الفصل الثاني

2K 27 3
                                    

نهض من فراشه بملل واعياء شديد فمنذ اسبوع لم ينعم بنوم هادئ ،يجافيه النوم حتى ساعات الصباح الاولى ليقيم صلاة الفجر و يتجه بعدها الى الفراش لا يكاد ينام ل ساعتين او ثلاث ساعات الا و يحين ميعاد عمله فيجبر على مغادرة فراشه الناعم الوثير و الخروج من غرفته البنية ذات الاثاث الراقي التي يعمها الدفئ و الهدوء الى شركته حيث الصخب و كثرة العمل و المشاكل و لكن هذا اليوم هو يوم خاص جدا فسيبحث في مستشفى أل جاسرعن طرف خيط يبرر حالتها المخيفة و التي تتفاقم بمورور الايام  فالمستشفى بني خصيصا من اجل محبوبته الجراحة من اقامت الحد على قلبه المسكين ليبقى متخبطا في حبها اسيرا لخضرة عيناها و ابتسامة شفتاها . هبط الدرج سريعا ليصل الى غرفة الطعام دلف بخطى واثقة و ملامح قاسية نظر الى كرسيها القابع جانب كرسي امه على الجانب الايمن من المائدة الطويلة والمقابل لكريسه على الجانب الايسر للطاولة نظر الى امه التي قالت بصوت حنون عذب لطالما عشق سماعه صباحا فهي مصدر القوة بالنسبة له

 صباح الخير ليثي الجميل هيا الى الفطور و لا اريد اعتراضا ككل يوم لتكمل و ابتسامة خبث تطل على شفتيها: فارجوان ستنزل بعد قليل اجلس ايضا فقد مراسبوع كامل لم نتجتمع فيه حول المائدة و انت تعلم انني لا احب هذا عزيزي فانا اشتقت الى اجتماعكم حولي

 رد باقتضاب وهو يتجه نحوها مقبلا وجنتيها و جبهتها بخفة : صباح الخير عزيزتي و سأفعل هذا من اجلك فقط 

ابتسمت هي بطريقة جعلته يعرف انها استنتجت مغزى كلامه فتلك المرأة لم تكن بالسهلة ابدا رغم صمتها الدائم وتجاهلها لما يحدث الا انها تعلم كل شاردة و واردة في منزلها فقط من اعينهم التي تقول الكثير و الكثير  . بعد فترة قصيرة نزلت ارجوان بصمت مريب ينافي ما عودتهم عليه و ملامحها خط عليها التعب بهالات سوداء ظهرت جلية تحت عيونها الزمردية و حمرة طفيفة سكنت الى جانب خضرة اعينها الجميلة لتضيف لها سحرا مرهقا جذابا فرغم الوجع البادي عليها بشدة الا انها فاتنة تقدمت من طاولة الطعام ملقيتا التحية على ليث الذي ردها ببرود و على فاطمة بعد ان قبلت جبينها قبلة عميقة و يديها كذلك كما اعتادت دائما و اتجهت الى مقعدها لتنظر نحوه و تقول بابتسامة مغتصبة لاحظها هو جيدا 

 ليث انا اريد عطلة من العمل لاسبوعين ارجوك فانا مرهقة و بشدة 

 اجابها بجمود تام :افعلي ما تريدين ولكي ان تضعي طلبك على مكتبي في مكان العمل فلم نتعود على هذا الاهمال عزيزتي 

 اجابت هي بنبرة تشبه نبرته : تعلم جيدا انني احب عملي و اهتم به جيدا لا تبالغ ارجوك لم اطلب الا عطلة لارتاح قليلا  

ليردف ليث بحدة :هل تعين ما تقولين ارجوااان انتي لم تذهبي منذ اسبوع كامل الى العمل و لم تكلفي نفسك عناء إبلاغنا السبب فقط تقولين انه ارهاق من عمل تحبينه وبشدة و ها انت في المنزل منذ اسبوع كامل وهذا لم يحدث منذ استلمت عملك... عام ونصف ارجوان حتى الرحلات العائلية رفضتها بسبب العمل و الان فجأة تتعبين ما خطبك يافتاة ؟؟  

قسوة القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن