5

747 30 5
                                    

لبارت : 5
تمددت هازان فوق سريرها بعدما اطفات الضوء و حاولت النوم،لكنه جافاها ،بدات تتقلب في فراشها و هي تحاول نسيان صراخها بتلك الليلة،لقد كانت مشاجرة دامية بينهما،فقد كادت تقتله تلك الليلة،فلو تعرف عليها،فستكون نهايتها بالتأكيد. تذكرت امها عندما كانت تقول لها دائما :ابنتي لا تجعلي الأغنياء يتحكمون ويدلونك،كوني سيدة نفسك هازان و لا تدلي نفسك لأحد، كوني مستقلة بذاتك و انهي دراستك فهي ستنفعك بالاخير،ادرسي هازان حتى تستطيعين اعالة نفسك،انضري لأولئك الفتيات،عندما لم يدرسن فاما يعملن بالسرقة او الدعارة،لا اريدك ان تصبحي مثلهم،عديني يا ابتني.
مسحت دموعها وهي تقول بصوت خافت:لقد حققت حلمك يا امي لكن للأسف لست معي.
افاقت بالصباح متوعكة،استحمت رشفت كوب الكبوتشينو وتوجهت مسرعة الى المستشفى فهي لا تريد ان تتاخر عن العمل و تضطر لمواجهة دالك البغيض،فكلما كان رؤيتة لها فليلة كلما شل في تذكرها.وصلت و ركنت سيارتها ثم دخلت سريعا الى جناحها بعدما لبست مءزرها الطبي.التقت ببتول
التي قالت لها:اوه هازان هانم،مبكرة هذا الصباح،يبدو انك خفت من المالك الجديد.
هازان:انا لا اريد مشاكل مع ذالك المتعجرف.
بتول:و لما تنعتينه هكذا؟انه انسان عملي فقط،ثم وسيم أيضا، مؤسف فهو متزوج.
رمقتها هازان بغضب وقالت:مؤسف؟لماذا؟هل كنت تظنينه انه سيتزوجك او ينظر اليك اذا لم يكن متزوجا؟انسي حبيبتي،فامثاله لا يتزوجون الا الفتيات الغنيات للتي من طبقتهم.
اجابها صوت من خلفها:معك حق،و ما العيب في ذالك،؟هل تمانعين؟
انتفضت كل من بتول و هازان لسماع صوته الغاضب،بقيت كل واحدة تنظر للاخرى فقد قبض عليهما بالجرم المشهود.
اقترب منهنا وعيناه ترمقان هازان بغضب و قال:مخصوم من اجرتكما أسبوع، و مرة اخرى لن اكتفي بهذا فقط،فساطردكما و أشوه سمعتكما المهنية بحيث لن تستطيعا العمل بمستشفى آخر. لان حياتي ليست محط نميمتكما.هيا انصرفا الى عملكما.
اسرعت هازان وبتول الى قسم طب الاطفال و هنا يلهثان من كثرة ارتباكهما .
بتول:اللعنة،اللعنة،انه فعلا متكبر و قاسي.
هازان:لقد قلت لك ذالك.
بتول:من اليوم فصاعدا لن اتحدث عنه بالمستشفى،فانا محتاجة كثيرا للمال ،انت تعلمين ظروفي و ظروف زوجي و الاولاد.
ربتت هازان على كتفها و قالت:معك حق،انتبهي على عملك،فهو لم يكن يمزح البتة لانني اعرفه جيدا.
بتول:ماذا؟هل تعرفينه حقا؟
هازان بعدما ادركت حماقة ما نفوهت به:لا اقصد اعرفه شخصيا و انما اعرف امثاله كيف يفكرون.هيا الى العمل الآن

لم انساكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن