[ ساحر النّساء ]

811 65 11
                                    

ولو شاء القدر..
والتقيت بمن يحبّك وتحبّه، فقد لا تحبّكم الحياة معًا.
_

كان خوليان آلفاريز جالسًا في حديقة كلّية الهندسة بجامعة فالنسيا. يقلّب هاتفه متململًا، حين مرّت بجانبه فتاةٌ شقراء ذات جمالٍ باهر، ترتدي قميصًا قصيرًا يحمل رمز العلم الأمريكي وسروال جينز، ألقت نظرةً جريئةً عليه قبل أن تصعد السّلالم نحو المكتبة، ابتسم خوليان في سرّه لتلك الدّعوة.

هناك نوعٌ من النّساء تعتقد أنّ إظهارها لرغباتها على الملأ قد يجعل الرّجل يقع على قدميه. فالشّائع أنّ جميعهم يضجرون من الرّكض خلف أنثى لا تمدّهم بأدنى اهتمام، لكنّ هذا خاطئ. كلّ ما يعجب الرّجال في المرأة هو غموضها والعراقيل التّي تضعها أمامهم كي يظفروا بها في النّهاية. قد لا تكون بذاك الجمال لكنّها لو عرفت كيف تغوي لحتمًا وجدت طريقها نحو قلب أيّ رجلٍ عادي. لكنّ خوليان لم يكن مثل البقية، كان يعرف طبيعة الإناث ويدرك لعبتهن قبل أن تبدأ حتّى، يستطيع قراءة أفكارهن المستميتة للحصول عليه للحظة، لليلة، لحياة.
هل يبالي؟ بالطبّع لا لكنّ غروره رضي برؤيتهن ينكسرن محاولاتٍ نيل اهتمامه، ربّما كان مجنونًا، لكنّه لم يجبرهنّ على أيّ شيء، وقبل أيّ علاقة كان يخبر الفتاة أنّه لن يلتزم معها، أوضح رغباته بكلمةٍ واحدة يسمّينها «وقاحة» ويدعوها هو «صراحة»، لم يكذب أو يخدع أيًّا من الفتيات اللّواتي قضى وقتًا طيّبًا برفقتهن، إذا غضّينا البصر عن الطّرق التّي استغلّها لجذب اهتمامهن بالطّبع. وصفة ساحر النّساء، الفتى العاشق.

«في وقتٍ آخر عزيزتي»

قرّر تجاهل الشّقراء وتوجّه نحو سيّارته المركونة جانبًا، كانت سيّارة إيبيزا بيضاء اشتراها والده قبل سنوات، اعتاد قيادتها في أوقات فراغه، حين لا يكون ضغط العمل يسحق كاهله.

أوقفها أمام مبنى كلّية الحقوق حيث خرجت مجموعاتٌ كبيرة من الطّلبة للإستراحة، بحث بعينيه عن صديقه جوزيف روبيو، كان الشّاب ضخم البنية يجلس رفقة صبيتين. استطاع التّعرف على إحداهما، فقد كانت معظم أحاديث رفاقه تدور حول مؤخرتها الرّائعة ووجهها الجذّاب، رغم ذلك لم يراها مناسبةً كفاية لذوقه، لقد بدت مصطنعة ومغترّة بكلّ الاهتمام الذّي تلقاه.

رنّ هاتف جوزيف بجانبه، كان خوليان يحاول جذب انتباهه دون أن يجلب الفتاتين الثّرثارتين رفقته وقد فهم صديقه الرّسالة، استأذنهن بلباقة واتجه حيث يقف.

قال جوزيف بعدما سلّم على رفيقه

«أعتذر كنّا منغمسين في مناقشة حول الدّرس»

حكّ ذقنه مضيفًا

«تريد أن تنضم إلينا؟»

الملائكة تسقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن