لا أعرف ما يجري، أعلم أن قلبي يؤلمني بشكل غريبٍ جدًا، إن ذلك الجزء من جسدي يشعر وكأن شيئًا يخترقه، ألم لا يمكن أن يحكى، وكأن كل ما في الأرض يسعى لإبادته، أعاني وحدة مفرطة، جعلت كل ما حولي مجرد المزيد من الكذب، أصبح قلبي يتنكر لمن أعرفهم ولست أجزم إن كان العكس صحيح، وها أنا أجلس في زاوية غرفتي ذات اللون الأبيض، والنافذة الموصدة التي تحجبني عن العالم، أستمع إلى موسيقى عتيقة عبر الراديو الصدء، والاضاءة الخافتة، والمتذبذبة، كم كنت أحلم أن أنتزع هذا القلب لفترة وأضعه في الزاوية المقابلة، فقط لأرتاح بعض الوقت، أفرطت في ادراك الأشياء حتى انغمست في الخذلان؛ فقد رأيت حقيقة كل شيء، كان لي عقلٌ يتحرك بسرعة مذهلة ودون توقف، يقرأ الأشياء وما وراءها، وعندما أصبحت أرى الابتذال يصعد فوق ملامحهم، ويعود جزءًا من يومهم، عندما رأيت كل ما أحبه يبتعد! إنها ليست مجرد أفكار سوداوية حمقاء، وليست أشياء بوسع أيكم رؤيتها، إنها أشياء تستشعر، أنت تراها بوضوح عندما تشعر بها بقوة، أجل سوف تكتشف كل شيء، اتبع قلبك، وراقب كيف سيتبدل العالم من حولك، سترى كيف سيلفك الصقيع، وتنأ هربًا إلى واحة حقيقية، كأنك دابة تاهت في صحراء جافة، ظمأنه توشك على الهلاك، ستقفز من سرابٍ إلى أخر، ستعتقد بأن هناك استثناءً، ستقدم فرصًا ثمينة من عمرك، وكل ما ستجده المزيد من السراب، حتى ما يعود بك قوة، وترتجف ركبتاك وترفضان المحاولة، عندها.. ستسقط وإما أن تكون وصلت أخيرًا، أو أنك يا صاح.. ستنتهي مثلي." أوه يا إلهي.. هناك نهر أحمر قرر.. التدفق فجأة.. قلبي.. "
وبتوسع حدقتها وطيف ابتسامة يتلاشى سريعًا، مصحوبًا بارتخاء جسدها الذي دبت به برودة غير طبيعية سرت من أطرافها، وهي مقيدةٌ إلى سريرها الذي تفوح منه رائحة المعقمات، هوت يدها عن صدرها وقد غرست به مقصًا حاداً كالمشرط، والذي سرقته بالطبع من جيب الممرضة المهملة التي قامت بفحصها في آخر نوبة، لطالما قالت كايتي أن صوت نبضها يزعجها، وعليها إيقافه لبعض الوقت.