فظَهرت بعض التجاعيدْ على جانبيّ فمِها وأكمَلت: "تشانيول أيضًا سيكون مسرورًا. إنه في غرفته، في الطابق العُلويّ. هل يُمكنكِ أن تستعجليّه؟" أومأت إميليا بسعادة: "طبعًا سيدتي." وبمجرّدْ أن استدارت تمكّنت من التنفس بحريّة لأن نظرات السيّدة بارك لمْ تكن طيّبة يومًا كما أن ضحكاتِها الثقيلة تزيد الطِين بلّة.
أنت تقرأ
ألباسْترُو | حُبّ عامْ 1990 (متوقفَة. )
Lãng mạnبعد مرور خمس سنواتٍ، يقابل الشَاب الأمريكيّ، بارك تشانيول، حبّه من المدرسة الثانوية صُدفة لينتقل إلى سرداب عميق من الذكريات. وبعد أن تداعت الحدود الفاصلة بين الحقائق والأخيلة، العَقل والجنون يجد نفسه أمام معاناة حقيقيّة يحاول فيها العثور على ذاته ال...