1

589 15 2
                                    


                    [ الرجل خلف الشجره ]

لاس فيغاس .. نيفادا ~
١٠ / نوفمبر / ٢٠١٧

" بحُكم الماده 236 من القانون الجنائي .. تَم الحُكم على المتهم بالسجن لمدة 30 سنه .. مع غرامه تُكلّف 200.00 دولار "

" سيدي القاضي ! "

" أنتهت المحكمه "

طرقَ بمطرقتِه الخشبيه تِلك على الطاوله ثلاث مرّات ، لينهض بعدها مُبتعداً عن قاعة المحكمه
نظرتُ نحوَ الذي يجلس بجانبِي ، خيبات الأمل التي كانت على ملامح وجهه جعلتنِي أريد البكاء !
أخذهُ الرجل من ذراعِه ليبتعد عن ناظري بهدوء

إلى متى سأظَل هكذا ؟ قضيه تلوى الأُخرى أخسرها كالبلهاء بينمَا أنا مكتوفة اليدين ؟ أليس من الظلم أن يمتلِك أشخاص حظ سيء ؟
أوليس من حقّي أن أكون سعيده ؟

" توقفي .. هذا مُثير للشفقه ، مجال مرموق كهذا لا يليقُ بكِ "
تفوّه رأس جوز الهند ذاك الذي كان يقبعُ أمامي ، بينما أنا أجمعُ كومة الأوراق تِلك وعيناي حمراء من شدة الغضب ، من جهة خسارتِي لما سهرتُ لأجله
ومن جهة صوت ديفيد الذي أمقتهُ

" هل أتيتُ وشكوتُ لك الحال ؟ لا تتدخل فيما لا يعنِيك ! أنا سعيده ، لما أنتِ غاضب هكذا ؟ هل يعقل أنّك معجباً بي ؟ "
قهقهتُ في نهاية حديثي لأُكمل ماقاطعنِي عنه
أردف لي بصوتِه الرجولي البغيض
" لا تقلقي .. أنا لا أواعد الفاشلات "
حاول إغضابي بإلقائه تِلك الكلمات ، ولم يدري أنّه لم يُشعل ذرة غضب بداخلي ، ومن يظنُ نفسه ؟
" وأنا أيضا .. لا أواعد المتعجرفين "
قلتُ لآخذ تلك الأوراق بيدي حامله حقيبتي بيدي الأخرى دالفة إلى مكتبي تاركه ذاك البغيض خلفي دون أن أسمع منه تفاهات أُخرى

رميتُ بجسدي المنهك على ذالك الكُرسي ، لأتنهد بصوت عالي ، أخرجتُ مافي بجعتي بتنهيده واحده !
صوت الباب جعلني أُدير رأسي لأراها تقف أمامي بإبتسامه مُنسكره .. لا بأس ، أنا معتاده ويندي !
" يُمكنك النجاح بغير مره .. لاتقلقي "
قالت لي محاولة لمواساتِي بينما أنا أبادلها ذات الإبتسامه المُنكسره
" سأمت ياويندي .. إلى متى سأظل فاشله ؟ أبسط القاضايا لم أنجح بها ! رؤية المتهمين بتِلك النظره المُنكسره بينما خيبة الأمل تتوسطها يُزعجني ! يجعلنُي غاضبه وأريد كسر كُل ما أمامي ! "
قلتُ مندفعه وكأنني أنتظرهُا كي أبوح مافي بجعتِي
" لاتقلقي .. ستجدين ما هوَ أفضل .. وستنجحين به ، سأبحثُ لك عن قضايا وأنتِ خذي قسطاً من الراحه "

الأمل بداخلي بالفعل ! لكنني أنتظرتُ من يظهرهُ لي .. أنا لن أستسلم رُغم الصعوبات التي أُواجهها كُل يوم ، من سخريه ، وفشل ، رُبما يومِ السعيد لم يأتِ بعد ! لن أفوّت قطار سعادتِي كي أُرضي غيري
" سأرتاحُ أقل مايمكن ثلاثة أيام .. أنا متعبه جداً "
قلتُ لأنهض بعدها من مقعدي ، أخذتني ويندي بعناق دافئ أختصر ماكانت تُريد مواساتي به
لأُبادله ثواني وأفصله كي أخرجُ بعدها دالفه إلى سيارتي

Luna piena | إكتمال القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن