لا احد يعرف من هي

448 25 7
                                        

الثقة ، كلمة من بضع احرف كانت المبدأ الاساسي لها ، كانت هذه الفتاة تثق في كلمة تنطقها ... افكارها كانت شيئا من المسلمات بالنسبة إليها و الاعتقاد في صحتها يعتبر اكبر جرم قد يحل عليها ، آمنت في صحة افعالها و بنت عالمها الذي لم يعد احد يجرء على طرق بابه ... كانت وحيدة ، طريقتها في الحياة جعلتها تتخلف عن القطيع او تتقدم عليهم بشكل اسرع حتى اضاعتهم ، و على الرغم من كل تلك العزلة و الفراغ احبت الحرية ، احبت الموسيقى التي لا يفهمها سواها و عازفها ، احبت ملابسا لا يلبسها سواها و خائطها ، احبت طعاما لا يأكله سواها ... كانت مختلفة ، لكنها اختارت عدم التكلف في شرح اسبابها طالما انها واثقة من سعادتها التي لا تحتاج لشخص فيها سوى نفسها التي تثق فيها ، اينما تحل فهي تغلق الابواب و تبعد عنها الضجيج الواقعي ... هي لا تريد احاديثا سطحية ، هي تكره ان يسألها احد عن الطقس ، هي تريد مساحة شخصية للتفكير في عالمها الخاص ... هي تريدا كتابا ، تريد انهاء الكتاب دون مقاطعات او الهاءات ، تريد ان تبكي بحرية و ثقة عندما تموت شخصيتها المفضلة ... هي تثق ان هذا الميت سيحظى بكل مشاعر الحزن لديها ، هي تشعر بالفرح عندما تختبر احاسيسها في القصص ، كانت واثقة انها تشعر بالحب حتى لو نعتوها بالباردة او المتحجرة ... هي فقط لا تجيد المبادرة بذلك في العالم الواقعي على عكس عالمها المبني داخل عقلها ، ارادت دائما ان يعلموا انها لا تكذب بشأن ذلك فهي تكره الكذب ، و لكن يبدو ان ثقتها في نفسها جعلتها شخصا لا يجيد قواعد اللعبة في الحقيقة .

هي ... شعرت بالتناقض ، هي تكره هذا الشعور و لا تستطيع للتفكير بشيء ما ، هي تؤمن في الحلول ، لكن إذا لم تجد حلا فهي ستفقد ثقتها في نفسها ... شعرت عالمها ينقصه البريق بسببهم ، ادركت انها فوتت حلقة ما من الثقة بالنفس و في عالمها ، لقد استمعت إليهم حقا و شكت في طريقتها في الحياة ... شعرت بالإحباط ، وقعت في دوامة اكتئاب كبيرة ، كان عالمها الخاص كل ما تملك ... شعرت ان مشاعر الحب لديها ستختفي إذا ما اقتربت من الحقيقة ، هي كانت تكره المشاعر الحقيقية ، هي كانت تعتبرها تدنيسا للمثالية اللامتناهية للمشاعر .

ماذا ستفعل هي بعد ان فقدت ثقتها العزيزة ؟

هي ... و بعد عناء و مشقة قررت اخيرا ان تثق في شخص يمنحها النصح و المساعدة ، لكن هي لا تعرف كيف عليها ان تثق في صحة اقواله ، هي اكتشفت انها لا تستطيع الوثوق به ، هي قررت الانسحاب و التفكير في شيء يرقع ذاتها ، فكرت ... و قررت تهديم عالمها و اعادة بناءه من جديد ، هي اشتاقت الى ذكرياتها الماضية و شغفها و ثقتها ، هي ادركت انها اخطأت بطلب المساعدة من الشخص الذي كان سببا في كل شيء ، هي وثقت من نفسها مرة اخرى و منحت فرصة لها لتقبلها ، هي ابتعدت مرة اخرى و بخطوات اكبر و اسرع .

هم لم يسمعوا عنها مجددا و هي عاشت بسعادة .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 25, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

خواطر مريض نفسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن