كان الوقت قد تخطي منتصف الليل حين خلد الجميع للنوم و يارا بجانب والدتها لتتأكد من الإلتزام بعلاجها. لقد أحضروا الطبيب و كالعادة ارتفاع حاد فى ضغط والدتهم، فهي تعاني من مرض الضغط. نامت عاصي قبل حتى الاطمئنان على والدتها بعدما حكت لمُنذر ما فعلت فما لبث أن شعر بذنبها حتى أزاله عنها و أخبرها أنها مخطئة و أمرها بالإعتذار لاحقاً. الوحيد الذى لم ينله النوم هو هارون الذى أخذ يقوم ببعض الرياضة فى غرفته قبل اليوجا حتى تأكد من نومهم ثم اتصل على منذر و بدأ
"هتتصرف مع الواد ده؟" تنهد مُنذر فى الهاتف من إندفاع الأخر و سأل برزانة
"هو عمل إيه أصلاً؟"
"وصف جسم عاصي" حل الصمت للحظات. كيف يلوم أحدهم هارون و كان ليذبح ذلك الفتى لما سمعه من وصف! مُنذر شعر بنيران تتسرب رويداً من داخله و هو يسأل فى غضب
"أنتوا لسه بتلعبوا اللعبة ال*** ديه؟"
"قال يعني أنت إلى ملعبتهاش معانا من سنه" جلس هارون على سريره ثم ابتسم و هو يتذكر ما حدث أمس من ضرب صديقه و كم الراحة التى شعر بها.
"عامتا هو عمل خمس غرز فى خده و عنده درس ضاع""حلو أوي، يحمد ربنا أني مكنتش هناك و إلا.... لو لمحته بيبص على عاصي بلغني فوراً"
"و ليه؟ ما ندخله المستشفى على طول" قال هارون و شرارة الشر تطاير من بسمته و عينه. لكن كالعادة يغلبه مُنذر فى الشر و التفكير
"لا لا دي مش أخلاقنا يا هارون. أحنا بنجيب شلل دائم" كان ذلك أخر جملة فى حديثهما الجاد. ثم أندمجوا فى عدة حوارات أخرى متعارضة منها المضحك و منها الهادئ.
.
.
جاءت نهاية الأسبوع و ارتدت يارا ملابسها متجهة نحو منزل لميس حتى تركبا المواصلات سويا نحو منزل مالك. في تلك الأثناء فى منزل مالك كان فِراس فى غرفتهما يقوم ببعض التمارين الرياضية و أخت مالك تجلس القرفصاء على ظهره و تعد له حركاته. بجانبهم على السرير مالك يقرأ كتاب عن الفلك"تسعين... واحد و تسعين... اتنين و تسعين...." دخلت والدة مالك و راقبتهم ببسمة بينما تسأل مالك.
"حَضّر كل حاجة فى شنطته؟"
"أه... حوصله المطار الفجر"
"و لميس و صاحبتها هيوصلوا امتى؟"
"نصاية كدة." أغلق كتابه بعد سماع كلمة 'ميه' و انزلق عن السرير ليقوم بحمل أخته عن ظهر فِراس مبتل التيشيرت القطني الأبيض.
"يلا يا لولو نساعد ماما" خرج الإثنان و بدأ فِراس يغير ملابسه إلى تيشرت أسود نصف كم و بنطال چينز فاتح اللون معه نعل المنزل، وضع معطره المفضل الذى يتركه مع مالك فكلاهما يتشارك فيه. خرج و اتجه إلى غرفة والد مالك ليدخلها و يبتسم
"مش حتوصلني؟"
"مش كبرت أنت على الكلام ده؟" مازح الوالد و هو يقف عن السرير ليحتضن فِراس طويلاً بإبتسامة.
أنت تقرأ
لست أفضل خيار
De Todoحين تكوني أخت كبيرة، تكوني أم ثانية... يارا أصبحت مصدر آمن و حنان و احتواء لتوأم عنيد أناني ألقوا بها فى الهاوية، هاوية آلام غير منتهيه. لكن حتى الحفر لها نهاية و نهاية يارا تعلقت بشخص واحد... رجل واحد و فتى واحد و فتاة واحدة لكن الأهم خطأ واحد عار...