" داخِل سرادِيب القَلب "

190 12 2
                                    







في ممرات الجامعة كما إعتاد الطُلاب على التجمع فيها كان هنالك أصوات تحريك الأدوات الموسيقية من أماكنها كما لو أن شبحًا سكن هذي الآلات ، لم يكونوا ألا الثنائي العجيب بشكل صادم جيمين و يونقي يخرجان مع بعض الأكياس الممتلئة بالوجبات الخفيفة مِثل الرامن سريع التحضير و بعض السكاكر الصلبة ليمتصها جيمين فهو يفضلها عن غيرها .

تسأل المحاضر ماذا كان شابين يبدو عليهم علامات النوم المفرط و احدهما كان يبدو عليه أنه قفز في نهر من النبيذ و استلقى فوق سطح خير مريح و غير مجهز للنوم عليه بحيث أنه كان يتمدد مثل القطط الناعسة ،بادر المسؤول عن المشروع المحاضر بقول : هل كنت تشرب النبيذ في غرفتي الموسيقية سيد ميّن يونقي ، و أنت أيها المبعثره هل نمت على ارض غرفتي المقدسة ، هل اسرف احدكما في الشرب و الاخر خَارتْ قِواه أمام الضغط ؟

تردد يونقي في الإجابة بحيث أنه يعاني من آثار بعد الثمالة .

أجاب جيمين بحيوية شديدة : سيدي كنا نعمل علو مقطوعتنا و كما تعلم نحن شخصان و ليست لدينا الأفضليه في العدد بالتالي أردنا أن نوازن الميزان بالأجتهاد لساعات أطول .

تقبل المحاضر الكلام بِرحابة صدر و ربت على أعلى رأس جيمين .



عاد جيمين الى منزله مرهقًا يعاني من العديد من نقاط إنقباض العضلات المؤلم ، لذلك قرر أن يُعد لنفسه حمام دافئ مغطى بالزهور و الروائح العطرة الفواحة .

بعد أن تحسس جيمين الماء الدافىء بيديه ادخل بقية جسده و كانت درجة حرارته مُغريه للبقاء في الحوض أطول وقت ممكن لكنه لم يتغافل عن محاضراته و عن حصص تقوية الدرجات ، لذلك لم يشعر بإرتخاء عضلات جسده لكنه حاول أن يتناسى مشاغله و أن يسترخي.


أرجع جيمين رأسه الى الخلف و حاول أن يسترجع تفاصل ذكريات ليلة أمس ، لكن عقله لم يسترجع التفاصيل بالدقة المطلوبة ، كان عقله يستعرض ذكريات الليلة بطريقة تتابع الاحداث و لم يكن يعرض شغف القُبلة أو حنان إحتضان يونقي له ، لذلك قرر الدخول لسراديب قلبِه بالتالي سوف يستشعر كُل شعور مَر عليه في الليلة الماضية .

كان جيمين يسترجع ذكرياته المفعمة بالشغف و المليئة بالحب ، تذكرت جيمين أنهم صبيان و أن حُبهم لن يكون سهلًا أن يُعترف به ، لذلك قرر أن يحاديث يونقي بهذا الشأن .




أما يونقي بعد خروجه من الجامعة توجه الى أقرب حانه لِيُغرق نفسه بالكثير من المُسكرات ، إنه لا يُريد أن يتذكر خطأه الفادح ليلة أمس ، كيف له أن يُفرغ مشاعره في البيانو أولًا و ثانيًا في شفاه جيمين العزيزه ، كيف له أن يصرح بميول قلبه بحركه مبتذله كذلك ، تمتم يونقي بصوته الثمل : إنه خطيئةُ الشهوة ، تملكتني و لم أُمانع أن تسيطر .





كيف ليونقي أن يعرف أن جيمين غارق في تفاصيل قُبلته ؟

و كيف لِجيمين أن يُدرك أن يونقي يغرق ببطىء في حُبه ؟








إنتهى 

بُحور الشهوة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن