أستَغفر الله العظيم مِن كُل ذنبٍ عظيم.
قِراءة مُمتعة.✨️..
"من المؤكد بأنهُ سيتركُ أشخاصًا يُراقبونَ المكان بعد رحيلهِ، سوف أذهب وحَسب لإخبارهِ بأنني لا أرغب بهذا حتى أتاكدَ من عدم إزعاجهِ لنا!" ربتَ برام قليلًا على رأس آيّا حتى إرتدى معطفهُ المُعلق ليقف ممسكًا بمقبض الباب
"لا تقوموا بفتحِ الباب لأي شخصٍ كان!" إختتم كلامهُ حتى خرجَ من المنزل مُتوجهًا نحو قصرِ الملك ليخبرهُ بأنهُ لن يُوافق على عرضهِ بدل أنهُ يريدُ أن يعيش حياتهُ رفقة آيّا دون إزعاجٍ..
"ما رأيكم بأن نلعبَ في الخارج، يبدو بأن الثلج قد توقف عن الهُطول!" علّقتْ آيّا حتى رأتْ بأن الجو مناسب للعب فيه بالخارج لكن هزّ الشّمعدان برأسهِ نافِيًا: "لكن آيّا، نخشى بأن يكون هناكَ شيءٌ خطير بالخارج، لا نرغب في أن تتعرضي للأذى!"
"لا بأس لا أحد بالخارج حتى!" أبصرتْ آيّا عبر النّافذة لتُغلقها ثم تَفتح الباب رويدًا لترى ما إن كان هناك شخصٌ ما مختبئًا خلفَ إحدى الشّجيراتِ والأشجار الكثيفة، إطمئنتْ بأن لا أحد هناك لذا خرجتْ قليلًا لتلهُو بالثلجِ
فجأةً، ودون سابق إنذارٍ، سمعتْ آيّا صوت خشخشَة صغيرة بين الشُجيراتِ، توقفتْ آيّا عن اللعب لوهلةِ حتى ركضتْ لتدخل المنزل وتقفل الباب، أبعدتْ السّتائر لترى ما إن كان هناك شخصٌ ما قادم
"من يكون؟!" سألتْ آيّا عندما رأت جُنديانِ يتقدمان نحو المنزل ويَنظُرها حولهما بين الحينِ والآخر حتى أردف الشّمعدانِ لها: "لا تبدو هذه كملابس حرسِ المملكة المُجاورة!"
"ألا يبدون من مملكة الجنوبية؟!" تسائل الفأر حين كان يقصد بأنهم حرس من مملكة البشر وليس مصاصيّ الدّماء لذا يبدو الأمر غريبًا كون لا يأتي أي شخصٍ منهم بالعادة إلى هذا الحد من الغابة..
"لنبقى هادئين ربما لن يأتوا إلى هنا!" همسَ الشّمعدان حتى رأوا بأنهم يقتربونَّ نحو المنزل أكثر، تفاجئوا عندما عرقَلَ الغراب حركتهم لكن أمسك أحدهم بسيفهِ وأخذ يلوحهُ حتى أصاب الغُراب ليقع جريحًا ثم تقدموا نحو المنزل أكثر
"آيّا عليكِ الهروب من هنا!"
فتحتْ آيّا نافِذة غرفتها حتى تحاول إخراج جسدها عبرها كون صوت تحطيمهم للباب قد تعالَى في الأرجاءِ، سقطتْ على ذلك الثّلج الناعم لتستقيم بسرعة وتهرب بعيدًا على أمل أن يعود برام بسرعة للمنزل
"من هذا الإتجاه بسرعة!" سار الفأر أمامها بسرعةٍ حتى تلحقهُ آيّا بأقدامها الصّغيرة لتُحاول الهرب بعيدًا عنهم، لكنها تفاجئتْ أكثر عندما سمعتْ أصواتًا قريبة مُتجهة نحوها!
أخذتْ تركضُ أكثر من المُعتادِ، شعرتْ بأن هناكَ شيئًا ما قد سحبها من ملابسها ليفزعها، كان أحد الحُراس الّذي وضع السّيف أمام عُنقها حتى لا تهربَ بعيدًا عنه
"لا أنويّ الذّهاب معكم!" كانت آيّا تحاول مُقاومةَ الرّجلان الّذي كانا يُحكِما الإمساكَ بها حتى قاما برميها داخَل العربة الّتي تُشبه قفصًا صغيرًا لكيّ لا تستطيع الإفلات من بين أيديهم خلال الطّريق والهربِ
لاحظتْ آيّا طوالَ الطّريق بأنهُ قد كان طويلاً، فقد مرّوا في عِدة قُرى وَوراءَ الكثير من الأسياجِ والبواباتِ حتى وصولهم إلى ساحة القصِر الواسعة، لكن الأمر كان بأنهم قد أخذوها نحو كنيسةً متواجدة بالقرب من القصرِ، لذا لم يبدو بأنها ستدخلهُ أبدًا
"هل تعتقد بأن السّيد برام سيأتي؟!" سألت آيّا الفأر الّذي كان بجانبها هو قام بالصّعود إلى العربة بسرعة قبل إنطلاقهم ليبقى معها ويحاول مساعدتها
"لا تقلقي آيّا! مؤكد بأن برام سيعرف بأنكِ هنا وسيأتي للمساعدة!" أردفَ الفأر ثم تمنى في دواخلهِ أن لا يُفسد برام الأمر ويكشف للآخرى بأنهُ مصاص دماءٍ
..
"سماحة الأب، سماحة الأب!"
صاح الحارس وهو يُهرول نحو الكاهن الّذي كان يَقف ويقدِم صلاواتهِ أمام ذلك التّمثالِ حتى إلتفتَ للخلف ليرى سبب مناداةِ الحارس لهُ: "تَفضل بُني!"
"سماحة الأب، لقد فعلنا ما طلبتهُ منا، لقد أحضرنا الفتاة الّتي تعيش في تلك الغابة!"
"أحسنتُم صُنعًا!"
..
كان برام عائدًا إلى المنزل بعد أن إرتاح قلبهُ بسبب الملك الّذي لن يزعجهُ مجددًا، لقد وافق على العمل تقريبًا لكن من جهة آخرى لن يَكون مسؤولًا حولَ قضية تقديم أطفال البَشر كقربانٍ لهم..
لكنهُ تفاجئ حين عاد ووجدَ باب المنزل مفتوحًا، تقدمَ بسرعة ليرى الغراب جريحًا ومُلقى على الأرضِ "ما حصل هنا؟!" تسائل برام
"برام!" قفز الشّمعدان من المنزل كونهُ لم يستطيع سابقًا الهرب مع آيّا والفأر فهو بطيءٌ جدًا مقارنة بهما لذا لم يرغب في عَرقلة طريقهما "لقد آتى مجموعة حرسٍ من مملكة البشر، لقد هربتْ آيّا مع ذلك الفأر لكنني أخشى بأنهم قد وصلوا إليها!"
"أرجوك لا تذهب لهناكَ وتفسد الأمر، ليس كل النّاس السّبب في أخذ آيّا من هنا!" أكمل الشّمعدان كلامهُ حيث قصدَ بأن لا يذهب للمملكة ليقتل أناسًا أبرياء لا دخل لهم بالأمر، لكن لاحظ الشّمعدان بأن أعينَ برام قد أصبحتْ مائلة للحُمرة وطالتْ أظافرهُ أكثر حتى صاح مُغادِرًا المكان بسرعة جُنونيّة:
"آيّا!"
..
أنت تقرأ
هِيغان-بَانا.
Vampireوسطَ الثّلوجِ الكَثيفة والشّتاء القارِص، وداخل أعماقِ الغابة وجدَ مصاص دماءٍ لنفسهِ رفيقًا لدربهِ. - مُكتملة. - بونقو سترآي دوقز. - برام، آيّا.