هِيغان-بَانا.

١ | الفصل الأول

أستغفر الله العظيم من كُل ذنبٍ عظيم.
قراءة مُمتعة.✨️

..

ثلجٌ كَثيف وسط نهارٍ مُخيف.

نسيمُ هواءٌ باردَ كان يَلفَح الأوجُه بينما الثّلج كان يُغطي بساطهُ الأبيض على الأرضِ كامِلة، فلن تعلم أين أنتَ ووجهتكَ الّتي سوف تكون باهتة

كان يَركض في الأرجاءِ هربًا بينما يغطيّ إبنتهُ بين ذراعيهِ بوشاحٍ حتى تشعر بالدّفئ بسبب أن البَرد قد غَطى المكان بأكمله، الرّؤية أصبحتْ معدومَة أمامهُ لكنهُ لا يزالُ يَسمع تلك الأصوات البعِيدة لذا إستمر بالرّكض أكثر

تعثرتْ قدمهُ ليسقُط أرضًا حتى حاول حمايّة إبنتهِ الّتي كان قد أغميّ عليها سابقًا، بدأ يزحفُ محاولًا النّهوض حتى أستوقفهُ شخصٌ طويل القامَة يرتديّ معطفًا أسود

"أرجوكَ ساعدنيّ، لا أريدُ من إبنتيّ أن تموتُ هنا!" كان يمسُك بقدمهِ ويتحدث بنبرةٍ راجيّة كون حياة إبنتهِ ستكون على المحك ما لَم يهرب من هُنا

"أتوسَلُ إليكَ! في كل عامٍ يقومونّ بتقديمِ طفلِ لعشيرة مصاصيّ الدّماء الحاكِمة، وهذا العام كانتْ إبنتيّ المُختارة ولا أرغب في تقديمها أرجوكَ ساعدنيّ!"

لَم يستمع إلى إجابة الآخر كان لا يزالُ واقفًا بلا حراكٍ، لكن فجأةً أمسكَ ليُحيط رقبتهُ ويضغط عليها بقوةٍ بواسطة يدهُ حتى أدركَ بأن رأسهُ قد إنفصل عن جسدهِ ليقعَ جثةً هامِدة..

كانت تلك أول مرةٍ فيهِ يقابلان بعضهما البغض، كانتْ فاقدةً للوعيّ ولا يوجد سوى ذلك الوشاح الطويل الّي يُغطي جسدها الضّئيل، إقتربَ بهدوءٍ حتى نزعَ مِعطفهُ ليلتَف حولها ثم يحملها بين ذراعيهِ ليكملِ سيرهُ نحو منزلهِ أعماقَ تلك الغابة

كان ذلك فقط لقاءُهما الأول، لقاء شَيطان مَنفيّ بقربانهِ الأول والوحيد!

..

- بعد مُرورِ ثلاثة أسابيع.

سطَعتْ الشّمس على منزلٍ صغير وسط غابةٍ كَثيفةٍ بالأشجارِ، فتِحتْ السّتائر من قِبل آيّا الصّغيرة حتى وضعتْ إناء فيه بَعض الزّهور لكي يستَنشقوا أشعة الشّمس تِلك

"لا يَزال الوقتُ مُبكرًا، لماذا أنتِ مُستيقظة وتبدينَّ على عَجلة؟!" إقترب منها شَمعدانٌ صغير يقفُ بخفةّ نحوها ليسألها عن سبب يقظَتها المُبكرة على غيّر عادةٍ

"تعلم بأنني لا أستطيعُ الخروج من هنا في وضحِ النّهار أو في عَتمة الليلِ، لذا ذاهبة لأتمشى باكِرًا!" أردَفتْ هي بصوتٍ هادئ عندما كانت تًعدِل على فُستانِها البسيط الّذي كانت ترتديهِ على الدّوام بينما تناولتْ سلة قشٍ قريبةً منها