2

895 30 0
                                    

لبارت : 2
انهت هازان جولتها و ذهبت الى مكتبها لتكمل عملها،دق الباب و دخلت سكريتيرة المدير السيدة روان و قالت:آنسة هازان،جميع الكادر الطبي مطلوب ان بذهب الى مقر الاجتماع لأن المالك الجديد للمستشفى يريد الاجتماع بكم.تاففت هازان وقالت بين شفاهها:انه يوم اسود،انا احس به الآن. توجهت هازان الى الطابق الأول حيث قاعة الاجتماعات،كانت قاعة كبيرة تضم العديد من الكراسي و طاولة طويلة جدا.دخلت ووجدت معظم الاطباء موجودين، و ما ان لمحها الدكتور ياسين حتى اتى ناحيتها ليحييها.ابتسمت له و اشاحت بنظرها الى الجانب الآخر، فهي كانت دائما تضع مسافة بينها و بين زملائها بالمستشفى او لنقل بالأحرى مع الرجال بصفة عامة.فعدم التصالح مع ماضيها جعلها تنفر من الرجال و تمقت العلاقات بجميع انواعها.كانت هازان لازالت ملتفتة الى الوراء،و لهذا لم تشهد دخول المالك الجديد الى القاعة،احست بحركة سريعة واهتزاز الكراسي و فهمت ان الجميع ياخذ مكانه للجلوس، سمعت صوتا انثويا يقول:مرحبا بكم ،تفضلو بالجلوس لطفا.
جلست هازان وهي ترمق تلك السيدة الشقراء الجميلة و التي كانت تبدو قاسية بعض الشيء او بالاحرى تطغى عليها الجدية.بدأ الاجتماع الروتيني و طبعا هازان لم تكن تستمع لحواراتهم كالعادة،لكن فجاة بدق فلبها يدق بشكل عنيف و عقلها يقول لها:كفى هازان انت تهذين،انه ليس عطره،ليس هو فقط من يضع ذالك العطر،يحب ان تنسي،انسي لكي تسعدي بحياتك،انت مغمضة العينين وهي تحاول ان تسمع لصوت عقلها،لكن صوتا حقيقيا افاقها من سباتها لما سمعته يقول بصوته القاسي الذي لا تنساه ابدا:ايها الاصدقاء،آسف على التاخير،سانضم الآن الى احتماعكم فقد سبقتني زوجتي.فتحت عيناها لتجد رجلا وسيما اشقرا طويلا ذو عينان زرقاوتان ينحني ليقبل وجنة زوجته.التي جلس بجانبها.
كانت هازان غير مصدقة لما تراه،ففي البداية ظنته حلما كغيره او كابوسا،لاانها لا تدري هل تفرح لرؤيته ام تحزن،فكلما هي متاكدة انه يعتبر من سبب من اسباب ماضيها الأسود. كانت خاءفة وهي تنظر اليه،فهل سيتذكرها يا ترى؟لقد مرت سبع سنوات،تغيرت فيه و نضجت من فتاة مراهقة فقيرة ،ضعيفة ،منهزمة ذو 18 سنة الى امراة قوية ،جميلة،طبيبة،متفانية بعملها و مسؤولة عن نفسها.اما هو فلم تتغير ملامحه كثيرا،لما قابلته كان 24 سنة،كان لا يزال شابا طاءشا،ثريا،مدللا ،قاسياو مستهتراكانت القساوة و الغطرسة لا تزال بادية على وجهه،كما انه زاد وسامة بهاته السبع سنين و خصوصا لما كبر ذقنه.

لم انساكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن