(٢١ من كانُون الأول/ ديسمبر، شِتاء عام ١٩٩٠ ميلاديّاً.)
'من وجهة نظرْ بارك تشانيُول.'
لنفترض جَدلًا بأنني أعيش في عالمٍ آخر, عالم غير ذلكّ الذي يعاني نقصًا شديدًا في اللّطف والمنطق، لا داعي للتذمّر لأنه ببساطة قد فات أوان أن يتمّ استبداله بواحدٍ مُغايّر..المُهم، لنفترض بأنني شخص محظوظ. جُلّ ما يمكنه الحدوث أن أذهب إلى مقهى ڤان أوليو في لوس أنچلوس ويتمكّن عامل تحضير القهوة من تهجّئة اسمي فوق رغوّة اللاتيه بشكل صحيح تمامًا دون زيادة حرف أو تبديله، أو أن أجد ماكيِنه الصّراف الآلي غير فارغة في نهايّة الشهر.
ذلكّ ما جَال في خاطري وأنا أقلب الصفحة الأخيرة من رواية 'أوليڤر تويست' . أمُطّ شفتيّ مُمتعضًا بينما أقرأ الإهداء الذي وبشكل غير اعتياديّ جاء في نهايّة الكتاب. الفكرة بأنه من الغريب أن يمتلك أوليڤر الهارب من الإصلاحيّة الجاهل لهويته كلّ هذا الحظّ في بلدة كبيرة مثل بارنيت بإنجلترا حيث يلجأ إلى أحد المنازل ثمّ يتضح في النهاية أن مالكة المنزل هي خالته, مِثل لقاء تجمعه الأقدار.. لقاء صِدفة. لكن احتمالات حدوث مثل هذا -واقعيّاً- ضئيلة للغايّة حسبما أرى.
"من الأرض إلى تشانيول، حوّل." جفلت عندما سمعت صوت أبي قريبًا مِني فأنزلت الكتاب عن مستوى وجهي لأجده يقف مائلًا على إطار بابْ الحمّامْ: "هل تخططّ لأن تُغرق المنزل؟" سأل بينما يطبع نوع مُريب من الابتسامات على محيَاه.
"ماذا تقص-.. أوه الدّلو!" كان إدراكيّ مُتأخرًا بعضْ الشئ. رميت الكتاب بإهمال ليغوص في سلّة الملابسْ المُتسّخة حتى أغلق صنبور المَاء بسرعة، كان المَاء يفيض بالفعل من حافّة الدلوّ المعدنيّ جاعلًا أرضيّة الحمام بأكملِها في حالة بَلل فوضاويّة.
"هذا فوضاويّ جدًا، لقد انشغل عقلي تمامًا بالكتاب حتى بالرغم من أن تقييمي له ليس مرتفعًا." قلت بينما أفرّغ القليل من الماء الفائض في حوض الإستحمْام، نظرت لأبي مردفًا مع ابتسامة صغيرة: "أظن أن الكتب لوحدها تمتلك ذلك التأثير عليّ."
كان أبي لا يزال مُتمسّكاً بتلك التعبيرات المَرحة: "هل أُعجبت بأحد الفتيات في المدرسة؟" ذلك المنحنى في الحَديث لا يعجبنِي.
أنت تقرأ
ألباسْترُو | حُبّ عامْ 1990 (متوقفَة. )
Romanceبعد مرور خمس سنواتٍ، يقابل الشَاب الأمريكيّ، بارك تشانيول، حبّه من المدرسة الثانوية صُدفة لينتقل إلى سرداب عميق من الذكريات. وبعد أن تداعت الحدود الفاصلة بين الحقائق والأخيلة، العَقل والجنون يجد نفسه أمام معاناة حقيقيّة يحاول فيها العثور على ذاته ال...