تحذير: كمية الأحلام التي في هذا الفصل جُمعت من عقول الكثير من المراهقات؛ لذا تجاوزه إذا أردت الحفاظ على عقلك.
تحذير آخر: لا تجربوا تطبيق ما ستقرأونه في منازلكم تجنبًا لحدوث خطر.
-------
سقط هاتفها منها مصطدمًا بالأرض لتنكسر شاشته وتتبلل بطاريته بعدما اصطدمت بأختها وبقوة، وما أجنّ جنونها هو فصلها الذي كانت تكتبه، فصرخت بأختِها بينما الغضب يعتريها:
-أكان عليك أن تظهري فجأة هكذا؟ لن أستطيع أن أكمل كتابة فصلي هكذا!
نظرت لها أختها بلا مبالاة واتجهت نحو الثلاجة قائلة:
-لا أحد سيقرأه على أية حال.
-لا تقولي هذا يا حقيرة! ستنفجر روايتي بالتصويتات والتعليقات، ولدى روايتي مليون مشاهدة لعلمك
-مليون مشاهدة وولا تعليق، الناس تخجل أن تعلق في رواية كروايتك أختاه.
صرخت المراهقة بوجه أختها وضربت على صدرها كالغوريلا العاضبة ومن ثم انطلقت لغرفتها بغضبٍ، فلو ظلت لدقيقة أخرى ستبدأ شجارا لن ينتهي.
وضعت هاتفها أمامها والغضب يعتريها، لا يهمها أن هاتفها انكسر قدر ما يهمها أن تنشر فصل اليوم، ولكن هل سيعوقها شيءٌ كهذا عن فعل ما تريد؟ لا وألف لا!
ابتسمت بخبثٍ وهي تخرج هاتفًا آخر من جيبها بينما تمتم:
-أنت السبب أختي، لو لم تصطدمي بي لما أخذت هاتفك بهذه الطريقة، فعملي ككاتبة روايات أهم كما تعلمين.
فتحت الهاتف ثم ضغطت على الأيقونة البرتقالية المميزة لتطبيقنا، فتحت رواية الدادي التي تقرأها حاليا -لتستلهم منها فصلا جديدا لروايتها- وباشرت بقراءتها، توقفت عند إحدى الصور التي تعرض شكله وسط الفصل: « يا إلهي كم هو وسيم.. آهٍ من عضلاته، أتاني الإلهام لفصلٍ جديد! لا ريب في أنه بطل قصتي الجديدة! ».
خرجت من رواية الدادي وصادفت رواية ما بغلاف أخضر والعنوان قد كتب بصورة واضحة وباللون الأحمر مما جعل الغلاف يشبه شجرة رأس السنة.
اعتراها الفضول لقراءة الرواية فهي تحب هذه الأغلفة كثيرا، تفقدت الفصل الأول، ولكن لم يطل بها الوقت حتى نطقت:
-رواية أبطالها ليسوا من المشاهير! ما هذا؟ إنها مقززة! مالمميز في رواية أبطالها ليسوا مميزين؟
خرجت من حساب أختها لما شعرت به من ملل، وسجلت بخاصتها وأخذت تبحث عن قصتها المنشودة لكن ياللمسكينة...
لقد وجدت أن السفراء حذفوا قصتها الجميلة!
وبعد سيلٍ من الشتم واللعن والتوبيخ وتلك الألفاظ الغريبة التي غادرت ثغرها قالت بقهر:
-دادي! لن أراك مجددا!
وكما يحمل الكُتاب «مفاجآتهم» للنقاد حمل هذا التطبيق مفاجأةً لهذه الفتاة.
