الفصل الثاني

1.1K 22 0
                                    

"أنتوا بتعملوا إيه هنا؟" سألت لميس خطيبها الذى نظر ليارا و تعجب من تصرفها. كلاهما كان فى ملابس رياضية و العرق يتصبب من جبينهما

"كنا بنجري" نظر لأخيه و سأل بين أنفاسه المتسارعة "تيجي نوقف لحد هنا، أنت كدا كدا نازل على الفجر تاني" أومأ فِراس و كانت الكارثة الكبرى التى جعلت لميس تضحك بقوة فى داخلها على مظهر صديقتها هو حين جلس فراس بجانب يارا بينما جلس مالك بجانبها.

"وش فيكي آنسه يارا؟" سأل فراس من جانبها فابتلعت ريقها و نظرت إلى لميس ثانية

"لأ ولا حاجة... حمام.. ممكن"

"نعم!" ضحك مالك و لميس التى استمتعت بخجل صديقتها

"عديها يا فِراس" ساعدها مالك فابتسم فراس و وقف لتمر يارا و عينها فى الأرض. هذه لم تكن المشكلة بل المرور بجانبه و اشتمام رائحة العطر النفاذة التى أرادت التسمر مكانها و الاكتفاء منها لكنها رحلت. غسلت وجهها و هدأت نفسها قدر المستطاع قبل العودة لهم لتجدهم يضحكون فتأسرها ضحكته من بعيد لكنها قررت التحلي بالقوة و المشاركة. فجلست و دار حوار شيق بينهم عن الإمارات و ما بها من معالم، كان فِراس غالباً صامت لكنه إذا شارك كان بما أضحكهم أو ملخص لما يحدث. هذه السعادة لم تكتمل حين رأت يارا تلك الحله البيضاء خاصة الضباط تخترق باب المطعم عاصفة نحو الداخل، شحب وجهها و انزلقت فى كرسيها برعب تخللها حتى العروق.
.
.
أغلقت باب الثلاجه و خرجت لتجد والدتها تصلي فمطت شفتيها و انتظرت حتى أنهت صلاتها و قالت

"بقولك، صاحبتي هتيجي تبات هنا"

"لأ" كانت إجابة الأم قصيرة صارمة و هى تخلع الإزدال عن جسدها

"ليه؟"

"عشان انتي متعاقبة" أجابت بهدوء و هى تعيد الإزدال مكانه فإذا بهارون يقدم للغرفة و فى يده المفاتيح و عينه العسلية تبتسم بهدوء

"ماما، أنا نازل" نظرت له الأم بهدوء

"قبل عشرة تكون فى البيت، لو محصلش يا هارون بكرا مفيش نزول"

"عيوني يا ست الكل" خرج هارون بينما اشتعلت عاصي غضباً و أخذت تصرخ بوالدتها

"هو في إيه؟ اشمعنى هو و أنا لأ ده حتى هي الى هتيجي!"

"صوتك يا عاصي!"

"ماله؟! ما أنتي كمان بتزعقى و مش بتحترمي رغباتي!" صرخت عاصي بها قبل العصف إلى غرفتها و غلق الباب بقوة خلفها فتنهدت الأم بغضب، ها هي ابنتها تخرج عن طوعها و لم يعد بيدها حيله.

"يا الله إني لا أسألك زوال البلاء بل أسألك اللطف فيه" أمسكت المصحف و أخذت تقرأ فيه. إذا عدنا مرة أخرى نحو المطعم على البحر نجد رجل بحله الضباط ذو عين حادة بنية و شعر أسود ثقيل لكنه قصير و أكرت. يقف بجانب كرسي مالك و ينظر إلى يارا بكل ألوان الغضب

لست أفضل خيارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن