ديك فخور

759 70 21
                                    






ابتهجت روزا بالصور التي التقطتها لورا لجوليو وضحكت بصخب للصورة  التي التقطتها لها . ذلك اليوم كانت ذاهبة عند اختها بعد الظهر. وسألت اذا كان بامكانها اخذ الصور معها كي تراهم شقيقتها.
- لم أكن اعلم إن عندك مثل هذه الموهبة سنيورا, بإمكانك إن تصبحي محترفة.
- كنت محترفة, وسأبقى إذا وجدت عملاً.
- السنيورا لا تعني هذا جدياً؟
- بالطبع انا جادة . انا مستعدة لتصوير أي شيء , الحفلا ت, الزواج, المآتم.. اطلبي أي شيء وسأصوره !
- ولكن امرأة من عائلة ماسيني لا تعمل .
- هذه الامرأة تنوي العمل, مع انني لا اعرف كيف ابدأ.
عندما عادت روزا في وقت متأخر من المساء , كان عندها الحل... فشقيقتها تعمل مربية لثلاثةاطفال لعائلة امريكية , وقد شاهدت امهم الصور...
- لقد قالت السنيورا وليامس ان الصور رائعة , وسألتني عن اسم المصور, ولم اعتقد انك ترغبين في ذكر اسمك, لذا قلت انني سأرتب امر لتتصلي بهم الليلة , زوجها يعمل في السفارة الامريكية وهم عائلة ممتازة.
لقد كانت أكثر من ممتازة, فهذه المهمة قد تقود مهمات قادمة . لم تكن قد صورت الاطفال من قبل, ماعدا ابن اختها, ومع انها غير واثقة من النجاح , فلم يكن امامها سوى هذه الفرصة.
وبعد حوار قصير مع الامركيين , تم تدبير امر تصوير الاطفال الثلاثة يوم الاثنين , واقفلت الهاتف وهي تشعر بالرضى شعور لم تعرفه منذ وصولها القصر.
هذا الرضى لم يستطع حتى تذّكر حفلة اوليفيا أن يذهب من بريقه. ولولا انها تعلم ان روبرتو لن يحب الفكرة لتغيبت عنها وادّعت المرض.. ولكن بسبب روبرتو , تحملت عناء الاعتناء بمظهرها بشكل زائد مساء الاحد , فارتد اجمل فساتينها . لونه اخضر زمردي وازرق من الحرير تفصيله الرائع جعل القماش ينساب فوق جسدها بشكل اخاذ.
كان روبرتو يمر بالردهة عندما نزلت الدرج, وتوقف ليحدق بها. وارتجفت لورا , واغضبهامعرفتها ان الرجل يؤثر عليها بهذه الطريقة ومع ذلك لا يتأثر . ولكن لا شيء يمكن ان يؤثر في روبرت ماسيني.
ووصلت الى نهاية الدرج , واحدث كعب حذائها الغضي صوتاً على الرخام. ووقفت على بضع اقدام منه.
ولم يكن فيها شيء من البراءة هذه الليلة . شعرها مربوط عالياً فوق رأسها , وقد تدلت خصلات التفت حول اذنيها, ومع ان التسريحة هذه جعلتها اطول قامة , الا انها بدت قصيرة امام الرجل العريض الكتفين.
وعلّق قائلاً:
-كان مناسباً أكثر لو ارتديتي ثوباً اسود . اخي لم يمض على وفاته سوى خمسة عشر شهراً.
- أنا لست أرملته.... لقد اكدت هذا بنفسك !
وتنفس بحدة, وأدركت ان ردها اصابه في الصميم.
- بالنسبة للناس. انت ارملته.
-لست انوي ان اكذب اذا سألني احد . انا فتاة عازبة يا روبرتو.. حرة ولست مرتبطة !
- أنت مرتبطة بالطفل . واذا كنت فعلاً تحبينه , ستكونين حذرة بما تقولينه.
وأشاحت بنظرها عنه. عندما يستخدم جوليو . فإن في يده سلاحاً لا تستطيع مقاومته .
وقال:
- لقد تأخرنا يجب ان نذهب .
تعيش اوليفيا في شقة مفروشة مزدوجة "دوبلكس" في قلب المدينة. وكانت تتوقع ان تجد منزلهامماثلاً لمنزل روبرتو ولم تستطع لورا اخفاء دهشتها.
فقال لها مفسراً:
-عائلة اوليفيا تعيش في فانيسيا معظم ايام السنة , وهذه الشقة الشتوية, وتقيم فيها اوليفيا معظم اوقات السنة.
-بسببك أنت كما  اعتقد .
-ستتهميني بالغرور لو قلت "نعم"
- حتى ولو لم تقل نعم فأنا أعتبرك مغروراً
الابتسامة التي ظهرت على شفتيه لم تصل الى عينيه, اللتين بدتا وكأنهما كالصقر تراقبانها وهي تدخل الصالون الكبير وقدّمتها اوليفيا الى الحضور.
وكما توقعت لورا تحلقت النساء حول روبرتو وكأنه رادار ملتقط, مع انه لم يبد الاهتمام وبقي الى جانب لورا . وشعرت ان هذا , ليس بسبب انه يريد البقاء معها , بقدر ما هو لخوفه. أن يتركها لوحدها حتى لاتسء التصرف. ربما كان يتوقع منها ان ترفع طرف ثوبها لترقص " الكان كان" , او ان تعبث بسخاء مع الرجال العديدين الذين ينظرون اليها باعجاب ظاهر.
ودفعها هذا الاعجاب الى ان تلتفت نحو روبرتو وتسأله ما اذا كان ينوي الالتصاق بها طوال الامسية .
- فكرة الحفلة اصلاً , هي لمساعدتي في توسيع دائرة اصدقائي ولن يجرؤ احد على الاقتراب
مني وانت تراقبني كما تراقيب الدجاجة صيصانها.
ورغم عنه , ابتسم ابتسامة صغيرة:
- على الاقل حتى يكون تشبيهك صحيح..... قولي كديك فخور, لا كدجاجة حاضنة
- لا استطيع تخيلك ابداً وانت فخور بي.
- ولكنني فخوراً بك. انت اجمل امرأة في الغرفة. وبما ان اجمل نساء روما موجودات هنا لمنافستك....
- كم انت قادر على الاطراء يا روبرتو.. انت اكيد انك لم تشرب شيئاً.
-كأس واحد فقط . وهذا يذكرني انني بحاجة الى آخر, هل آتيك بواحد؟
- شكراً انا لا اشرب.
- هكذا لاحظت ... وماذا كنت تفعلين بصناديق الشراب التي كان يبعثها لك اخي؟
كنت تهدينها ام تبيعينها؟
- لقد بعتها وعشت على ثمنها !
واستدارات عنه , وتناولت قطعة حلوى ووضعتها في فمها, أي شيء ليمنعها من متابعة الحديث . كم هي غبية لتنسى ان اختها كانت مولعة بالشراب !
فجأءه لاحظت وجود شاب ينظر إليها بإهتمام ، شهقت لورا " أنه بيدرو " صديق ماري مستحيل ، إذا اقترب ماالذي سيفعله وهو يعرفني ويعرف أختي .
حاولت الهروب ولكنها فجأة سمعت صوت خلفها:
- مرحبا لورا.
لم تعرف ماذا تقول ، فقالت:
- مرحبا بيدور ، لم أتوقع وجودك هنا.
نظر إليها بنظرات مكر:
- ماالذي تفعلينه ؟ تنتحلين شخصيتك أختك ..هذا شيء مثير!
- أرجوك ، هل يمكن أن تخفض من صوتك؟
- لماذا ؟ أنا محق إذن ، أنت تنتحلين شخصية أختك المتوفاة, وهل يعرف بروبرتو بالأمر؟
- هذا شيء ليس من شأنك؟
- حقاً؟ حسناً سأذهب وأخبر بروبرتو بذلك.
فأسرعت تقول بلهفة:
- لا..لا تفعل. ماالذي تريده؟
- حسنا ، إنه فرصة رائعة ، أولاً عليك أن ترقصي معي ، ثانياً عليك العشاء معي يوم غد .
- لكن هذا مستحيل.
- عليك أن تختاري ، أخبر روبرتو عن شخصيتك الحقيقة أو تنفيذين ما أقول.
- حسناً، لقد ربحت.
عند ذلك أمسكها بيدرو من خصرها وبدأ بمراقصتها بشكل متملك ملصقاً جسده بجسدها ،

ألتفتت لورا لترى بروبرتو ينظر إليها بعينين غاضبتين ، وستمر بيدور بمراقصتها لفترة طويلة

حتى سمعا من خلفهما :
- أعتقد أن الوقت حان لنرحل لورا.
حمدت الله أن بروبرتو قد تدخل ، فقالت:
- حسنا ، هيا بنا.
في طريق العودة نظرت لورا من تحت أهدابها الى روبرتو فوجدت عيناه مثبتان على الطريق فأشغلت نفسها بنظر الى الطريق وعندما وصلا الى المنزل أمسكها من كتفيها وقال:
- ما الذي فعلتيه في الحفلة؟
- ماذا تقصد؟
- عليك بإحترام اسم أخي و العائلة و التصرف كاأرملة .
- لم أفعل شيء يسئ؟
- ماذا عن ماضيك كعارضة وخاصة بملابس فاضحة والآن تسمحين فى الحفلة الى ذلك الرجل بتصرف معك بكل جراءة .
قالت تحدث نفسها : أنا مجبورة، بيدرو يهددني بفضح أمري لك .
ثم عاد يقول:
- تدعين البراءة معي وترفضيني .
وبدا بضمها بقساوة وبدأت تقاوم وهي بين ذراعيه. مدركة للخطر لو بقيت معه.
-اتركني يا روبرتو ... لا فائدة مما تفعل !
ظنت انه سيتجاهل رجائها ؟ ولكن عندما كررت الطلب , تراخت يداه حولها ونزلتا الى جنبيه
وبدا وجهه قاتماً وشيطانياً .
وقال بغضب :
- لماذا ترفضيني ؟ فكري بالفخر الذي ستحصلين عليه بجمعك بين ولديّ عائلة ماسيني !
وجذبت نفسها منه مع صرخة ألم , وعندما سمعها رفع حاجبيه .
وسألها ساخراً:
- ألن تضربيني ؟
- لا يا روبرتو... وسأترك التفسير لك...
واستدارت لتصعد الدرج .

لا يا قلب [مكتمله ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن