فى نفس الوقت لكن بالنادى سألت عاصي نادل تعرفه عن مكان مُنذر فأشار لطاولة محددة، اتجهت و تسمرت خلف عمود ما تراقب ما يحدث. مُنذر جالس بين شلته من الفتيات وحده أمامه فراغ لكن كل منهن أنهت مشروبها، يضحكون و يتحدثون معه لكن ما لفت انتباهها فتاة تلتصق به تمعضت بإعتراض على شئ قاله ثم وضعت يدها على فخذه و نظرت له فى عينه لا تمانع اقترابها الشديد منه. فى المقابل اشتدت ملامح مُنذر فلم تُظهر سوى الجمود و نظره أمامه مباشرة فى برود. مرت ثواني حتى أنهت الفتاة كلماتها ثم ابتعدت و أسندت ظهرها على كرسيها فى كامل الهدوء متجاهلة نظراته المحذرة. دفع الحساب و خرج قبل الفتيات نحو سيارته و عاصي تتبعهم خفيه."لأ يا سارا خليكي قدام" سمعت صوت مُنذر و هي تقف خلف أحد السيارات الكبيرة تراقب. صعدت الفتيات عدا سارا التى قالت بصوت مسموع
"افتح الباب يا مُنذر" لم ترى عاصي ما حدث من زجاج السيارة الأسود لكنها لمحت سارا تضع يدها على مقوض الباب لكن السيارة انطلقت بسرعة كبيرة فاندفعت سارا للخلف فى فزع حتى أنها تعرقلت و وقعت، وقفت مرة أخرى و راقبت السيارة تغيب عن نظرها و أخذت تلعن و تسب بصوت عالي. عاصي ابتسمت بفخر و نصر قبل عودتها لأدراجها.
جاء صباح اليوم التالي و هو صباح رحيل يارا من المشفى، لذلك كانت لميس أول الحاضرين صباحاً بتوصية سرية من ماهر و تحركت نحو يارا بعدما أنهت جمع أخر مستلزماتها فى الحقيبة."يلا بقى يا قمر عشان تلبسي فستانك الجديد" نظرت يارا حيث تنظر لميس و عقدت حاجبها
"إيه يا لميس الكلام ده، فى واحدة تخرج من المستشفى فى فستان زى ده؟ و متنسيش أن حازم لو شافه هيسأل عن فصله و أصله و سين و جيم"
"يا ستي فكك منه، لو كلمك ده هديتي و أنا لحيت. بالله عليكي بقى يا يويو" امتعض وجه لميس و به ترجي. نظرت لها يارا للحظات و تأكدت أنه لا مهرب من رغبات لميس لذلك تنهدت بملل و أجابت
"لميس هي مش ناقصة خناق على الصبح" قالت يارا بملل و هى تتكئ على يدها السليمة لتنزل عن السرير
"و هو فيه أحلى من خناقة على الصبح، يلا بقى عشان خاطري" تأفأفت يارا لكنها إنصاعت لصديقتها و دخلت معها الحمام لترتدي الفستان و لكنها اقنعتها بترك الجواهر و الحذاء الكعب. نزلت عاصي مع هارون من باب العمارة لتجد سيارة مُنذر واقفة أمامها فركب هارون فى الأمام و هي خلفه و ظل صمت للحظات قبل بدء هارون
"حازم جتله مؤمرية فحيجي بليل البيت يشوف يارا"
"لو مد إيده عليها فى البيت ده يبقى تعدي رسمي" أخبرهم مُنذر. "على أى حال بابا ظبط الدنيا، يا يفضل هنا بكرامته يا ينقلوه حدود السودان"
"ما ينقلوه و نخلص" نظر لهارون بطرف عينه ثم أجاب
"بلاش تسرع، يمكن يتلم" طوال الطريق كانت عاصي تراقب عين مُنذر فى المرآة و كثيراً ما لمحت نظره له عبرها، صمتها يضايقه و هى تعرف لكنها لا تجد الشجاعة لبدء حديث معه خاصتا و قد تركها بأهوائها طوال الفترة السابقة. وصلوا المشفى و وجدوا فى نفس الوقت سيارة مالك تقف فى الموقف و فِراس ينزل منها بحِله سوداء لكنه لم يكترث لتصفيف شعره أو تهذيب ذقنه على عكس مالك الذى بدى كأنه العريس. نزلت عاصي أولا ثم الشابان و تحركوا نحو الغرفة ليجدوا لميس و الباقيين فى الخارج معهم ماهر و والدتهم و فى المنتصف يقف المأذون
أنت تقرأ
لست أفضل خيار
De Todoحين تكوني أخت كبيرة، تكوني أم ثانية... يارا أصبحت مصدر آمن و حنان و احتواء لتوأم عنيد أناني ألقوا بها فى الهاوية، هاوية آلام غير منتهيه. لكن حتى الحفر لها نهاية و نهاية يارا تعلقت بشخص واحد... رجل واحد و فتى واحد و فتاة واحدة لكن الأهم خطأ واحد عار...