أُحِبُّكِ يا لَيلى مَحَبَّةَ عاشِقٍ عَلَيهِ جَميعُ المُصعِباتِ تَهونُ
أُحِبُّكِ حُبّاً لَو تُحِبّينَ مِثلَه أَصابَكِ مِن وَجدٍ عَلَيَّ جُنونُ
أَلا فَاِرحَمي صَبّاً كَئيباً مُعَذَّباً حَريقُ الحَشا
مُضنى الفُؤادِ حَزينُ قَتيلٌ مِنَ الأَشواقِ
أَمّا نَهارُهُ فَباكٍ
وَأَمّا لَيلُهُ فَأَنينُ لَهُ عَبرَةٌ تَهمي
وَنيرانُ قَلبُهُ وَأَجفانُهُ تُذري الدُموعَ عُيونُ
فَيالَيتَ أَنَّ المَوتَ يَأتي مُعَجِّلاً
عَلى أَنَّ عِشقِ الغانِياتِ فُتونُ.
ليلى؟
نعم.. تلك الفتاة المحظوظة، حبيبة الشاعر (قيس بن المُلوَح)، تغنّى بليلاه مُعبّرًا عن حبه لها بكلمات تناسقت مكونةً شعرًا عاطفيًا.
وحديثنا عن الأدب العاطفيّ، شعرًا ونثرًا.
فجهّزوا قلوبكم، وهيّئوا أذهانكم وجانبكم العاطفيّ لرحلة سأكون أنا «أفروديت دو ريتشي» مُرشدَتكم بها، ومن غير إلهة الحب والجمال أفروديت قادرةٌ على إيصال هذا النوع من الأدب لكم؟
لا يشك أحدٌ في أن العاطفة عنصر هام من عناصر العمل الأدبي، ووجودها في كل عمل أدبيّ شرط لازم، لا يختلف عليه اثنان، إنما الاختلاف في طبيعة هذه العاطفة، ومقدارها ونوعيتها... فثمة عواطف مانعة، قلِقة، هائجة، مضطربة، صارخة، وعمياء.. وثمة عواطف رصينة، جدّية، واعية، هادئة هدوء الموج في أيام الصحو... والسؤال الذي قد تودون طرحه الآن: أي نوعين أفضل، وأقرب إلى طبيعة العمل الأدبي الصحيح؟
- إن العاطفة الأدبية المُتزنة هي التي يُؤْثرها النقاد ويطلبونها، بعكس العاطفة المانعة التي لا تستطيع أن تتماسك أو تقف على قدميها.. هي كالشمس المتوهجة التي تغشى البصر، والآلام الكبيرة إلى تحطم القلوب والأجسام.. العاطفة العنيفة تشلُّ التفكير، وتُضعِف التصور، فلا يُرجى منها في ميدان الأدب خير.. ومن المعروف أن العواطف الحادّة العنيفة تحمل المعبّرين بها على الإكثار من علامات التعجب والاستفهام والفواصل والنقاط الكثيرة.
أما عن النوع الثاني وهو العاطفة الطبيعية، لا تكون مُتسرعة، ولا تُستخدَم من قِبل النزعات السياسية والمذاهب الاقتصادية أو الدينية؛ لئلا تصبح رخيصة، تُستعمل كمطية لبلوغ المآرب، ومن هنا جاء عدم تقييمنا لشعر المدح الذي قاله أصحابه وهم يتمسحون بالأعتاب لقاء صلة رخيصة من مال أو متاع.
ولنركّز على أمرٍ مهم..
أول ما يجب أن تتسم به العاطفة الصحيحة هو الإيحاء؛ ولذلك كانت الآثار الفنية أشد إيحاءً من غيرها لتعدد المؤثرات التي تتضمنها، قابل بين صورة شمسية لأحد المناظر الطبيعية وأخرى فنية للمنظر نفسه، تجد أن الصورة الفنية أكثر إثارة لأحلامك ومتعتك وتفكيرك؛ لتعقدها وتعدد المؤثرات فيها بما أضاف إليها الفنان في شخصيته ونظرته الخاصة.
الأدب شعرٌ ونثر، سأطرح كليهما عليكم، ولكن بدايةً سأتناول النثر، وخاصةً ما يفتح شهيتكم من النثر الروائيّ.
فالرواية الرومانسية هي: نوع من أنواع الأدب الراقي، والتي تُعتبر من أكثر أنواع الأدب انتشارًا وقراءةً خاصةً في العصر الحديث، وأول من ابتكر هذا الشكل من أشكال الرواية هو الأديب الفرنسي (ڤيكتور هوجو)، حيث حُولت الكثير من هذه الروايات إلى أفلام سينمائية حققت نجاحًا هائلًا ونسبة مبيعات عالية.
وتغلب على الرواية الرومانسية قصص الحب والعشق، ولا تصبُ اهتمامها على مشاكل المجتمع أو قضاياه؛ فهي تركز على العلاقات الاجتماعية السائدة بين الرجل والمرأة، وأسمى المشاعر التي تجمع بينهما.
حيث يشير بعض النُقاد إلى أن الهدف من الرواية الرومانسية هي: تقديم شيء من التسلية والمتعة للقارئ، ولكن هذا الرأي خاطئ؛ إذ إن هذه الرواية تقدم قضايا مهمة في المجتمع، حيث تناقش العلاقة الاجتماعية التي تربط بين الرجل والمرأة والتي تؤثر تاثيرًا كبيرًا على المجتمع ككل، وعلى العلاقات السائدة في ظل هذا المجتمع.
وقد اخترتُ لكم مجموعةً من أشهر الروايات الرومانسية الحديثة، منها:
- رواية (الأسود يليق بك).
رواية للكاتبة الجزائرية المشهورة (أحلام مستغانمي)، والتي صدرت في عام ٢٠١٢، عن قصة حب بليونير لبنانيّ ناهز الخمسين من عمره أُعجِب بمغنية جزائرية.
- رواية (الحب في زمن الكوليرا).
رواية للكاتب الكوليمبي (غابريال ماركيت غرسياتوري)، عن قصة حب رجل وامرأة منذ سن المراهقة وحتى بلغا السبعين من عمريهما.
- رواية (عصر الحب).
رواية للروائي المصري الحاصل على جائزة نوبل في الأدب (نجيب محفوظ)، عن قصة سيدة أرملة صنعت تاريخها بيدها.
- رواية (كبرياء وتحامُل).
رواية للكاتبة الإنجليزية (چين أوستن)، والتي صدرت لأول مرة عام ١٨١٣، عن قصة عائلة مكونة من أب وأم وخمس بنات، وتحاول الأم جاهدة تزويج بناتها الخمس وإيجاد الأزواج المناسبين لهن.
هذا عن النثر العاطفيّ، وأنتقل بكم استكمالًا لرحلتنا في بحور الشعر، وتحديدًا الشعر العاطفيّ..
يُعد الشعر العاطفيّ من أكثر أنواع الشعر تأثيرًا في النفس؛ فجميع مواضيعه تدور حول الحب وعذابه، والتعبير عن معاناة العشّاق، وآلامهم وأشواقهم أثناء البُعد والهجر، مما يُشعِر القارئ وكأنه يعيش مع الشاعر ومحبوبته فيعطف عليهم تارة، ويلومهم على هجرهم تارة أخرى، ولقد كُتبت قصائد كثيرة في الشعر العاطفيّ، فكانت من أحلى القصائد التي تحكي عن العشق والعاشقين جمعتها لكم عناوينًا:
- قصيدة (أحبُكِ يا ليلى)، للشاعر (قيس بن المُلوَح).
- قصيدة للشاعر (جميل بن مُعمر) في حب بُثينة.
- قصائد الشاعر الرومانسي (نزار قباني)، وأشهرها (سأقول لكِ: أحبُكِ).
- قصائد الشاعر الغزليّ (محمود درويش)، وأشهرها (سألتُكِ!).
- قصائد الشاعر الغزليّ (ابن الساعاتي)، وأشهرها قصيدة (هيفاءُ تقتل عُشاقها).
رحلتنا العاطفيّة سأوقفها إلى هذا الحد؛ حتى لا تُصاب قلوبكم بالجفاف.
وختامًا أصدقائي، شاركونا أقرب القصص العاطفية لقلوبكم خارج الواتباد وداخله!
مُرشدتُكم إلهة الحب «أفروديت دو ريتشي) تغمركم بلعنات حُبها..
أنت تقرأ
صِحَاف وزمر
De Todoلأن العلم تراكمي، ولأنه كان لزامًا علينا أن ننقل المعلومة بتصرف، وبرونقٍ إبداعي! صِحَاف وزمر، إنه البوابة التي تأخذك لعالمٍ من الصحف والمقالات، التي تثري معرفتك وتساعدك على الفهم والإحاطة.