الفصل الثاني _ لا للغُفرانِ.
كيف لكِ بلقاء واحد ان تُبعثري كياني. ؟؟ وان تُحي ما حاولت دفنه مُنذُ سنوات..؟
___
تنهدت ونس بهدوء وهي تتمسك بدفترها الذي يحتوي علي كٌل شئ يخصُها ويخُص حبيبها ، كتبت بهدوء ومعه طفيفه هربت منها:
-ايه اللي مُمكن يحصل بعد الفُراق.. ؟ تتقابلوا مرة تانية مثلا ! طيب ايه الشعور ؟ شعور انت دفنته من فترة واعتقدت انك خلاص نسيته ،لكن الشعور ده فضل موجود رغم مٌحاولاتك المُستميته لقتله.. في لحظة ترجع كُل المشاعر اللي دفنتها..لكن في بعض الأحيان بنتجبر نفقد احبائنا وهي دي الحياة، لكن ... مُمكن تعمل ايه علشان الشخص ده يفضل حواليك؟ تفتكر ذكرياتكُم .. حٌبكٌم.. اللحظات الجميلة اللي مابينكُم وتكون من خلالها قصة او رواية مُحببه لقلبك .. وتفضل تقرئها وتفتكرها آلاف المرات ، ومع كٌل مرة يحي شعور الحنين والاشتياق من جديد، مُمكن تتخلي عن حلم حلمته علشان تبقي في مجال حلم حد تاني، زي مثلا ضحيت علشان شِهاب، بقسم اعلام بل بدخول ادبي ، ودخلت علمي قبل الامتحانات بثلاثة أشهر، طبعا ده صعب وماكُنتش افكر اني اعمل كده علشان حد بس حقيقي الحُب مٌمكن يعمل كتيير ، دخلت طب بس علشان أكون في نفس مجالك، يكفي اني اكون في حاجة انت فيها، وقلبي قالي ممكن نتقابل .. و دلوقتِ قلبي ما كذبش قابلتك للمرة التانية في نفس اليوم، لكن الشعور ده مُختلِف تماماً، المرة دي مش حُب واشتياق، بل كُره وعتاب... !
أقفلت ونس الدفتر وهي تتألم بصمت ، رمقها هذا الشيخ ذُو الهيبة الخليجيه ، وقال بأبتسامة حنونة :
-مالك يا ونس يا بنتي ؟
كان هذا الشيخ عبد الرحمن زوج خالتها، وأقرب إليها من أبيها، ارتمت بأحضانه وهي تبكي قائلة:
-شوفت شِهاب النهاردة...
أبتسم عبد الرحمن وقال لها :
-كُنت حاسس انكُم هتتقابلوا تاني .. رغم أنك ما تعرفيش مكانه.. بس احكيلي اللي حصل.ابتعدت عنه ونس وبدأت تتحدث عن شِهاب وما حدث اليوم، حتي انتهت فقال لها عبد الرحمن:
-ليه ما وقفتيهوش وحكيتيلوا اللي حصل زمان يا ونس ؟
قالتِ ونس بتنهيدة :
- لا احنا سبنا بعض وما عنديش امل نرجع مهما قولتله مش هيصدقني شِهاب بيكرهني جدا وخلاص انا راضية.. بس اتمني السنه دي تخلص علشان ارتاح نفسيًا...
تابعت برجاء:
-وديني عند بيتنا القديم .
قال عبد الرحمن:
-ناوية ترجعي لامك وابوكِ؟
هزت رأسها نفياً قائلة:
-قولتلك ماليش اب وام ، خلاص انا نسيتهم حتي ياسر اخويا وده أكثر حد مسحته من ذاكرتي بسببهم وصلت للي انا فيه ،الفكرة اني بس حابة اشوف المكان ده تاني بيت شهاب والأماكن اللي كُنا فيها .. اول لقاء كُل ده..أبتسم لها عبد الرحمن وقال:
- طيب يا بنتي ، احنا قربنا نوصل بعدها لما تحبي ترجعي اتصلي بيا هبعتلك السواق ..
قالت وهي تعتدل:
- لا خلاص ما فيش داعي، هرجع انا لوحدي .
قال لها بحنو :
-اللي يريحك..
أغمضت عينيها تسترخي بهدوء وصورة شهاب لن تُفارق عقلها ...
____
دلف شهاب الي غُرفتهِ الموجودة بالمستشفي الخاصة به ،وجلس علي المكتب، بغضب وعصبية ، كان يعلم بزوجها ولكن رؤيتهُما شئ مٌختلف.. ود لو كسر انف هذا الرجُل وأخذ ونس لتكُون ملكه.. ملكه فقط.
أنت تقرأ
لا للغفران
Romanceلن يغفُر لها عن اي خطيئة، لن يغفُر لها حتي وإن كان الغريق بعينيها، سينتقِم ويُذيقها العذاب الوان، وهيَّ الأخري لن تنتظِر الغُفران يكفي لها أن تراه بعد تلك السنين .. لا للغُفِرانْ، رِوُاية [رُومانسية_ حزينه_درامية الخ].