الفصل الرابع عشر

395 14 0
                                    

بعد تفكير عميق من الوالد أجاب مُنذر
"سيبني أكلم أخواتها و وفاء و أهمهم عاصي، و فى أخر الأسبوع حديك كلمة. لو موافق يبقى قبل ما أسافر مع كتب كتاب يارا تلبسوا دبل و لما أرجع يعد ما تاخد منحتها نكتب الكتاب" وقف الوالد و معه مُنذر صافح كل منهما الآخر و بدأوا يتحركون نحو باب المشفى فإذا بوجههم هارون و مالك و فِراس

"مُنذر!" تعجب هارون "أنت يابني مش مع الشباب عشان خطوبة زاهر؟"

"لا ما مُنذر جالي فى حوار مهم" نظر للرجلين خلف هارون تحديداً فِراس "أعتقد أنكم جايين ليارا، الحقوا بقى عشان مش فاضل كتير على الزيارة"

"لا يا أستاذ نحنا اليوم هون من أجلك" أجاب فِراس سريعاً

"ماشي، تعالوا ندخل الكافيه جوا تاني"

"ممكن خلينا نروح كافيه برا أحسن، هناخد راحتنا أكتر" اقترح مالك بمعرفته لأخيه. وافق الوالد و ركب سيارته معه هارون و كاد مُنذر الرحيل لكن مالك أمسك به

"تعالى معانا"

"و أنا مالي ألمبي، الله!" أعترض مُنذر بمزاح لكنه كان جاد فى نفس الوقت فقام مالك بمط شفتيه

"بقولك إيه، هي خربانة خِلقة و محتاجين كل السند إلى نطوله. تعالى و هعزمك على الغذاء يلا" فكر مُنذر للحظات ثم تذكر أمر كتب كتاب يارا فقرر الإتجاه و إنصاف صديقه و أخته. اتجهوا إلى كافيه على البحر و جلسوا سويا على طاولة مباشرة للبحر و بعدما طلبوا مبتغاهم نظر الأب لابنه

"إيه يا هارون مش هتعرفنا بقى؟"

"أنا فِراس الفقي" بادر فِراس باللكنة المصرية "و ده أخويا بالرضاعة مالك، جينا لحضرتك فى موضوع غاية الأهمية. بس الاول، أستاذ ماهر أحنا اتقابلنا قبل كدة بالفعل"

"فِراس الفقي" كرر الأب الاسم يحاول جاهداً تذكر أين سمعه من قبل أو أين رأى الوجه الذى لسبب ما بدى مألوف لكنه غريب أيضاً. أكمل فِراس بالمصرية

"من سنتين فى مؤتمر الاقتصاد العربي بالكويت. أعتقد هتعرف اسم والدي أكتر، عبدالله بكر الفقي" اندهش الأب و الاسم يصيبه و يتذكر صاحبه، ليس كأن بينهما علاقة وطيدة لكنه تعامل مع والده بضع المرات و وجد فيه المروءة و النبل.

"عبدالله الفقي تاجر الدهب بالإمارات كلها و دلوقتي الكويت" أكد ماهر ليجد ابتسامة من فِراس. لكن الأمر كان صادم لهارون و مُنذر، نعم يعرفان أن فِراس من أسرة ثرية لكن فارهة الثراء... هذا لم يكن فى الحسبان بتاتاً، شعر هارون بالثقة فجأة فمعرفة والده بوالد فِراس جعلته يتعادل مع حازم فى المعرفة، و أموال والد فِراس الطائلة -كما يبدو- ستعطيه ميزة عن حازم. إنها صفقة رابحة لا محالة لوالده، سوف يوافق على هذا الزواج بالتأكيد.

"تحديداً"

"بس انتوا كنتوا اتنين فى الحفلة"

"أيوة... كان معانا فيصل أخويا الكبير، و أنا فِراس ثاني أصغر أخ"

لست أفضل خيارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن