لقد إنتَهت فترةُ الجَفاف؛ عدتُ للرسمِ مرةً أخرى تماماً كما اعتدتُ سابقاً، يديّ مُلطخةٌ بالألوانِ على الدَوام لكنّي لم أكنْ بِفوضى كبيرة، ليسَ بعد تلكَ الليلةِ الزرقاءِ والرمادية.لقد اعتدتُ أن أكونَ حذراً للغاية أما الآن فأنا أتركُ الطِلاءُ يفعلُ ما يُريد وفقط أنا اقودُ الإتجاهات إلى اجانبِ أنني اشعرُ بكوني أرسمُ من خِلال نَفسي وليسَ من خلالِ الطِلاء، ولقَد أعجبني الأمر.
الاستوديو الخاص بي أصبحَ أفضلَ حالاً، لقد عدتُ إلى ساعاتِ العَمل المُعتادة وتم عرضُ مجموعةِ جونغكوك في الصُحف لذا أصبحَ لدي عددٌ أكبر من الزبائن.
أشعرُ أنّ شيئاً ما قد تَغير؛ مثلَ أنّ رأسي قد أصبحَ أصغرَ قليلاً بحيثُ أصبحَ يتناسبُ مع بقيةِ جسدي وأستطيعُ أن أنظرَ إلى الناسِ في أعينهم الآن.
اتحدثُ بشكلٍ واثقٍ أكثرَ من ذي قَبل، لكنّ صوتي أصبحَ هادئ، أنا لا أصرخُ في الكنيسةِ بعد الآن.
لقد مضى شهرينِ و أثنانِ وعشرينَ يوماً، ما زلتُ أتسائلُ عما حَلّ بجونغكوك وما زلتُ أتحدثُ إلى الغابةِ المَلموسة، ما زلتُ لستُ إرنست هيمنغواي ولا أعتقدُ أنني سأكونُ يوماً، لكن لا بأس.
ما زالَ قلبي يؤلمني كُلما هَطل المَطر، وما زالت بشرتي تتألم بسبب شبحِ ذكراهُ.
استيقظُ في الثالثةِ صباحاً وابدأُ برَسمِ أسئلتي: هل أنتَ بخير؟ بُحيرةٍ عند الغُروب مع الألوانِ الزاحفةِ فوقَ مياهِها، أينَ أنت؟ صورةٌ ظلية تقفُ فوقَ ناطحةِ سحابٍ في وسط الحَقل، ولماذا غَادرت؟ وردة تحملُ بتلةً واحدة ساقطة على الأرض.
بالطَبعِ ما زلتُ أفكرُ به، كانَ الشَخص الوحيد الذي جعلني أشعرُ بهذهِ الطَريقة؛ الذي جعلني أشعرُ أنني كنتُ شغوفاً كما لو أنّني أنا و هو كُنّا داخلَ مزحةٍ ساخرة وكُنا مُعتادينَ كُلياً على كوننا غيرُ عاديين.
اعتقدُ أنّ فقدانهُ أمرٌ فظيع، لأنّ أكثرُ أفكاري رداءةً تُخبرني أنّ سببَ رحيلهِ هو أنني لمَ أكن جيداً كفايةً حتى في الوقتْ الذي أخبرني فيهِ أن أرسم لأنّ داخل رأسي مليءٌ بالزهورِ والألوان وليسَ السواد الذي هو وبطريقةٍ ما يَعكسُ الفراغ.
اعتقدُ أنني أفتقدهُ بِشدة لأننا لم نَعرف بعضنا البَعض سِوى لفترةٍ قصيرة وعلى الرُغم من هذا كنتُ في ذلكَ الوقتُ القصير قد كنتُ لهُ مشاعراً صاخبة لم أشعر بها مِن قَبل، لقد تطلبَ الأمرُ مني ثانيةً واحدة لأصبحَ مُدمناً.
لكن لا ؛ جونغكوك ليسَ مُخدراً، ليسَ هُناك شخصٌ يعتبرُ مُخدراً لشخصٍ آخر، بعضُ الأشخاصِ يعتبرونَ كنوزاً ثمينة من غَنية بالعواطف الفَائضة والأصواتِ والحركات، بعضُ الأشخاصِ أكثر ابهاجاً من أيّ شيءٍ قد يَخلقهُ فنان.
وهؤلاء الأشخاص يمكن أن يكونوا أيّ أحد ؛ يُمكن لأيّ شخصٍ أن يكونَ ذلكَ النَجم المُتفجر الأعظم بالنسبةِ لشخصٍ ما وقد يكون لا شيء بالنسبة لشخصٍ آخر.
لهذا السبب يُصبح الناس "مدمنين" على الآخرين، كان جونغكوك هذا الشَخص بالنسبةِ لي.
اتسائلُ عما اذا كانَ لديهِ أيُّ فكرةٍ عن هذا، أتسائل عما اذا كانَ لدى أيُّ شخصٍ فكرةً عن كونهِ ذلكَ النجم المُتفجر الأعظم بالنسبةِ لشخصٍ آخر؟
أتسائل لماذا لا يُمكن للأشخاصِ أن يَروا أنفسَهم كما هي حقاً؟ لماذا بَعض الأشخاص غير راضينَ عن أنفسهم أو يفكرونَ فقط في ما هو الخطأ مَعهم؟
أجسادنا ليستْ علاماتُ مِمحاةٍ أو ورقٌ مُجعد أو قُماش مُمزق، أجسادنا هي علاماتُ مِمحاةٍ و ورقٌ مُجعد و قُماش مُمزق وتَحول إلى مُنتج نهائي يحتوي على العديد من الألوانِ والعواطفِ والقِصص.
بعضُ الأشخاصِ جميلون وبعضهم ليسوا كذلك، بعضُ الأشخاصِ الذينَ أرسمهم في الساعةِ العاشرة صباحاً بأيادي حمراء و قُضبانٍ حديدية بقبضاتهم العِملاقة.
في بَعض الأحيان أُدققُ النظر في وجهِ سحابةٍ وأرتجفُ منَ الغَضب ثُمّ افكر بجونغكوك ويَحول غضبي إلى ذلكَ الحزن الغريب والذي بلا هَدف.
يبدو الأمر وكأنهُ يتم سَحبُ قَلبي خارجَ صدري؛ أنا مُتعب طيلةَ الوَقت وأعتقدُ أنّ السببَ هو جزئي اللاواعي دائماً يَبحثُ عن جونغكوك، عنهُ، عن سببِ مُغادرتهِ، عن أيّ شيءٍ، أيّ علامةٍ على أنّه ما زالَ على قيد الحَياة، إلهي أنا حتى لستُ مُتأكداً من ذلك.
سيكونُ دائماً سؤالي الأكبر هو؛ إلى أينَ ذَهبت؟-
أنت تقرأ
Something In The Rain | TK
Hayran Kurgu"إذا كنتُ أنا بيكاسو، فأنتَ ستكون ديبوسي" -بيكاسو: رسام ونحات وفنان تشكيلي اسباني شهير. -ديبوسي: واحد من أهم وأشهر مؤلفي الموسيقى في فرنسا. شيءٌ ما تحتَ المطر؛ حيثُ يلتقيان فقط عندما تُمطر تايكوك في الأرجاء 🌈 * .. * . {قصة مُترج...