الحلقه التاسعه..

89 9 5
                                    

تقدمت سيلينا إلي ذلك الصف حيث يقف الجميع مُستمعين إلي حديث الدُكتور چاكسون وما يُلقيه اليوم من تعليمات فسوف يُبدأ العمل في الغد بَعد الجامعه حيثُ كل طالبٍ هُنا مُقدر له قَدر من المال سَيقوم بدفعه أولًا هكذا تكون التعليمات وبعدما إنتهت المُناقشه وقد طرح الطُلاب جميع أسئلتهم توجهت سيلينا إلي الخارج للمُغادره بصحبه إيميليا فركبوا السياره وإنصرفوا.

فتلكَ نسمات الهواء الخفيفه التي تُقابلها من النافذه تُداعب خديها الرقيقين وتُلامس خُصلات شعرها الأسود فتصطدم بعينيها فتُحدث لمعهً صغيره بهما وتتأمل ما أمامها بسكون تام وكأنها تُشاهد فيلمًا سينمائي وثمه أمر يًشغلُ عقلها المُضطرب بين الحقيقه والخيال يَطرح علي نفسه سؤالًا تلو الأخر مُتحير تمامًا فحين خروجها كانت تأمل بأنهُ سيُنادي عليها بإسمها الذي لطالما أحبت أن تسمعهُ منهُ هو،عساهُ سيُحادثها لكنهُ لم يفعل قط.

إستغرق الطريق ثلث ساعه وقد وصلت الأن فقامت بموادعه إيميليا وتوجهت بملامح عابسه لتفتح شنطتها وتُخرج تلك المفاتيح كي تدخل فتقدمت خُطوه نحو الباب تنظر أسفل قدميها فوقعت عيناها علي ما يُوجد بأسفلها

"يالا الهول جوابًا أخر! " ووجدت بجانبهُ وردهً جميلهً زرقاء فالتقطتهما بين يديها ودخلت بسرعه فألقت المفاتيح من يديها مع شنطتها بعشوائيه ثم جلست علي الأريكه الموجوده بالصالون وفتحت ذلكَ الجواب بسرعه مُتشوقه إلي تلكَ الكلمات التي لطالما أحدثت شئ بداخلها.

" إذا وقفت أمام حُزنك صامتًا
فالصمت في حرم الجمال جمال
جمال كلماتنا في الحُب تقتل حُبنا
فإن الحروف تموت حين تُقال "

قرأت تلكَ الكلمات فشعرت للتو برعشه صغيره مُفاجئه بجسدها فيبدو أنهُ واقعًا بغرامها فلا يقول الشعر إلا من صَدق إحساسهِ ثم قولهِ،فإنهُ بارع بإتقان إختيار كُل حرف وكُل كلمه تُكتب هُنا فإنهُ أنيق بإختيار كلماتهِ،فيبدو أنهُ يَعرف جيدًا مايفعله كي يميل قلبها لهُ !

كُلما تعمقت بتلك الكلمات وسَابقاتها وكُلما إزداد إحساسُهاوكُلما تزداد حيرتها شئ بشئ فكُل يومًا يمر عليها تتفاجأ منهُ يَفعل شيئًا جديدًا أخر يُثبت حقًا أنهٌ يقصدها بذاتها لا غيرها لطالما كانت الظنون تتلاعبٌ بها وبعقلها فتظن بأنهُ يُراسلها عن طريق الخطأ أو ربما يقصد شخصًا أخر،فكُل يومٍ تنتظر منه إعترافه بمن يقصدهُ بقصائدهِ ولكنه لا يفعل،فهل يعرفها حقًا وواقعًا بحبها أم يظنها فتاهً أُخري !

فلا تُصدق أن تلكَ الأبياتُ كُتبت من أجلها كان أبعد بكثير من مُخيلتها أن يُراسلها أحدًا الشعر حُبًا فيها،يُراسلها من أجل أن يحوز علي قطرهٍ من حُبها فهل هي الحقيقه أم الأوهام تتلاعب بها !

فأمسكت بتلكَ الوردهُ الزرقاء وتذكرت سام فجأهً مر علي بالها،وأخذت تستنشق رائحه الوَرده ببطء فإن تلكَ الرائحهُ المُنبعثه منها لا تتغيَر تلك الرائحه التي كانت تفوحُ من الوردهُ السَابقه فرُبما رائحه أحدًا تعرفهُ بداخلها ولكنها لا تتذكر من يكون،فأخذت تُمررها علي أنفها طويلًا تستنشقها وتستمتع برائحتها.

وبعدما كانت عابسه الوجه أصبحت بشوشهً في غايه الإرتياح لطالما شعرت بأن أحدهم مُهتمًا بها رغم أنها وحيده بذلكَ المكان ورغم البُعد إلي أن طيفهُ يُحاوطها،رغم أنها لا تعرفهُ حتي ولكنهُ يعرفُها جيدًا،فتستعجب منهُ أكثر وأكثر فكيف لهُ أن يُعطها كُل هذا الإهتمام دون أن تطلبهُ منهُ،ألهذا القَدْر هو سخيًا حقًا !

لقد زرع بداخلها نخبهُ أمل،نخبهُ حُب وحنان رغم أنهما لا يلتقيان ولا يُولد حديث بينهما ولكن قلوُبهما تتواصل دومًا فتلكَ الورده أعظم شئ إختارهُ دليلُا علي صِدق إحساسهِ دليلًا علي رقتهُ ورقه مشاعرهُ فتقول الأسطوره:
"إذا أحببت يومًا أنفق كُل ما بجيبكَ وإشتري وَرده"

وذلكَ اللون السماوي الذي يغمر الورده دليلًا علي تعلقهِ بنجمهٍ ما في سمائهِ، دليلًا علي تعلقهِ بعينيها !

سمعت سيلينا صَوت رنه الهاتف مُعلنهً عن إتصالًا أتاها فقامت هائمه علي وجهها لتري اسم مَنْ علي الشاشه فوجدتهُ رقم غريب عليها والأغرب أنه ليس الرقم الذي يُراسلها فقررت أن تُجيب عليه ففتحت وسمعت صوتًا رجولي ليس بغريب عليها إنهُ جدها دانيال.

" أهلا جدي كيف حالك لقد إشتقت اليك كثيرًا أخبرني هل كل شئ بخير معك! " قالتها سيلينا بسرعه دون ترك فرصه لإلتقاط أنفاسها.

" إشتقت إليكِ صغيرتي أتمني أن تكوني بخير حبيبتي "

" لقد إشتقت إليكم كثيرًا كيف حال امي وابي وإخوتي توماس وفرانك "

" الجميع بخير يرسلون قُبلاتهم لكِ،أخبريني كيف حالك أنتِ ماذا فعلتي بنيويورك لن تتخيلي كيف كان هذا الأسبوع صعبًا علينا " قالها دانيال بنبره حنونه.

" أووه جدي المكان هُنا ينقصه أنتم " ثم أخذت تُحادثه لساعات عده فلم تشعر بالوقت في الحديث معهُ وكأنها تسترجع ذكراياتها فتحكي أحداثًا قد مَضت ويحكي لها جدها عن شقاوه أخويها توماس وفرانك  والمقالب التي يفعلونها به وبأمهم وظلت تسمعه حتي لم تَعُد تشعر بنفسها...
" سيلينا... صغيرتي ..أين ذهبتي حبيبتي..
أوووه صغيرتي لقد نمتي ..حسنًا صغيرتي تُصبحين علي خير يا جميله "

لقد نامت سيلينا ولم تشعر بنفسها كعادتها فدائمًا تغفو عند محادثه جدها وكأن صوته وكلامه مُخدر لها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 07, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

" لوحه القيصر " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن