أسماء كثيرة تداولناها كثيرًا في الساحة النسوية
خصوصًا والعربية عمومًا في الآونة الأخيرة، أسماء
عزيزة وغالية مثل اسراء غريّب والسيدة الأردنية
فاطمة التي فقء زوجها المجرم عينيها أمام أطفالها، ومثل الشهيدة منى التي استدرجها والدها طليق
أمها لبيت مهجور ليقتلها تحت مسامع إخوتها الصغار الذين لا حول لهم ولا قوة، والطفلة حنين من مدينة حائل في السعودية التي اغتصبها اخوها بحماية من
أمها.جميع هذه الشخوص عانت كثيرًا من الاضطهاد
والتعنيف والجرائم التي نفذت تِجاههم لأسباب
تتعلق بالعنصرية الجنسية، حيث أنهم قد عاشوا في ظروف صعبة فقط لأن أعضاءهم التناسلية تحمل
مواصفات معينة تختلف عن تلك التي لدى الجنس
الآخر صاحب "الأعضاء ذات المواصفات النموذجيّة"، والأمر الذي أثار موجة الانتباه لهذه الشخوص كلها
هو أن جرائم الحرب التي نفذت عليهم قد قام بها
الأسرة التي انتمَينَ إليها..جميع الفتيات التي ذكرت أسماءهن أو لم أذكرها لأن قصصهن لم تحظى بمزيّة الوصول إلى قائمة الأكثر
تداولًا على تويتر هن ضحايا لجرائم حرب ممنهجة
مع سبق إصرار وترصّد، وإن ذكرتي عزيزتي القارئة
أحد هذه القصص أمام مجموعة من الأشخاص
الذين تعرفينهم فإن أحد ردود الفعل التي ستشهدينها هي التبرير للعائلة بوصف الجريمة كشأن عائلي
ولا يجب التفضيّح بأفرادها وإشهار اسمائهم كرد فعل احتجاجيّ.وهذا بالنسبة لي أمر مضحك يدعو للسخرية
والاستهزاء، إن الذكر الأحمق والمرأة المتشبّعة
بالثقافة الذكورية يحاولان باستماتة اقناعي
بأن من سيطالب بمحاسبة أهلي حينما أقتل
برصاص الغدر هو أمر سيء ولا يحبّذ فعله،
إنهم يعلمون في قرارة أنفسهم أن البطريركية
نظام قاتل مجرم وقد بقي فيهم شيء من
"انعدام الحياء" لمحاولة الحفاظ عليه وعلى جرائمه والمطالبة بالتستر على الجاني باستجداء العطف
عليه وإلقاء اللوم على الضحية (حيلتهم الرخيصة المعتادة).اليوم في الوطن العربي خاصةً وفي عامة أرجاء
الأرض، العائلة هي أخطر مسببات وفاة النساء قتلًا،
في هذا المكان أصبحت سكاكين الغدرة شيئًا اعتياديًا أمات القلوب.أنا أيضًا -وبشكل شخصي- عشت كل شهور ٢٠١٩
أستمع بخوف وارتجاف لتهديدات القتل والذبح
وارتكاب الجريمة من والدي المعنف. إننا نعيش
داخل وسط اجتماعي مخيف تديره عصابة مافيا
تحميها القوانين الأبوية الوضيعة التي سمحت
لقاتل لمياء سليمان الغنيمي أن يسجن خمس
سنوات بينما يعدم الفتاة التي قتلت المغتصب
الذي اقتحم بيتها. إنهم يريدون منا الموت بهدوء،
بلا ضجيج أو صراخ، أن نموت دون تقديم اعتراضات أو حجج، وهذا ما لن يحصلوا عليه بالطبع.ما الذي ستفعلينه أيتها الفتاة العراقية حينما
يمر الزلزال على بغداد؟ سوف تختبئين خلف
الأبواب وتحت طاولة المطبخ وتتشبثين في
مكانك، هذا هو ما تعلمتيه وما قيل لكِ فعله
عند قدوم الزلزال. ما الذي ستفعله أيضًا الفتاة
الإماراتية حينما يكاد يبتلعها القرش اثناء قضائها إجازة شهر
أغسطس في ميامي بأميركا؟ ستحافظ على هدوئها ولن تتصرف أمام السمكة كـ(ضحية محتملة) ريثما تصل النجدة.كلا الفتاتين، الإمارتية والعراقية، تستطيعان
النجاة من القرش والزلزال ولكن في يومٍ ما.
العائلة التي عاشا في كنفها منذ ولادتهما
(والمسبب الأكبر لوفايات النساء من حول
العالم وأشد المرتكبين لجرائم قتل النساء)
ستقرر تذكيتهما! في ذلك اليوم لن يكون عندهما
سبل للحماية من جرائمهم: العراقية والإمراتية
لم يكن لديهما علم عن أن هذه هي الطريقة التي ستموتان بها، وأن أحدًا لن يحارب لكي يحصل
جانيهما على عقوبته.تخيلوا هذه الفاجعة: أن يكون منزلكِ مقبرةً
ستصبحين فيها يومًا جثةً صموتًا تحت المسيرة
الهائلة لأحياء العالم! لا يوجد وضع أشد رعبًا
من هذه الحياة التي امتلكتها أنا والفتاتان التي
ضربتُ بهما أمثلتي، وهذه العيشة تتكرر كثيرًا
على فتيات مختلفات بأعدادَ لا تحصى في
مختلف المدن والقرى والمحافظات العربية
ولا يوجد قانون واحد صارم يردع المجرم
عن جريمته داخل حقل الألغام الأسريّ، لهذا
كان علينا نحن البنات أن نلبس سترات
وخُوذ بمجرد دخولنا المنزل؛ البقاء في البيت دون
تلك المعدات هو محاولة انتحار صريحة.يالكِ من حياةٍ بشعة خطرة يا حياة المرأة التي لا تمتلك درعًا وسيفًا! كم هي حياة مؤذية والسلامة
منها وهم. كم أنتِ موجعة يا تجربة الوقوف
بظهرٍ عارٍ لمواجهة شر قادم من المنزل بينما
نصيبك من القوة والحماية يعاديانك أيتها العزلاء.كُتب من قبل: @Itznvam
Itznvam
أنت تقرأ
فضفضة بنت نسوية - DIARY -
Non-Fictionكنسوية أحب إعطاء رأيي أواجه العديد من المواضيع التي احب مشاركتها معك. في هذا الكتاب أعطي و أعبر عن رأيي. أدعوكم لمشاركتي و إعطاء رأيكم! حصلت على #١ في فضفضة حصلت على #١ في رأي حصلت على #١ في إلهام حصلت على #١ في فكره حصلت على #١ في نسوية حصلت ع...