Something In The Rain | TK

«nine»

جونغكوك يفتقدُ زهورهُ، لقد أمضى اليومَ بأكملهِ رفقةَ تايهيونغ وهذا يعني أنّه أمضى يوماً كاملاً مع شعورهِ بالأمان.

يفترضُ بهِ أن يكونَ نائماً الآن كما هو الحالُ مع تايهيونغ؛ كانَ جونغكوك يستمعُ لأنفاسِ الآخر المُنتظمة في الأسفل بعدَ أن أصّرَ تايهيونغ على أن ينامَ جونغكوك فوقَ الأريكة بينما يأخذُ هو الأرض.

لم يَقم لمرةٍ واحدة بذكرِ غرفةِ نومهِ وجونغكوك كانَ مُمتناً لذلك.

الوقتُ مُتأخر، جونغكوك يدركُ ذلك وعلى الرُغم من هذا هو لا يزالُ يحدقُ في السقف المُظلم؛ نحو الظِلال المتموجة، لا يستطيعُ النَوم، بالإضافةِ إلى أنّهُ يفتقدُ أزهارهُ.

أصبحَ يتذكرُ ذهابهُ إلى الحديقةِ في موعدٍ مع حبيبهِ، قبلَ أن يتحولَ كُل شيءٍ إلى لعنَة، كانت الحديقة تقعُ في القُربِ من شقةِ تايهيونغ.

لذا فإنّ جونغكوك نهضَ من مضجعهِ قبلَ أن يرتدي السُترة التي كانَ قد أعطاهُ إياها تايهيونغ سابقاً، الأكمامُ كان طويلةٌ قليلاً بحيثُ أنها قد غطتْ أطرافَ اصابعهِ مما جعلهُ يشعر بالأمان.

فكرَ بأن يقومَ بقطفِ بعض الأزهارِ من تلكَ الحديقة ومن ثُمّ اعطاءِها لتايهيونغ؛ الطقسُ باردٌ قليلاً لكنّهم ليسوا في فصلِ الشتاء، يمكنهم وضعُ الأزهار في مزهريةٍ ووضعها إلى جانبِ إحدى رُسوماتِ تايهيونغ، إبتسمَ جونغكوك لأفكارهِ هذه.

ارتدى جونغكوك حذائهُ وقررَ عدمَ تركِ مُلاحظةٍ خَلفه، هو سيغادرُ لعدةِ دقائق فقط بالإضافةِ إلى أنّ تايهيونغ غارقٌ في نومٍ عميق.

شعرَ جونغكوك بالحُرية تزامناً مع خَطوهِ لإولى خطواتهِ خارجَ الشقة، درجةُ حرارةِ الهواء مثاليةٌ تماماً وللمرةِ الأولى هو ليسَ خائف منَ الظلام.

كانَ الطريقُ إلى الحديقةِ قصيراً يزينهُ أفكارهُ الهادئة ووجودهُ المُسالم.

لقد استمرَ في التَفكير في تايهيونغ، وفي كيفَ أصبحَ يشعرُ بالأمانِ والهدوء طيلةَ مُكوثهِ في منزلِ تايهيونغ، لكنّه لا يستطيعُ البقاء هُناك إلى الأبد، أليسَ كذلك؟ في نهايةِ المَطاف يجبُ عليهِ أن يُغادر، فهو لا يُريد أن يكونَ مُتطفلاً.

و طيلةَ سيرةِ هو تظاهرَ بأنّه يغادرُ بعيداً، بعيداً عن الأمان، بعيداً عن السعادةِ، وبعيداً عن ذاتهِ، بعيداً عن تايهيونغ؛ يتظاهرُ بأنّه لنْ يعود.

كانَ يتخيلُ تايهيونغ عندما يستيقظُ صباحاً بلا أيّ ملاحظة، بلا أي تَسفير، وبلا أيّ أثرٍ للفتى الذي ظنّ أنّه السَماء، تَصور أن تايهيونغ لن يراهُ مجدداً أبداً وأنّه لن يَرى تايهيونغ مرةً أخرى.