في بداية الطريق الصحراوي، كان يقف على الرمال الصفراء اللامعة مستمدة توهجها من أشعة شمس الظهيرة الحارقة، بعيدا عن مرأى الأسفلت كي لا يلحظه أحد، يمسك بيمناه حقيبة سوداء تحوي المبلغ المطلوب بعدما استطاع رهن العمارة التي ورثها عن والده، فما كان يوجد طريق آخر غير ذلك وإلا كيف يسترد من خلف غيابها نيرانا تحرقه وألما يعتصر فؤاده! بعد ثلث ساعة أتته سيارة جيب سوداء كما زجاجها، ترجل منها رجلين مفتولي العضلات بملابس سوداء تميز من يعمل مع نضال فقط، اقترب منه أحدهم وعيناه على الحقيبة قائلا:
_ جهزت الفلوس؟!
أماء ريان برأسه في حين انحنى الرجل ليحصل على الحقيبة ولكن أبعدها ريان عن مستواه قائلا بمقت:
_ مافيش فلوس إلا اما اشوف مراتي الأول
اعتدل الرجل في وقفته ثم تقدم وزميله من ريان جاذبا كل منهما أحد ذراعيه نحو السيارة، حيث جلس ثلاثتهم على المقعد الخلفي، ثم غطى أحدهم وجه ريان بعصابة سوداء لئلا يميز الطريق إلى حيث يوجد مخبأ نضال وهي كانت خطة الضابط بأن يعلق جهازا بقميصه من الداخل كي يتغيب إلى أين سيأخذونه فقد كان متأكدا من كون هذه الفعلة وراءها نضال بالتأكيد، وتظاهر ريان أمام العسكري بكونه لم يفتح محضرا حيث مر على الاختطاف دون الأربع والعشرون ساعة!وعلى الجانب الآخر كانت توجد رهف التي افاقت قبل ساعتين لتجد نفسها مقيدة بكرسي في غرفة صغيرة ليس بها دهان قليلة الأثاث، فقط بها لوحة مفاتيح كبيرة مكشوفة اسلاكها، حاولت الصراخ ولكن كان لصوت السلاح تأثير أكبر فآثرت الصمت داعية الله ان يخرجها من هذه الورطة على خير، ولم تعلم بعد ما سبب اختطافها اهو للفدية او لأذى ريان؟ في الحقيقة لا تعرف بل اكتفت بالانتظار عل الالغاز تكشف عن قريب وتخرج من هذه المصيبة دون إراقة للدماء!
اجفلت ما ان سمعت صوت صرير الباب وهو يفتح لتلتفت إليه سريعا مراقبة بعينيها من دلف عبره بطوله الفاره يرمقها مع ابتسامة خبيثة تزين ثغره، لم تنجح بتمييز ماهيته حتى دلفت خلفه فتاة يافعة تمشي بخطوات هادئة تنظر إليها ولذة الانتصار مرتسمة على معالمها، شهقت رهف بدهشة بينما تقول بعدم تصديق:
_ تمارا؟!
ضحكت تمارا بسخرية قبل ان تقول والشرر يتطاير من عينيها:
_ أيوة يا قلبي تمارا، مخضوضة كدة ليه؟!
تجاهلت سخريتها اللاذعة في حين تهتف باستفهام:
_ إنتي خطفتيني ليه يا تمارا؟ انا عملت لك ايه؟
نال نضال الإجابة عنها قائلا بنفي:
_ لا مش هي اللي خطفتك يا مدام، في الحقيقة انا اللي خطفتك
التفت رفع برأسها كي تنظر إليه متفرسة بمعالمه وهي تقول بتساؤل:
_ إنت مين؟
اقترب منها كي يرقب معالمها حينما يقول:
_ نضال النازي
تقلصت معالمها في صدمة يتخللها الفزع حيث لم يدر بخلدها يوما ان تقابل هذا السفاح وجها لوجه وبهذا القرب، ابتعدت بظهرها إلى الوراء هاتفة بخوف:
_ إنت....
أكمل عنها قائلا باحتقان:
_ اللي جوزك بيحاربه علطول ومش هيتهد إلا اما يموت
شهقت من جديد ولكن بهلع هذه المرة حيث هتفت برجاء:
_ لا أرجوك ما تكلمهوش، انا قدامك أهمل فيا اي حاجة بس بلاش هو ارجووووك
هم ليجيبها باستفزاز ولكن قاطعته طرقة الباب ليلتفت نضال نحوه قائلا:
_ ادخل
فتح الباب ودخل عبره أحد حراسه قائلا:
_ ريان هنا يا باشا
_ تمام، انا جاي حالا
ثم خرج وخلفه الحارس متجاهلا نداءات رهف المتوسلة إياه بالرجوع عن قتله ولكن وقعت الفأس بالرأس ولابد لريان ان يتأدب! اقتربت منها تمارا قائلة بنبرة سمجة:
_ معلش بقى يا رهف، تعيشي وتاخدي غيرها، ده لو عشتي انتي كمان
هنا تنبهت حواس رهف إلى تمارا التي كانت تجلس إلى جانبها وكل معالم التشفي بادية بوجهها، كما دفع رهف إلى التحدث مخمنة:
_ إنتي عشيقته؟!
تلبكت معالمها سريعا فور نطق رهف بهذا السؤال الغير معد له العدة سابقا، حيث نطقت بتعال:
_ وانتي مالك انتي؟
اماءت رهف برأسها في حين حدجتها بنظرات ازدراء من الأعلى للأسفل مردفة باحتقار:
_ انا اتجوزت على سنة الله ورسوله وعايشة مع جوزي حبيبي اللي إنتي كنتي هتموتي تتجوزيه، اختارني انا وعيشني ف هنا، قوم انتي ماستحملتيش بقيتي عشيقة لراجل مجرم وبعتي نفسك ليه عشان كام مليم، بس أقسم لك موتي وموت ريان يستحيل يشيلوا عقدة النقص اللي جواكي ولا هيحسسوكي مرة بالانتصار، عمرك ما هترتاحي بموتنا، إنتي مريضة
اشتعلت عينا تمارا بغضب جم لتقف عن مجلسها ثم تقترب منها حتى صار يفصلهما أقل من متر لتقول بشر:
_ انا اللي دخلت ف دماغه فكرة انه يقتل ريان والطلقة غلطت وجات عليكي ودفع تمنها ابنك يا مدام رهف
_ ايييييه؟!
صاحت بها رهف بذهول بينما أكملت تمارا تقول بتشف:
_ أيوة أنا اللي قتلت ابنك وانتي وجوزك هتحصلوه قريب، ووقتها هسافر انا ورينا وبنتنا بعيد عن المكان ده خاالص
![](https://img.wattpad.com/cover/212818013-288-k287799.jpg)
أنت تقرأ
لقيطه و لكن بقلم/ اسراء عبدالقادر
Romanceركعت أمام قدميه خانعة تهتف بصوتها الباكي في رجاء يكسوه الجزع: _ أبوس ايدك سامحني يا ريان، عارفة اني غلطت وكان المفروض أعرفك من الاول، أرجوك ماتعرفش حد ما كان جوابه سوى أن ظل على حاله صلدا يرمقها بمعالم قاسية متجهمة، لم يرق لحالها وهي ملاكه الصغير ال...