(١٧ من كانْون الأوّل/ ديسمْبر، شِتاء عام ١٩٩٠ ميلاديّاً.)
'مِن وجهةِ نظْر بارْك تشانيُول.'
"في السّاعة الحاديّة عشر مساءِ اليوم بلغت درجةُ الحرارةُ في سيئول ١٠ درجاتٍ مئويّة تحتَ الصّفرْ، بينما بلغَت درجّة الحَرارة الحسِّية ١٢.٨ درجة مئويّة تحت الصفر وِفقًا لما ذكَرته وكالة الأرصادِّ الجوّية، ويُصدر تحذيرٌ إذا مَا وصلت درجةُ الحرارة الصباحيّة لأقل من١٥ درجةً على الأقل مقارنة مع اليوم الذي سبقه وأقل ًبـ٣ درجات مقارنة من المعدل السنويّ، وتدعو الوكالةُ الى احتياطاتِ خاصَّة بالصِحْة والمَرافِقْ قائلةً إنَ الريِاح القويّة يُمكن أنْ تُسَبب برودةً حسِّية أقوى من الحرارة الفعليّة للجوِّ." تسرّب الصوت المُعْلِن من مذياع السْتريو البلاستيكيّ الذي وضعته بجوار حوض السّمكة بلاتي على المنضدة الصّغيرة. كانت كُلّ الأخبار التي تُعلِنْ عنها وكالة يونهَابْ للأرصاد الجوية تُعكّر صفو مزاجِي، الطقْس يتغيّر كل يومٍ لكن للأكثر برودةً. تنهّدت بينما أتذكّر طقسْ أريِزونَا الحار و الشمْس الساطِعة، أشتاق للسراوِيل القصير و الأقمِصة بلا أكمامٍ، يبدو أنني لن أرتدي ذلك النوع من الثياب حتى وقت بعيد جِدًا.
استلقيّت عرضيّاً على السرير حتى أتمكّن من تغيير محطّة المذياع. وفي النهاية ضبطته على أثير موجةٍ تعرض برنامجًا للمُنوّعَات الموسيقيّة وكانت الفقرة التاليّة عبارة عن ساعة مُخصّصة لموسيقىٰ الجَازْ الكلاسيكيّة. قَال المُذيع بصوته الأجَشْ العميق: "احرصُوا جميعًا على ارتداء المعاطف الثقيلة و الواقية من المَطْر وتأكدوا من إغلاق نوافذ المنزل ليلًا.وبعد فقرة الأخبار الرياضيّة نختَتِم برنامجنا الإذاعيّ مع بعض موسيقى الجازْ الكلاسيكيّة. نلقاكُمْ في الساعة العاشرة من يوم الثلاثاء القادِمْ، عُمتم مساءً."
انْسَكبت موسِيقى الجازْ على مهلٍ من المِذْيَاع، كانت الألحانُ تجمّع بين الأغاني ذات الإيقاعْ المتزامِنِ و موسيقى البلوزْ التي عادةً ما تُلعَب على الآلات النحاسّية وآلات النفْخ الخشبيّة. عادَ ذلك إليّ ببعض الذكريات القدِيمةُ عندما كنت في السنة الأولى من مدرسّتي الثانويّة في أريزوُنَا حيث ارتدتُ اكاديميّة لتعليمِ العَزْف على الترمْبُون. لم أكُنْ من محبي العزف على الترمْبُون أصلًا لكن في ذلك الوقت لمْ يكن لديّ رأيي الخاص أو الحريّة التَامة في الإمتعَاض من القرارات التي تفرضْها أمّي.
أتذكّر سَخِرية الفتيات من شكل الآلة الضّخم بينما أحمِلُها على كتفي وفي ذلكّ العُمرْ كان معظم اهتمامِي كشابٍ يتمحْوّر حول آراء الفتيات عَني. لا أظن أن أحد مَا كان على درايّة بأن تلك آلة موسيقيّة أسَاسًا، ولا ألومَهم
فمثلًا إيريِك كلابتُون لم يصبح نجمًا في الرّوك عن طريق العزف على الترمْبُون. ولم يسبق لأحدٍ أن رأى چيمي هندريِكْس أو بيت تاونشند يحطّم ترمْبوُنًا على المسّرَح، قطعًا لم يحدث، فكُلّ ما يُحطّمانِه هو القيثارات الإلكترونيّة. لو أنّهما هشّمَا ترمْبونًا على المسرح لأستهزَأ بهما الجمْهور.
أنت تقرأ
ألباسْترُو | حُبّ عامْ 1990 (متوقفَة. )
Romantizmبعد مرور خمس سنواتٍ، يقابل الشَاب الأمريكيّ، بارك تشانيول، حبّه من المدرسة الثانوية صُدفة لينتقل إلى سرداب عميق من الذكريات. وبعد أن تداعت الحدود الفاصلة بين الحقائق والأخيلة، العَقل والجنون يجد نفسه أمام معاناة حقيقيّة يحاول فيها العثور على ذاته ال...