[ لمسة سحر ]

492 42 48
                                    

الفقر ليس عيبًا، لكنه في عالمٍ لا يرحم، يبدو كما الخطيئة.

_

أنهى خوليان دروسه وعزم على شرب كأس شكولاطةٍ ساخنة قبل أن يتوجّه لمحلّه. دخل مقهى كلّية الهندسة وجلس بعيدًا عن الطّلاب المتجمعين هناك، فلم يكن في مزاجٍ ليحادث أحدًا أو يغازل أيّة فتاة ليس وقد أمضى ليلته بالفعل مع واحدة.
كانت ظهيرة يوم الأربعاء مشمسة برّاقة وباردة، وصلته رسالة من رفاييل يبحث فيها عنه ومرّت عدّة دقائق قبل أن يقبل هذا الأخير وعلى وجهه ابتسامةٌ لامعة، لم يكن طول رفاييل يتجاوز كتف خوليان وقد سخر منه كثيرون بسبب ذلك لكنّه عوض ذاك النّقص بقدرته الرّهيبة على جذب السّيدات وتحوير الأكاذيب لجعلها حقيقةً مطلقة.

«أنت هادئٌ أكثر من اللّزوم هذه الأيام، ما الذي أصابك؟»

عبس خوليان وهو يحرك قهوته بملعقةٍ صغيرة
«لا شيء»

«أعرفك بشكلٍ أفضل من أن أصدق ذلك. هل الأمر يتعلق بـ (تعرف من) مرّةً أخرى؟»

سأل رفاييل وعيناه تستطلعان الفتيات حولهما في ثيابهن الخفيفة وأحذية ماري جاين السّوداء الرّائجة في ذاك الوقت من السّنة، كان يبحث عن طالبةٍ حادثها عبر الأنستغرام واتفقا على اللّقاء هناك.

« لا يتعلق الأمر بها. لقد كنت مشغولًا بعض الشيء بالعمل مؤخرًا»

أطلق رفاييل ضحكةً ساخرة
«صحيح. وتزامن هذا الانشغال مع وجود امرأة ذات شعرٍ أسود في حياتك»

انقبض فك خوليان، هو يعلم جيدًا أنه لم يكن يخدع أحدًا.

«أنت تبالغ كالعادة»
أخذ رشفةً من قهوته لتجنب الإجابة.

«أوه، هيا!»
مازحه رفاييل
«لا يمكنك خداعي خوليان. أعرفك كظهر يدي ومن الواضح أن آنجلين تشافيز، حسنة السّمعة بالطّبع قد تمكنت من ترك أثرها عليك»

«ليس وكأنني أستمتع بذلك. إنها أكثر شخصٍ لا يطاق قابلته في حياتي»

«عن تجربةٍ شخصية أوافقك لكنّ راؤول لا يشاركك في ذلك»

رفع رأسه ببطء
«حقًّا؟ ماذا قال؟»

«ليس الكثير. تعرف طبيعة راؤول، لكن في آخر مرّة ذكرها أحدٌ في المجموعة تفادينا حصول شجارٍ بشقّ الأنفس»

تغير تعبير وجه خوليان عندما ذكر قتالًا شارك فيه راؤول، كان صديقه من يفضّ الشّجارات غالب الأحيان لا من يصنعها.

«قتال؟ بسببها؟»

أومأ رفاييل برأسه وتحدّث بنبرةٍ جادة

الملائكة تسقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن