(الفصل الثاني عشر) الرجل العجوز وثلاث دراهم

32 4 0
                                    

كان هناك رجل فقير ولدت زوجته ولدا فحزن كثيرا لأنه لا يملك نقودا ففكر أن يسافر ويعمل عشرين عاما.

قال الفقير لزوجته: سأسافر إلى المدينة مجاورة مدة عشرين عاما وسيساعدنا العمدة مدة خمسة عشر سنة فسأعمل هناك.

قالت الزوجة: وماذا يحصل إن ازداد يوم على عشرين عاما؟

قال الفقير: ستكونين طليقة تستطيعين فعل أي شيء.

فوافقت الزوجة فذهب الفقير إلى المدينة فعمل عند طحان مدة عشرين سنة فلما بدأ اليوم الأخير ثم تصبح زوجته حرة.

قال الفقير لطحان: سأذهب إلى قريتي.

قال الطحان: ابقى هنا فليس لي أحد أعتمد عليه غيرك.

قال الفقير: ولكن إن لم أعد اليوم فستصبح زوجتي حرة.

قال الطحان: تفضل ثلاث دراهم فإني لا أملك غيرها.

فأخذ الفقير الدراهم فذهب إلى قريته وفي طريق وجد ثلاثة رجال فسلم عليهم وأصبحوا يتكلمون كأنهم أصدقاءه ولكن كان هناك رجل عجوز لا يتكلم بل ينظر لسماء ويضحك.

سأل الفقير الرجلان: من هذا؟

قال رجلان: إنه أبانا.

قال الفقير: لماذا ينظر لسماء ويضحك؟

قال رجلان: لأن أبانا يعلم لغة العصافير فيستمتع معهم ولأن كل كلمة يقولها بدرهم.

قال الفقير: تقريبا كم كلمة.

قال رجلان: جملة.

فقال الفقير في نفسه, هل سأصبح أكثر فقرا مما أنا عليه, فمد يده في جيبه وأعطى للعجوز درهم.

قال العجوز: لا تعبر النهر العاصف.

ففكر الفقير أن يعطي للعجوز درهما أخر فأعطاه الفقير.

قال العجوز: إذا رأيت ثلاث نسور كبيرة تحلق في سماء فانظر ماذا يحصل هناك.

فجاءت يد الفقير في جيبه وأعطى للعجوز درهم الأخير.

قال العجوز: لا تفعل شيء إلا أن ترجع إلى عقلك وتعد من الواحد إلى خمسة وعشرين.

فتفرق الأصدقاء وأكمل الفقير طريقه فلما وصل إلى نهر عاصف تذكر نصيحة العجوز الأولى فجلس الفقير في على الأرض بعيدا من على النهر فجاء فارس معه حصان.

سأل الفارس الفقير: لماذا لا تعبر النهر؟

قال الفقير: لأنه نهر عاصف.

قال الفارس: سأريك كيف أعبر هذا النهر صغير.

فلما عبر الفارس النهر جاءت موجة فسقط الفارس في نهر ومات فجاء حصان الفارس إلى الفقير وهو مبتل فركبه الفقير وذهب للبحث عن جسر فوجد جسر فعبر به نهر وبعد مسافة وجد الفقير ثلاثة نسور كبيرة فتذكر نصيحة العجوز الثانية فذهب إلى المكان الذي كانت به النسور فرأى ثلاث جثث ومعهم مسدسات وقربا منهم حقيبة من الجلد ففتح الفقير الحقيبة فوجد فيها كثيرا من النقود فعلم أنها كانت لقطاع طرق لم يوافقوا على قسمة النقود فقتلوا بعضهم وأخذ الفقير الحقيبة ومسدس فلما وصل للمنزل فكر في رؤية ماذا يحصل فرأى من نافذة مفتوحة زوجته مع رجل أخر ولم ينتهي بعد اليوم الأخير فرفع المسدس لقتل الرجل ولكنه تذكر نصيحة العجوز الأخيرة فرجع إلى عقله وعد إلى خمسة وعشرين وبينما الفقير يعد حتى سمع صوتا.

قال رجل: يا أمي سأذهب للبحث عن والدي خمسة سنين.

قالت زوجة الفقير: حسنا يا ولدي ولكن ابني إني لا أملك غيرك أولا أبوك ثم أنت.

قال رجل: أمي حالي لا تسمح لي الحياة دون أب.

فحمد الفقير الله ثم العجوز لأنه كان سيقتل ولده الوحيد فدخل المنزل وهو فرح, وهو يقول: لقد جاءكم الرجل الذي كنتم تنتظرونه طوال هذه السنين.

فجاءت زوجة الفقير وولده الفقير حيا ففرحوا جميعا لعودة الفقير حيا.

الحكمة:

عليك أن تأخذ نصائح لأنها سبب فرحك أو غناك أو حياتك.

قصص وحكايات فيها حكم وعبرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن