لا لحم الإنسان يُؤكل
ولا جلده يُلبس
فماذا فيه غير حلاوة اللّسان؟
_اتّصلت هيفن بآنجلين لتطلعها على آخر الأخبار، رغم أنّ هذه الأخيرة غالبًا ما تستقبل ثرثرتها التّي تدوم لثلاث ساعاتٍ بهمهمات وكلماتٍ مقتضبة إلّا أنّها تستمع إليها وفي بعض الأحيان تنصحها أيضًا. لا تستطيع أن تكذب على نفسها، كانت تحبّ هيفن ولو أنّها شعرت بالغيرة من حظّها السّعيد، فقد امتلكت كلّ ما أرادته يومًا : عائلةٌ دافئة، أموالٌ لا تنفذ وقبولٌ اجتماعي. كانت بنات جنسها -وهنّ أهمّ من الشّباب حين نتحدّث عن علاقات الصدّاقة- يعاملن هيفن بلطفٍ بالغ، على عكس آنجلين، التّي لطالما تُوجّه إليها نظراتٌ حذرة أو كلامٌ يسمّ البدن. لكنّ هيفن لم تفعل أو تقل شيئًا من ذلك، أحبّتها وتقرّبت منها دون فضولٍ زائد.
«وهكذا أنا محتارة فيما أرتدي..ما الذّي يرتديه النّاس في حديقة الألعاب بالعادة؟»
«علي أن أسأل من يكون المحظوظ أوّلًا، هل هو شخصٌ نعرفه؟»
ابتلعت هيفن ريقها بصعوبة، وعدت خوليان ألّا تخبرها بتقاربهما لأنّ ذلك سيبدو كخيانة خصوصًا وأنّ آنجلين لا تطيقه.
«لا..أنت لا تعرفينه»
«إذن ارتدي شيئًا يجذب أنظاره، فستانٌ قصير بلونٍ فاقع»
«لا أحبّ الألوان الفاقعة»
عارضت هيفن وهي تنظر لملابسها الكثيرة«إذن ارتدي الأسود، إنّه أنيق وجاذبٌ للأنظار بما يكفي»
«هل تعتقدين أنّ علي أن أصبغ شعري؟»
تقلّبت آنجلين في فراشها
«هيفن إنّه مجرّد موعد، لن يطلبك للزّواج فورًا»«لا..لا..نحن صديقان فقط»
«لا وجود للصّداقة بين الفتيان والفتيات»
عضّت هيفن على شفتها
«وماذا لو كانت كذلك؟»«يعني أنّه ليس مهتمًّا بك»
أخبرتها بصراحةلو علمت أنّ من تتحدّث عنه هو خوليان فحتمًا سيكون لها قولٌ آخر، لكنّها اعتقدته مجرّد شابٍ يريد استغلال صديقتها الوحيدة، لم تكن لتسمح باستغفالها ببساطة.
«اسمعي..لا تفكّري في الأمر كثيرًا، فقط استمتعي»
قالت أخيرًا وودّعتها مغلقةً الخطّ لكنّ اتّصالًا آخر سرعان ما أضاء شاشة هاتفها. كان ذلك إيلي في وقته المعتاد، يتّصل بها كلّ أمسية منذ منحته رقمها، حشرت وجهها في الوسادة.
أنت تقرأ
الملائكة تسقط
Lãng mạnتعيش آنجلين تشافيز حياتين، واحدة تكون فيها ابنة بائع القرية المتزمّت وأخرى تصبح فيها ابنة رجل أعمالٍ كثير السّفر. بعالمٍ من المعايير المزدوجة سلّط أنظاره عليها تنجح في إخفاء حقيقتها لكنّ تصادماتها الأخيرة مع خوليان آلفاريز، الشّاب الوحيد الذّي رفضها...