اعتقدُ أنّني قد أضطرُ للتَخلي عنهُ مرةً أخرى، لكنني قد نسيتُ أمرَ المَطر، عندما استيقظتُ على ذلكَ الصوت، وجدتُ نفسي أستنشقُ أنفاساً عميقةً للمرّة الأولى منذُ أيام، إنّها تحتوي على أوكسجين، وضوح، و وعود ضعيفة.
لأنني أستطيعُ سماع صوت المَطر وبالكاد آمل نَفسي بأنّني قد أتمكنُ من سماعِ صوتهِ، ركضتُ إلى الخارجِ في محاولة لإجبار نفسي على الإيمان بالمُعجزات لأنهُ عندما يكونُ كُل شيءٍ مغمورٌ بقطراتِ الماءِ والألوان الصامتة فإنّ المُعجزة ليستْ بعيدة عن المكان.
أقفُ في نفس المكانِ الذي إلتقينا فيهِ للمَرة الأولى، وكأنّ أقدامنا تركتْ بصمةً على الأرض تحملُ ذاتَ التأثير الذي يمتلكهُ هو عليّ، أقفُ هُناك في إنتظار الشخص الوحيد الذي شعرتُ أنني مُرتبطٌ به، خطواتي أصبحت أبطأ بينما أواصلُ التَفكير؛ أفكرُ بهِ و بكيف عرفنا بعضنا البَعض لمثلِ ذلكَ الوقت القصير، اُفكر في كيف أصبحَ جُزءاً من حياتي.
افكرُ في كيفَ أنّ كُل هذا لا يُهم لأنني غالباً ما افكرُ في الشعور الذي جعلني أشعر بهِ، لقد جعلني أشعرُ بأنني كنتُ كيم تايهيونغ ولقد كانَ ذلكَ شيئاً جيداً.
لطالما كنتُ مُتشائماً طيلةَ الوقت لكن وعلى نحوٍ غريب أكونُ مُتفائلاً في الرقت الذي أقفُ فيهِ تحتَ المَطر، أغلقتُ عيني واستمعتُ لقطراتهِ بينما تضربُ الأرصفة في محاولةٍ منهُ لإستحضارِ خطواتِ جونغكوك.
تجاهلتُ كوني أحمقاً؛ رُبما لن أتمكنَ من إيجادِ جونغكوك لأنّه من المُفترضِ أن يقومَ هو بإيجادي، وتماماً عندما كنتُ على وشكِ الإستسلامِ هو فعلَ ذلك.
سمعتُ صوتَ أقدامهِ؛ صاخب ومُجلجل، إرتفعَ صوتهُ بفرحٍ وعدمِ تصديق ونَشوة بينما يقوم فقط بالصُراخ لكونهِ غير قادر على تكوين كلمات، فتحتُ عيني وألتفتُ لأراهُ في نهايةِ الشارع، بادلتهُ الصُراخ قبلَ أن يبدأ بالركض نحوي حيثُ قمتُ بفتحِ ذراعي لهُ وقد قامَ بمُعانقتي.
اصطدمَ بي ولفَّ ذراعيهِ حولي بعشوائية وقمتُ أنا بفعل الشيء ذاتهِ، كِلانا نُعانق بعضنا الآخر بقوةٍ كبيرة لكننا لا نهتم، يُمكنني سماعُ صوتهِ يبكي في اذني بينما كنتُ أهمسُ لهُ بمزيجٍ من الأصوات غير المفهومة؛ لقد وجدتكَ.
أولُ شيءٍ قمتُ بفعلهِ عندما إبتعدنا عن بعضنا البَعض كانَ هو أنني نظرتُ إلى عينيهِ مُباشرةً؛ عيناهُ العميقة والمَسكونة، كما لو أنني كنتُ أتأكد من أنّه حقاً هو.
أدركتُ أنّه بصحةٍ جيدة، لا توجد كدمات، لا بَشرةً رمادية، ولا توجد أيّ دلائلٍ حادة على التعذيب وعلى الرُغم من ذلكَ أنا استطيعُ رؤيتها مدفونةً بعيدًا وأظنُ أنّها ستبقى هُناكَ إلى الأبد.
لا يُمكنني معرفةُ ما اذا كانَ لا يزالُ يبكي لأنّ المطر يتساقطُ على وجههِ لكنني أعتقدُ أنني لا زلتُ أفعل "ما الذي حَدثَ لك؟" سألتُ بصوتٍ مُرتفع للغاية وكنتُ احاولُ السيطرةَ عليهِ، هو انتفضَ بخوف لكنّه ابتسمَ لكونهِ يعلمُ أنني لا احاولُ الصراخ "لقد خَرج بغير ارادةٍ مني" قُلت وهو ابتسمَ بقلق وقليل من الألم.
"اثناء رَحيلك كنت لا تزالُ معي؛ لأنني كنتُ أفكرُ بك بإستمرار؛ اتساءلُ عن سببِ مُغادرتكَ ثُمّ رأيتُ الصحيفة وبحثتُ عنكَ لوقتٍ طويل جداً حتى ظننتُ أنني لن أتمكنَ من إيجادك أبداً، ولكنكَ هُنا" توقفتْ أنفاسي بينما حدقتُ به؛ أتفحصُ وجههُ للتأكد من أنّهُ سيبقى.
جعدَ وجههُ "هل كنتَ تبحثُ عني؟" هَمس، امسكتُ يدهُ بلطفٍ وهو سمحَ لي بينما عيناهُ لم تُفارق وجهي أبداً لكنني لا أهتم لأنّ عيني لم تفارقهُ أيضاً "بالطبع، بكُل تأكيد".
التفتنا و سِرنا عائدينَ نحو شقتي، تماماً مِثل المَرة الأولى، وفقط الآن شعرتُ بأنني سعيد، أيدينا ترتطمُ ببعضها أثناء السَير، لقد كنتُ مرعوباً جداً من فكرةِ فُقدانهِ مرةً أخرى لذا قمتُ بمشابكةِ اصبعي الخِنصر مع خاصتهِ، لا أحدَ منّا قامَ بنُطقِ كلمة لكنني استطيعُ الشعور بالكلماتِ تتكون.
استطيعُ أن اشعرَ بهِ بجواري، دموعي تتلونُ باللون الأصفر والوردي الزاهي تزامُناً مع مُغادرتها لعيناي، كُل قطرةِ مطرٍ تَمسهِ تُحيل بشرتهُ إلى لونٍ مُختلف وأصابعي تَحكني كي أقومَ برسمهِ، كي أقومَ برسمِ جنتي المَوجودة، لقد وَجدتهُ.
-
أخيراً، لقد هَرمنا لأجل هذهِ اللحظة :'(
أنت تقرأ
Something In The Rain | TK
أدب الهواة"إذا كنتُ أنا بيكاسو، فأنتَ ستكون ديبوسي" -بيكاسو: رسام ونحات وفنان تشكيلي اسباني شهير. -ديبوسي: واحد من أهم وأشهر مؤلفي الموسيقى في فرنسا. شيءٌ ما تحتَ المطر؛ حيثُ يلتقيان فقط عندما تُمطر تايكوك في الأرجاء 🌈 * .. * . {قصة مُترج...