«fourteen»

1.9K 208 97
                                    

كانَ الصباحُ مُشمساً ودافئاً حيثُ قررتُ زيارةَ مَقهى نامجون ، رَحب بي الهواء الُمعطر برائحةِ القهوة العَبقة حيثُ يعدُ فرصةً للهروب من رائحةِ الطلاء ، أول من رأيتْ كانَ سوكجين؛ الشَخص الذي ذكرني بالأرض.

"تايهيونغ" صاحَ نامجون "أنتَ حيّ" ابتسامةٌ صغيرة وجدتْ طريقها إلى ثَغري ، كانَ سوكجين يقفُ إلى جانب نامجون بينما يلوحُ لي بخِفة  حيثُ لوحت لهُ بدوري أيضاً ، كانَ المَقهى فارغاً كالعادة لذا قامَ كلٌّ من نامجون وسوكجين بالجلوسِ معي على ذاتِ الطاولة.

"أينَ كُنت في الأشهر القليلة الماضية؟" سألَ نامجون بينما ظلَّ سوكجين هادئاً ، وعلى الرُغم من أنه لا يَعرفني هو كانَ يبدو قلقاً بحقْ.

تمّ تَشتيتي من قِبل نغماتِ الأرض لثانيةٍ واحدة "لقد كنتُ مشغولاً في الرَسم" أجبتْ " و .. حسناً لا تَهتم" عضضتُ لساني لكنْ بعدَ فواتِ الأوان .

مالَ كِلاهُما إلى الأمام بملامحٍ فضولية تعتلي وجهيهما "ماذا؟" سألَ نامجون "أنتَ لا تقوم بفعلِ أيّ شيءٍ عدا الرَسم لذا يجبُ عليكَ أن تُخبرنا" تَنهدتُ بثَقل "كانَ هنالكَ صبيٌ ما".

اتَسعتْ اعينهم وأخرجَ كلاهما شهقةً درامية "و؟" سألَ سوكجين بعدَ أن اهملتُ توضيحَ الأمر، أشعرُ بالغربةِ في وجهي كما لو أنني على وشكِ البكاء لكنني لا أستطيع أن أبكي "حسناً لقد رحلَ الآن، و أشعر أنّه خطأي، لذلكَ ليس من المُهم حقاً" تمتمتْ "انتَظر ماذا؟".

"لا يُهم" كَررتْ قبلَ أن ادفع كرسيّ الى الخَلف قليلاً "ماذا تقصد ب'لقد رحلَ الآن'؟" .

"لقد رَحل، فقط هكذا! أتمنى لو كنتُ أعرف أكثر لكنني لا أعرف، كُل ما اعرفهُ هو أنّه خطأي" ثُمّ وقفت وغادرت المَقهى سريعاً؛ أهرول بخفةٍ لكوني قد جعلتُ من نَفسي أحمقاً بالفِعل.

بالعَودةِ إلى الشَمس، تَبخرت دموعي بينما أسير بلا هدفٍ مُتخطياً أُناساً ولا أعرفهم ومقاهي ومتاجر لم أزرها من قَبل، حتى وصلتُ إلى الحَديقة.

عبرتُ إلى داخلها لتجدبَ غرفة المُراقبة انتباهي على الفَور؛ رُبما بسببِ أنها  مُحاطةٌ بالأشجار و مغمورٌ في الظلْ ، هُناكَ عددٌ قليل منَ الأشخاص بينما أرى عدداً كبيراً من الأزهار البَرية ذاتُ لونٍ وردي و أصفر بالقُرب من غرفةُ المراقبة، وجدتُ نفسي أبتسم بينما أقتربُ منها.

فكرتُ في ذلكَ الصباح رفقةَ جونغكوك، عندما تَحدث كما لو أنّه كانَ سعيداً حقاً وأنا قمتُ برسمهِ عندها، بإندفاع انحنيتُ لألتقطَ بعضاً منها حيثُ رأيتُ حفنةً من الزهور البَرية المسحوقة على الأرض، التقطتُ واحدةً منها وتناثرت بتلاتها فوقَ العُشب، ألاحظُ بدهشةٍ أن الدمَ يزينُ تلكَ البتلات، عندها ادركتُ امراً ما.

Something In The Rain | TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن