°|الكتب الصوتية°|

257 23 32
                                    


مع مرور الزمن، تظهر أشياء مختلفة غريبة لم نظن يومًا أنها ممكنة، نتخيل طفولتنا فنجد في حاضرنا اختلافًا تامًا في الحياة وطريقة العيش، تحدثنا جدتنا عن حياتها في الماضي فنستشعر هذا الفرق الشاسع.

فأحببنا أن نزيد معلوماتكم ونعرفكم أكثر على شكل جديد من أشكال الحداثة التي نعيشها، ونبدأها بتساؤل:

هل يمكن أن تسمع صوت الكتاب الذي تقرأه؟

تسمع نبرة صوت بطل الحكاية الذي  يعتقد أن المال أهم من العائلة، أو صوت الزوجة التي تصيح في حنقة من زوجها،  صوت فلاحة إنجليزية قديمة.

تسمع صوت السفن والقطارات، والأصوات التابعة من رحلات سندباد، همسات نابعة من حياة الإغريق القديمة. بمعنى آخر أن تسمع الأصوات التابعة من كتابك الذي تقرأه.

بعض الناس لا تستطيع أن تتخيل أو تعيش الحياة الأخرى، البعض يحتاجون لصوتٍ حقيقي يخبرهم عن هذه الأمور، أصوات نسمات الريح في القصة وهطول المطر، أصوات الأبواب تغلق وتفتح.

لكن مهلًا، أصوات من كتب؟

أجل أصوات من كتب!

يوجد الآن ما يسمى بالكتب الصوتية، و لكي نعطيها تعريفًا منمقًا، سنقول أنها الكتب التي لا تراها بعينك؛ بل تسمعها بأذنك من شخصٍ يقرأها لك، كما تقرأ الأمهات القصص لأطفالها، لكنك للأسف لم تعد طفلاً، لكن يوجد من يحل بديلاً لها، هذه الكتب!

الكتب الصوتية هي التي يسجلها شخص ما بصوته، يقرأ النصوص حرفيًا، يسرد كل حرفٍ، ويعطي لهذه الكلمات إحساساً آخر مختلفاً، تشعر وكأن هذه الكلمات تتجلى أمامك، أو الشخصية المتكلمة هنا تسمعها.
غير المؤثرات السمعية التي أصبحت مستخدمة في هذا النوع من الكتب؛ لتمكن القارئ من عيش اللحظة بشكلٍ تام متكامل.

قد تسأل نفسك، لم قد تتواجد كتب بالصوت؟

الكتب الصوتية توجد للأشخاص الذين يملون من القراءة، هنالك من يمل سريعًا من الهدوء -وهي طباع بالبشر- فلا يستحكم بنفسه ويغلق الكتاب سريعًا، ولكن تأثير السمع مختلف عن النظر، وبالإضافة أنها تساعد الذين لا يرون، أي أن المكفوفين الذين لا يستطيعون الرؤية، يستخدمون الكتب الصوتية، ليست بالشرط أن تكون رواية، أي كتاب مكتوب يمكن أن يُسجل، وقد بدأ الأمر منذ ثلاثينات القرن العشرين، وكانت تسجل للمسرحيات أولاً، وحتى لو تلاحظون في المذياع، أحيانًا قد تستمع لمسرحية كاملة دون رؤيتها، كمسرحيات فيروز وابنها زياد رحباني.

من فوائد هذه الكتب أنها حتى تساعد على تركيز أثناء القيادة، أو أثناء الطبخ، أو حتى تنظيف الغرفة؛ فتبقي الذهن صافياً و تجعلك تركز أكثر، وتكون عملية  بالكثير من الأحيان غير أنها تساعد المكفوفين أو المصابين باضطرابات قوية في العين أو حساسية معينة على القراءة!

صِحَاف وزمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن